هناك أشخاص كثيرون مقتنعون إن الإهتمام لا يطلب، وهذا خطأ كبير وسبب رئيسى لمعظم المشكلات بين الطرفين!! الإهتمام شىء نسبى يختلف من شخص لأخر، وله درجات وأشكال مختلفة، والذى يُطلب تحديدًا هو (نوع ودرجة الإهتمام) ليست (الرغبة فى الإهتمام)!!
بمعنى إنه لايجوز أن تطلب من شخص خلق الرغبة بداخله كى يهتم بك؛ لكن يجوز إنك تطلب من شخص لديه الرغبة ويهتم بيك فعليًا (نوع الإهتمام الذى تحتاجه).
لأن معظمنا لديه مشكلة كبيرة بيتبعها بحسن نية وعدم إدراك لخطورتها ونتائجها السلبية!!
وهى (أننا نُحب ونهتم بالطرف الأخر كما نرى، وليس كما يحتاج هو أو بطريقة أخرى غير المفترض إتباعها)!! لذلك أحيانًا نهتم بالطرف الأخر ونقدم له أشياء كثيرة؛ لكنه لا يشعر بالارتياح والرضى عن العلاقة!! هذا ببساطة لأننا لا نعطيه مايحتاجه وينقصه ويريد منا أن نكمله!! نحن نعطيه ما نعتقد من وجهة نظرنا أنه صحيح!! .. وهنــا الكـارثــة !! لإننا مهما فعلنا سيظل غير راضيًا، وستزيد الفجوة بداخله!!
مثلاً: شخص نفسه يأكل ساندوتش فول، لو جيبنا له أشهى أكل فى العالم مش هيغنيه عن ساندوتش الفول، وهيأكل فقط لأنه بيحبنا ومش عايز يزعلنا.
هذا مايحدث، فى معظم العلاقات شريك حياتك بيكون محتاج أمور بسيطة، وأنت تبذل مجهود وربما تضحيات لتمنحه أشياء لا يحتاجها!!، وفى النهاية الطرفين لا يشعرون بالارتياح، وكل منهما يتهم الأخر بعدم القدرة على فهمه وإحتوائه.
لابد أن نفهم ونتيقن إن (الإحتياج مرض يجب تشخيصه ومعالجته بشكل سليم كى لا يتفاخم)، ينفع حد يشتكى من ألم فى الظهر نُعطيه دواء للمرارة؟! ..إعرف ما يحتاجه شريك حياتك منك، أنظر لقيمة ما تُعطيه إياه من وجهة نظره ليس من وجهة نظرك!!
ممكن يكون شريك حياتك لا يحتاج أكثر من حضن وأنت بكامل تركيزك معه، يحتاج كلمات محبه وغزل تُشعره بالثقة، يحتاج الإستماع اليه بشغف وإهتمام، يحتاج أن تستمتعون معا بمشاهدة التلفاز.. يحتاج دعمك وتشجيعك، مناقشتك والتحدث معك بحكمة ومنطق، وربما يحتاج أن تتركه ينفرد بنفسه كى يسترخى ويستجمع تركيزه.. مهم أن تسأل شريك حياتك ماذا يحتاج ليكون راضيًا؟؟ ماهى أفضل طريقة للإهتمام به؟؟.
إهتم بشريك حياتك وشجعه على مصارحتك بإحتياجاته ومدى رضاه عن مستوى العلاقة؛ وحين يطلب شيئًا إجتهد وأعطيه مايُريد، وأطلب مساعدته فى حالة عدم قدرتك على تلبية إحتياجاته بالشكل المطلوب. وأحذروا.. (أحياناً تركيزنا فيما ينقصنا يفقدنا متعة ما نمتلكه ولا نعرف قيمته إلا بعد فوات الأوان!!).
إطلبوا الإهتمام وساعدوا شركاء حياتكم عليه، لأننا حين لا نطلب يعتقدون أننا راضيين، وإحترسوا من جملة (يعرف لوحده) أو (لو مهتم كان عرف) أو (فى حاجات تتحس ومتتقالش) الطرف الثانى ليس منجمًا!! الطبيب يسأل المريض بالتفصيل ويحتاج مساعدته كى يشخص المرض ويستطيع معالجته.. هذا الكلام لكافة الأشخاص بإختلاف علاقاتهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة