أكد الدكتور صابر عبد الدايم عميد كلية اللغة العربية الأسبق جامعة الأزهر، أننا نعيش هذه الأيام موسمًا من أعظم المواسم أجرًا، وأجلها قدرًا، فهى أيام شريفة، وأوقات جليلة، أقسم الله (عز وجل)بها فى كتابه العزيز، حيث يقول سبحانه :{وَالْفَجْرِ* وَلَيَالٍ عَشْرٍ * والشفع والوتر}، والذى عليه جمهور المفسرين أن الليالى العشر هى العشر الأول من ذى الحجة، والله (عز وجل) لا يقسم إلا بعظيم، فالقَسَم بها تكريم لها، وتعظيم لمكانتها، وتنويه بشأنها، فلا بد أن نغتنم هذه الأيام فى فعل الطاعات، موضحا أنه يستحب للمسلم أن يصوم من أيام التسع من ذى الحجة قدر استطاعته، فصومها من الأعمال المحببة إلى الله تعالى، وخاصة صيام يوم عرفة لغير الحاج.
وأضاف خلال ندوة بمسجد السيدة نفسية بالقاهرة، أن الوحدة وعدم التفرقة وإعلاء القيم الإنسانية من أهم دروس خطبة حجة الوداع، التى وقف فيها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على عرفات قائلا:” أيُّها النَّاسُ، اسمعوا قولى، فإنِّى لا أدرى لعلِّى لا ألقاكم بعدَ عامى هذا، بِهذا الموقِفِ أبدًا أيُّها النَّاسُ، إنَّ دماءَكم وأموالَكم عليْكُم حرامٌ، إلى أن تلقَوا ربَّكم كحُرمةِ يومِكم هذا، وَكحُرمةِ شَهرِكم هذا….) وأنه لا بد من دراسة عصرية للمعانى الجليلة الكامنة فى هذه الخطبة الجامعة، التى تحمل إسرارًا ودقائق عظيمة، فإنها مع كثرة الدراسات حولها إلا أن لكل عصر متطلباته.
وأكد د. هشام عبد العزيز عضو المكتب الفنى لوزير الأوقاف، أن الله (عز وجل) قد اختص من أيام الدهر مواسم تضاعف فيها الحسنات، وتكثر فيها الخيرات، وترفع فيها الدرجات، يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) :” إِنَّ لِرَبِّكُمْ فِى أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٌ فَتَعَرَّضُوا لَهُ، لَعَلَّهُ أَنْ يُصِيبَكُمْ نَفْحَةٌ مِنْهَا فَلَا تَشْقَوْنَ بَعْدَهَا أَبَدًا”، وأننا نعيش هذه الأيام موسمًا من أعظم المواسم أجرًا، وأجلها قدرًا، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ) يَعْنِى أَيَّامَ الْعَشْرِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: (وَلَا الْجِهَادُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ).
وقال يجب على كل مسلم أن يغتنم هذا الفضل الكبير، والأجر العظيم بالتقرب إلى الله (عز وجل) بألوان الطاعات، وصنوف العبادات، ومن الأعمال الطيبة فى هذه الأيام التكافل وصلة الأرحام وإدخال الفرح والسرور على الفقراء والمحتاجين، ومن صور التكافل المشروع بين المسلمين الأضحية، وهى سـنة من سنن الرسول (صلى الله عليه وسلم) ينبغى الالتزام بها للمستطيع، وحيث يكون الرخاء والسعة يكون العمل بقوله (صلى الله عليه وسلم) : “كلوا وتصدقوا وادخروا”، وحيث يكون بالناس جهد وحاجة أو شدة وفاقة يكون العمل بقوله (صلى الله عليه وسلم) :”من ضحى منكم فلا يصبحن بعد ثالثة وفى بيته منه شيء”، وأن الأضحية كما تتحقق بالذبح تتحقق بشراء الصك، وأن صكوك الأضاحى من صور التكافل المجتمعى، وأن شراء الصك يعظم من نفع الأضحية، وبخاصة لمن لا يملك آلية لتوزيعها على الوجه الأمثل، مما يجعلها تصل عبر منظومة الصكوك إلى مستحقيها الحقيقيين، وهو ما يزيد من نفع الأضحية وثوابها فى آن واحد، كما أنه يسهم فى إيصال الخير إلى مستحقيه بعزة وكرامة، وما أجمل أن يجمع المستطيع الموسر بين الأمرين ذبح الأضحية توسعةً على أهله وذويه، وشراء الصكوك توسعة على عامة الفقراء فى المناطق الأكثر احتياجًا.