قالت أربعة مصادر إن الهند رفعت التكلفة التقديرية لمشروع عملاق لإقامة مصفاة تكرير ومجمع للبتروكيماويات من المقرر بناؤه بالتعاون مع شركة أرامكو السعودية وشركة بترول أبوظبى الوطنية (أدنوك) بأكثر من 36% بعد أن تسببت احتجاجات المزارعين فى نقل المجمع لمكان آخر.
ومن المتوقع الآن أن تقام المصفاة الساحلية التى تبلغ طاقتها التكريرية 1.2 مليون برميل يوميا بولاية ماهاراشترا فى روها بمنطقة رايجاد التى تبعد حوالى 100 كيلومتر جنوبى مومباي.
وقالت المصادر الأربعة المطلعة على مباحثات بين وزير الطاقة السعودى خالد الفالح ووزير النفط الهندى دارميندرا برادان إن التقدير الجديد للتكلفة البالغ 60 مليار دولار قُدم للفالح خلال اجتماع مع وزير النفط الهندى فى نيودلهى الشهر الماضي.
وقال مصدر حضر الاجتماع "60 مليار دولار تقدير مبدئى نُقل إلى السعودية، أما الرقم النهائى فسيتقرر على أساس دراسة جدوى تفصيلية".
وكانت تكلفة المشروع مُقدرة عند توقيع الاتفاق مع أرامكو فى 2018 بواقع 44 مليار دولار.
وطلبت المصادر الأربعة عدم الكشف عن هوياتها لحساسية المسألة.
وقالت المصادر إنه رغم زيادة التكلفة فلا يزال من المتوقع أن يبدأ تشغيل المشروع فى 2025.
ويتنافس منتجو النفط العالميون على دخول الهند لإقامة منفذ مستقر لإنتاجهم وتحقيق أرباح من الطلب القوى المتوقع على البنزين والبتروكيماويات فيها بفضل ارتفاع دخول سكانها البالغ عددهم 1.3 مليار نسمة.
وتهدف الهند، ثالث أكبر الدول المستوردة للنفط الخام فى العالم، لزيادة طاقتها التكريرية بنسبة 77 % إلى 8.8 مليون برميل يوميا بحلول العام 2030.
وكانت حكومة الولاية علقت الاستحواذ على الأراضى فى الموقع السابق فى راتناجيرى على بعد 400 كيلومتر جنوبى مومباى بعد أن رفض ألوف المزارعين تسليم أراضيهم خشية أن يضر المشروع بالمنطقة التى تشتهر بإنتاجها من المانجو من نوع ألفونسو ومزارع الكاجو والقرى التى تعيش على صيد الأسماك لوفرتها فى المنطقة.
وقالت سرى بارافايكاراسو مديرة شركة إف.جي.إى الاستشارية فى سنغافورة "هذه زيادة كبيرة فى التكلفة، لكننا نتوقع فى ضوء ضخامة المشروع أن يكون الاستثمار على مراحل" مضيفة أن شركتها تتشكك فى الوفاء بالجدول الزمنى للمشروع فى 2025.
وقالت المصادر إن زيادة التكلفة ترجع فى الأساس إلى التأخر فى الاستحواذ على الأراضى الخاصة بالمشروع وإنه سيتعين إعادة إجراء الحسابات كلها.
وتملك شركات تابعة للدولة هى مؤسسة النفط الهندية وبهارات بتروليوم كورب وهندوستان بتروليوم 50 % من راتناجيرى للتكرير والبتروكيماويات وهى الشركة التى تتولى إقامة المشروع.
وتملك أرامكو وأدنوك النصف الباقي.
وامتنع بي. أشوك الرئيس التنفيذى للشركة التى ستقيم المجمع عن التعليق على زيادة التكلفة ولم يتسن الحصول على رد فعل فورى من وزارة النفط الهندية.
ولم ترد وزارة الطاقة السعودية وشركة أرامكو على طلب من رويترز للتعليق على الأمر.
ووعدت حكومة ولاية ماهاراشترا بالاستحواذ على الأرض فى الموقع الجديد بحلول نهاية ديسمبر.
وفيما يسلط الضوء على مدى الاهتمام بقطاع التكرير الهندي، اشترى كونسورتيوم بقيادة روسنفت الروسية حصة مسيطرة فى نيارا إنرجى عام 2017.
وتجرى أرامكو أيضا مباحثات لشراء حصة أقلية فى أنشطة التكرير والتسويق والبتروكيماويات لمجموعة ريلاينس إندستريز، ويقول محللون إن أى تأخير فى الاستحواذ على الأرض قد يرغمها على التشدد فيما يتعلق بأصول شركة التكرير الهندية الخاصة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة