الاحتجاجات تتصاعد فى هونج كونج.. الشرطة تلقى الغاز المسيل والمحتجون يردون بالمولوتوف.. بكين: تصريحات مسئول الاتحاد الأوربى تدخل فى شؤون بلادنا.. وترامب يطالب الصين بالتصرف "بإنسانية"

يوما تلو الآخر تتأزم الأوضاع فى هونج كونج، حيث أطلقت شرطة هونج كونج، اليوم السبت، الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين، الذين ردوا بإلقاء القنابل الحارقة "المولوتوف"، فى أحدث سلسلة من الاشتباكات، التى أوقعت المدينة الخاضعة لحكم الصين فى أسوأ أزمة سياسية منذ عقود.

واستخدمت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع مرة تلو الأخرى، فى حين احتمى المحتجون بمظلات واقية من المطر بين مقر جيش التحرير الشعبى الصينى بالمدينة ومقر الحكومة. ورشق أيضا المحتجون أفراد الشرطة بقوالب الطوب.

اللافتات-المناهضة-للحكومة

وتزامنت تلك الاشتباكات مع الذكرى الخامسة لقرار الصين بالحد من الإصلاحات الديمقراطية فى المستعمرة البريطانية السابقة التى عادت لحكمها عام 1997.

بكين تعترض على تصريحات مسئول أوربى

من جهة أخرى اعتبرت بكين تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في هونج كونج، تصريحات الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي "فيديريكا موجريني" حول المنطقة، واصفا إياها بأنها "تخلط بين الصواب والخطأ، ومثال على التدخل في الشؤون الداخلية للصين".

وقال المتحدث - في بيان للمفوضية اليوم،السبت، تعليقا على تصريح موجريني- إن احتجاز ثلاثة نشطاء من هونج كونج "مقلق للغاية"، كما أن شرطة هونج كونج قدمت توضيحات تفصيلية عن عمليات التوقيف التي تقوم بها والتي تستند إلى أدلة وتتماشى مع القوانين.

-الشرطة-تطلق-الطلقات-التحذيرية

وأضاف أن تصريحات الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي إزاء هذه العمليات (التوقيف) تعتبرعرقلة لتنفيذ القانون، وتدعو للتسامح مع الأعمال غير القانونية والعنيفة، وتزعزع سيادة القانون، وتدخل غير مسؤول في شؤون هونج كونج".

مطالب ترامب من الصين

ومن جانبه طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بكين بأن تتصرف "بإنسانية"، بعدما أُوقِف عدد من الناشطين في الحركة المؤيدة للديمقراطية في هونج كونج وحظر تظاهرة جديدة كبيرة اليوم السبت في المستعمرة البريطانية السابقة.

واعتبر ترامب - حسبما أفادت قناة الحرة الإخبارية - أن الضغط الاقتصادي الأمريكي على الصين ساهم في منع السلطات من شن حملة أكثر صرامة ضد المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية في هونج كونج.

 

وكان الرئيس الأمريكي قد مارس ضغوطا على الصين عبر ربط ملفين ساخنين، أحدهما دبلوماسي في هونج كونج، والآخر اقتصادي وهو المفاوضات التجارية بين البلدين ، وقال ترامب في تغريدة "بالتأكيد تريد الصين إبرام اتفاق (مع الولايات المتحدة) لكن ليتصرفوا بإنسانية مع هونغ كونغ أولا".

ومنذ قرابة ثلاثة أشهر، تمر المنطقة التي تتمتع بحكم شبه ذاتي، بأسوأ أزمة منذ إعادتها إلى الصين عام 1997، مع تظاهرات وتحركات شبه يومية تحول بعضها إلى مواجهات عنيفة مع قوات الأمن.

تبعات الاحتاجات 

وأغلقت السلطات أربع محطات لقطارات الأنفاق قرب منطقة كوان تونج المكتظة بالسكان والواقعة على شرق شبه جزيرة كولون بالمدينة الخاضعة للحكم الصينى، لكن الآلاف احتشدوا فى الشوارع رغم هذا وكان معظمهم يحمل مظلات واقية من الشمس.

واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع بعد أن ألقى بعض المحتجين القنابل الحارقة والحجارة فى حين أتلف آخرون أعمدة إضاءة "ذكية" مزودة بكاميرات مراقبة، وأقام بعض المحتجين حواجز على الطرق باستخدام سقالات من الخيزران، وهذه هى المرة الأولى التى تستخدم فيها الشرطة الغاز المسيل للدموع منذ عشرة أيام بعد سلسلة مظاهرات اتسم معظمها بالسلمية.

دعوات للتهدئة

ومن جانبها أكدت الرئيسة التنفيذية لمنطقة هونج كونج الإدارية الخاصة "كاري لام"  أهمية عقد حوار لحل الوضع الراهن في المنطقة .. قائلة : "إن مواصلة المظاهرات ليست هي الحل".

المتظاهرون-يحتمون-من-الغاز-المسيل

جاءت دعوة لام لسكان المنطقة عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) بعد أن دعت مجموعة من الأشخاص الذين يسعون لحل الوضع الحالي للالتقاء معها في مقر الحكومة، لتبادل الأفكار حول بناء منصة للحوار.