يفتح المسرح الجديد فى المجمّع الثقافى بأبوظبى، الذى شهد مؤخراً سلسلة من أعمال التجديد والترميم فى منطقة الحصن، أبوابه للجمهور رسمياً يوم 4 سبتمبر عبر برنامج تتخلله عروض رقص وموسيقى ومسرح، وغيرها من الفعاليات الثقافية والفنية الأخرى.
وينضم المسرح الذى يتسع لـ 900 مشاهد إلى مسرح المدرج الخارجى فى المجمّع الثقافى، ليوفرا معاً مساحات حاضنة لعروض الفنون الاستعراضية التى تلقى إقبالاً من مختلف فئات المجتمع فى أبوظبي، وذلك ضمن سلسلة من الفعاليات الفريدة ذات الخلفيات الثقافية المتعددة.
وتعليقاً على برنامج المسرح قال سيف سعيد غباش، وكيل دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبى: "نحن سعداء بالكشف عن هذا البرنامج الممتع الذى يتضمن عروضاً استثنائية لفنانين محليين ودوليين بين أركان المجمّع الثقافي، الذى يُعد منارة ثقافية ترتقى بالوعى المعرفى والثقافى ومنصّة بارزة لتمكين الفنانين.
وأضاف "غباش" يكرس المسرح الجديد الرؤية التى أطلقها المجمّع الثقافى منذ تأسيسه فى ثمانينيات القرن الماضى، والتى تستند على أسس قوية من التبادل الثقافى والحوار الحضارى بين ثقافات العالم، مع الاحتفاء بمختلف أشكال الفنون على تنوع مدارسها الفنية".
ومن جهتها، قالت ريم فضة، مدير المجمّع الثقافى: "نحن فخورون بتدشين المسرح الجديد وتأكيد دوره كمركز ترفيهى ومعرفى تسوده أجواء المرح والبهجة، وهو يُعد إضافة قيّمة إلى المشهد الثقافى، إذ يقدم مساحات جديدة مخصصة للفنون الاستعراضية، انسجاماً مع هدفنا الأسمى المتمثّل فى توسيع نطاق العروض الثقافية فى أبوظبي، بما يعزز مكانتها كوجهة ثقافية تتوافر بها كافة عوامل الجذب، وترحب بالفنانين والمبدعين من كافة أقطار العالم".
وسيواصل المسرح إرث المجمع الثقافى باعتباره وجهة للالتقاء والاستمتاع وتبادل المعارف والأفكار. وسيكون الجمهور على موعد مع فرصة ذهبية للاستمتاع طوال شهر سبتمبر بمجموعة متنوعة من العروض الكلاسيكية والمعاصرة العربية بين عالمى الموسيقى والرقص، بما يترجم رؤية المجمّع الثقافى التى تجمع بين الفنون المعاصرة والتقليدية فى بوتقة واحدة تنصهر فيها الاتجاهات الفنية المختلفة.
ويفتتح البرنامج مع "أوركسترا 2350 ق.م."، بقيادة الموسيقار والعازف العالمى نصير شمّة، فى 4 سبتمبر، والذى يقدم عرضاً بعنوان "من آشور إلى إشبيلية"، لتأخذ الحضور فى رحلة عبر الموسيقى والثقافة والزمن. ويقدم عرض "من آشور إلى إشبيلية" آلات جديدة من عائلة العود وغيرها من آلات أخرى مستوحاة من العود مثل المندولين والجيتار والبزق، وذلك ضمن أمسية رائعة تتلاشى فيها الحدود الموسيقية والثقافية والزمنية.
