يعد جهاز المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر أحد أهم الأجهزة التى أنشأتها الدولة لخدمة الشباب وتنفيذ المشروعات بقروض ميسرة، للقضاء على البطالة والحد من الفقر، خاصة بعد نجاح التجربة بالعديد من دول العالم.
"اليوم السابع" التقى مروان محمد رئيس جهاز المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر بالمحافظة، والذى أكد خلال حواره على تصاعد مستوى المشروعات بشكل كبير فى المحافظة وانتشار افكر التنموى لدى الشباب، مشيرًا إلى تنفيذ أكثر من 13 مشروع خلال النصف الأول من العام الجارى بالمحافظة بمبالغ وصلت إلى 211 مليون جنيه تقريبًا.
فى البداية حدثنا عن الجهاز وأهميته ومتى أنشئ؟
جهاز المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر هو المعنى بالمشروعات المتوسطة سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، حيث تم انشاءه بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 947 لسنة 2017، بناءً على الخبرات المتراكمة للعاملين بالصندوق الاجتماعى سابقا، ونحن نهتم بخلق بيئة داعمة للمشروعات الصغير والمتناهية للحد من البطالة والقضاء على الفقر وتخريج شاب ورائد أعمال يُدير مشروعه بنجاح، سواء من خلال خدماتنا المالية او غير المالية.
كيف يبدأ المواطن تعامله مع الجهاز للحصول على القروض والخدمات المتاحة؟
يأتى إلينا الشاب أو الفتاة وما عليه سوى تحديد فكرة مشروعه، ونحن نساعده فى كيفية تنفيذها لكى يضمن النجاح، والتأقلم مع السوق بكافة تطوراته، بل ونقدم له العديد من دراسات الجدوى لتسهيل عملية فهمه للسوق واحتياجاته، بالإضافة للفت النظر عن المشروع الذى يريده، فلو من المحتمل تعثره يتم تنبيهه لذلك وإيجاد البديل له.
ما أقصى مبلغ متاح لإقراض المواطنين فى المشروعات الصغيرة؟
نحن نقدم خدمات تمويل تصل إلى 5 ملايين جنية كحد أقصى و 25 ألف كأحد أدنى للمشروع الواحد الصغير، وبفوائد بسيطة وقسط متناقص وفترة سداد مناسبة، إذ نُمول كافة المشروعات الصناعية والتجارية والزراعية وجميع الأنشطة الجديدة، وكذلك المشروعات القائمة بالفعل وتحتاج للتطوير.
ماذا عن المشروعات متناهية الصغر؟
فى تلك المشروعات يُمنح العميل مبالغ تبدأ من 1000 إلى 25 ألف جنيه، وهى تمثل الحجم الأكبر من التعاملات داخل المحافظة، إذ يفضل تلك المشروعات الشباب والسيدات المعيلات كبداية لخطواتهم فى السوق، ثم يتوسعون بقروض أخرى عند تنامى مشروعاتهم.
كيف يتم تسهيل بدء وتشغيل المشروع للشاب؟
يوجد لدينا خدمة "الشباك الواحد" لتسهيل كافة الإجراءات للعملاء، حيث كانت الشكوى دائمًا لدى المواطنين من المرور على عدة جهات لتنفيذ أوراقهم المطلوبة، أما الآن فسياسة الدولة هى إنجاز وبدء المشروعات بشكل سريع لخدمة المواطنين والقضاء على البطالة.
كم بلغ حجم الإنفاق وعدد المشروعات المنفذة لدى الجهاز منذ إنشائه؟
عدد المشروعات منذ أن كان مسمى الجهاز القديم "الصندوق الاجتماعى" وحتى الآن على مدار 19 عاما بلغ نحو 3 مليارات و500 مليون جنيه تقريبًا، لعدد مشروعات 380 ألف مشروع، وساهم فى توفير فرص عمل لنحو 694 ألف مواطن.
ماذا عن العام الأخير 2019؟
كل عام مستهدفنا يزيد عن العام الذى يسبقه، فعام 2019 منذ يناير حتى شهر يونيو الماضى اقرض الجهاز نحو 211 مليون لتنفيذ 13 ألف مشروع، وفرت نحو 17 ألف فرصة عمل تقريبًا.
أى المشروعات الأكثر تداولا لدى المواطنين.. الصغيرة أم المتناهية؟
المشروعات الصغيرة مثلت نحو 55 مليونا و500 ألفا بنسبة 25% تقريبا، بينما مثلت المشروعات المتناهية الصغر نحو 75% بقيمة 155 مليونا و500 ألف جنيه.
لدى البعض التخوف من كثرة الضمانات.. فما تعليقك؟
هناك خطوط إقراض متناسبة لكل المتقدمين، ولدينا وحدة إقراض مباشر بدون أية ضمانات ونتحمل نحن كجهاز مخاطر عدم السداد والضمانة هنا "ضمانة شخصية فقط"، إذ يأتى إلينا العميل بفكرة مشروع ونقوم بتدريبه ويحصل على القرض ويبدأ عمله بدون أية قيود.
هل توجد خدمات أخرى يقدمها الجهاز للمواطنين؟
حزمة الخدمات غير المالية من أبرز العوامل لدينا، فمثلا الشباك الواحد، وقطاع ريادة الأعمال والتدريب على كيفية أن يكون صاحب عمل، ودراسة السوق، وكيفية حسابه لتكاليفه واختياره للعملاء والموردين، والتسويق من خلال المعارض بالتنسيق معنا، كل ذلك يجعلنا نتخطى مرحلة الإقراض فقط، بالإضافة لخدمات "الباركود" للعملاء لكى تدخل منتجاته للهايبر ماركت والسلاسل التجارية الكبيرة ونوفر له تلك الخدمة بخصم 50 %، مع اتاحة فرصة تصدير للعملاء بالتعاون مع الشركات المختلفة.
كيف يتم تأهيل الشباب قبل الدخول لسوق العمل؟
ندرب طلاب السنوات النهائية والمدارس الفنية على أشياء عديدة، فلدينا برامج تدريبية لهم مثل برنامج المهارات الريادية التى تؤهلهم لسوق العمل، ويقوم الطلاب بزيارة الجهاز ويتفقدون أحد المشروعات المتميزة لاكتساب الخبرات اللازمة.
هل للمرأة المنياوية تعامل قوى فى تلك المشروعات؟
بالفعل تلعب السيدات دور مهم للغاية فى مشروعات المنيا خاصة المتناهية الصغر، فنحن نمول الجنسين، ونسبة المرأة فى مشروعات المتناهية أعلى خاصة فى الريف نظرًا لعمل السيدات هناك بشكل كبير فهى عصب الحياة هناك، ودائما ما تستمر مشروعاتهم وتكون سببًا فى حل مشكلاتهم بالقرى.
بماذا تنصح الشباب وحديثى التخرج؟
لا بديل للنهوض باقتصاد البلد سوا بالمشروعات الصغير والمتناهية، وعصر الوظائف الحكومية انتهى، ولا يمكننا الجزم بنوعية مشروع أفضل عن الأخر فكل متقدم له خطته والنجاح متوقف على كفاءة العمل والعاملين، وقروضنا دخلت فى جميع المشروعات لمختلفة دون استثناء، لذلك ننصح الشباب بالتقدم الينا وأخذ الخطوة دون تخوف، بالإضافة لوجود نظام للدمج بين الأشخاص وبعضهم وعمل مشروعات مشتركة، وكذلك تسهيل التكامل بين المشروعات وبعضها للوصول لأفضل ضمان لاستمرارية المشروعات ونجاحها.