وفى يوم 6 سبتمبر، يقدم نصير شمّة وأوركسترا بيت العود عرضاً احتفائياً بالذكرى العاشرة لبيت العود، وذلك خلال حفل يجمع عددا من الموهوبين والمدربين الموسيقيين مثل بسام عبد الستار وشيرين تهامى والدكتور أحمد فتح الله وفيصل السارى وعلى الدريدي. واستكمالاً لتقاليد بيت العود واهتمامه بالاحتفاء بتاريخ الموسيقى العربية، يقدم هذا الحفل الموسيقى الاحتفالى المباشر فى الجزء الأول منه عناصر من الموسيقى الإماراتية التقليدية فى شكلها الحديث، وفى النصف الثانى من هذه الأمسية، يؤدى العازفون مقطوعات عربية كلاسيكية تشمل العرض الأول لتخت بيت العود، أول أوركسترا كلاسيكية عربية احترافية لبيت العود فى أبوظبي، والتى تقدم عروضها الإقليمية والمحلية بهدف دعم روائع الموسيقى العربية الكلاسيكية والحفاظ عليها. وسوف يلقى نصير شمة كلمةقبل الحفل يشرح فيه تفاصيل البرنامج.
Oud House Orchestra Barcelona 1
واستكمالاً للعروض الموسيقية خلال الشهر الأول من الموسم الافتتاحي، يستهل فنان الإمارات ميحد حمد، ورائد الأغنية التراثية الإماراتية، البرنامج المخصص لنجوم الأغنية العرب فى المجمّع الثقافى وذلك يوم 12 سبتمبر. وفى 20 سبتمبر، يقدم عزيز مرقة، الفنان والمؤلف الأردنى الصاعد، أولى عروضه فى دولة الإمارات من حفلات الموسيقى الانتقائية التى تقدم مزيجاً بين الروك والجاز، إلى جانب تقديم مجموعة من الروائع والتى تضم أحدث أعماله الموسيقية "ما فى منك".
ويقدم مسرح المجمّع الثقافى خلال برنامج الموسم الافتتاحى سلسلة من عروض الموسيقى الكلاسيكية حيث يقدم كل من غيوم بيلوم وماثيلد كالديرينى "معزوفة البيانو والناي" (24 سبتمبر)، والأوركسترا الروسية الوطنية مع ميخائيل بلنيف ولوكاس ديبارج، حيث يقدمون عروضاً موسيقية للفنانين العظماء غيتى وشوستاكوفيتش وجلازونوف (10 أكتوبر)، وتشايكوفسكى (11 أكتوبر)، إلى جانب عرض "قصّة عائلة"، لتشاليك كوارتيت (17 أكتوبر).
Tchalik Quarter
ويخصص المجمّع الثقافى برنامجاً حافلاً لدعم عروض المسرح الاماراتى فى الثلاثاء الثانى من كل شهر، بالتعاون مع جمعية المسرحيين. يفتتح هذا البرنامج مع عرض لـ"جمعية كلباء للفنون الشعبية والمسرح"، فى 10 سبتمبر، التى تعرض مسرحية "أحمد بنت سليمان" المستوحى من رواية "طفل الرمال"، للكاتب المغربى الطاهر بن جلون الناطق باللغة الفرنسية، وهو من تأليف ناجى الحاى وإخراج أحد الأنصاري. ويثير هذا العرض تساؤلات عديدة حول موضوعات جدلية ما يفرض تحديات عدة أمام المشاهد فى الوقت الذى تُطرح فيه آراء جريئة حول الوضع الراهن.
كما يعود لمسرح المجمّع الثقافي، مسرح كركلا، أحد أشهر مؤسسات الرقص التى لاقت نجاحاً فى منطقة الشرق الأوسط ومقره بيروت، خلال الفترة من 26 – 27 سبتمبر، لتقديم عرض "ألف ليلة وليلة"، وهو ثلاثية باليه موسيقى تأخذ الجمهور فى رحلة مليئة بمشاعر مختلفة عبر الزمن والمشاهد والموسيقى. ويضم الفصل الأول منها موسيقى شهرزاد للموسيقار نيكولاى ريمسكى كورساكوف، والتى تكشف عن عالم الشرق الغامض والبلاط الدراماتيكى المهيب للملك شهريار، حيث العاطفة والحب والانتقام فى جنبات ليالى القصر. يبدأ الفصل الثانى فى "بازار القصص الخارقة" عبر الزمن كما فى "ألف ليلة وليلة". يعود الفصل الأخير من العرض إلى التراث والتقاليد العربية مع رحلة إلى أيام خان القوافل، تلك الساحة التى يلتقى فيها المسافرون من كل مكان للاستراحة بعد عناء سفر طويل.