هناك العديد من الوجوه المصرية، التى تعلوها البسمة رغم الظروف القاسية والصعبة التى تواجهها فى الحياة، وتخوض معاركها متسلحة بإرادة حديدية لتحقيق الإنجازات والأحلام التى تتمنى حقيقها.
وتعد فئة الأقزام، هى إحدى فئات متحدى الإعاقة التى عانت طويلا فى الحصول على فرصة عمل، خاصة لتلائم الطبيعة الجسدية لهم، حتى جاء إقرار قانون حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة، الذى أعطى لهم قبلة الحياة، وأصبح لهم الحق فى الالتحاق بالعمل بنسبة 5%، كما أصبح لهم الحق فى الحصول على سيارة مجهزة للمعاقين، إلا أن البعض منهم مازال يعانى من نظرة المجتمع إليهم، وهو ما جعلهم يتسلحون بإدارة حديدية لتحقيق التفوق والاندماج فى المجتمع بصورة طبيعية.
"كيرلس" شاب فى مقبل العمر من فئة الأقزام، استطاع التغلب على الإعاقة والاندماج فى المجتمع والعمل بإحدى الكافتيريات الكبرى فى وسط الإسكندرية، ووضع لنفسه عدة أهداف وطموحات بدأ يسعى لتحقيق ولم يستسلم إلى الإعاقة.
ويقول "كيرلس أيوب" من قصيرى القامة 20 عاما، لـ"اليوم السابع" أنه يعمل حاليا مشرف على "كيدز كورنرو" منذ 4 سنوات، بأحد الكافتيريات الكبرى وسط الإسكندرية، وأنة سعيد جدا بعملة فى هذا المكان، وبالإنجاز الذى حقق فيه، حيث قام بتطوير وتزويد بعدد كبير من الألعاب المحببة للأطفال، مؤكدا على أنه يسعى دائما لتطوير أدائه فى العمل مع الأطفال يوميا حتى لا يشعرون بالملل وتحقيق المتعه له خلال فترة تواجده بالمكان.
وأضاف قائلا: "واجهت معاناة كبيرة حتى أجد عمل يقبل بى وبإعاقتى، والأمر ليس سهلا، وحاولت التقدم إلى جهات عديدة للعمل ولكنى رفضت بسبب قصر قامتى، ولكنى كان لدى قوة إرادة للتغلب على كل العقبات وتحقيق النجاح".
وحول بعض المضايقات التى يتعرض لها نتيجة إصابته بالإعاقة، قال: "نعم مازالت أواجه مضايقات من بعض الأشخاص ضيقى الأفق، وأتلقى منهم نظرات معايرة تشعرنى بالإعاقة وألفاظ سيئة، ولكنى لا أعير لهم أى اهتمام ، وأقول لهم: ربنا خلقنى كدة ولا أحد كامل، وأكيد هناك أوجه نقص أخرى غير الإعاقة الظاهرة".
وحول حياته الشخصية يقول: "ولدت فى أسرة والدتى من قصار القامة، ولكن والدى كان طبيعيا، ولكن الحياة بينهم كانت طبيعية جدا وحققا أسرة ناجحة، ولدى شقيقتان إحدهما من قصار القامة والأخرى طبيعية". ونفى أن يكون هناك أى ترتيبات خاصة لطبيعة الحياة بالمنزل تناسب قصر القامة، قائلا: "لا يوجد أى ترتيبات أو أثاث خاص بقصار القامة ولكننا نمارس حياتنا اليومية بشكل طبيعى".
وحول أقرار قانون حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة من البرلمان والذى أعطى الحق لقصار القامة بالتمتع بجميع امتيازات ذوى الإعاقة، قال: "إن القانون أعطى لنا قبلة الحياة، خاصة فى الحصول على نفس الامتيازات التى حرمنا منها طويلا، خاصة بعد الحصول على حق العمل بموجب شهادة لـ 5% من فئة المعاقين، وهو أمر لم يكن متوفر مسبقا، بالإضافة إلى الحصول على بعض الامتيازات الأخرى، مطالبا بالاهتمام بتلك الفئة وخاصة الشباب منهم.
و حول أحلامه وطموحاته قال: "بتنمى يكون عندى صالون حلاقة كبير للرجال، وأعلم أنه لن يكون لدى القدرة على تقديم الخدمة بنفسى، ولكنى أعمل على تدريب بعض الشباب الآخرين، لأنى عندى موهبة فى هذا المجال وأعلم أنى سوف أحقق نجاح فيه".
يذكر أن البرلمان المصرى قد أقر قانون حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة ، وضم فئة الأقزام وقصار القامة، وتم إصدار اللائحة التنفيذية للقانون بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 2733 لسنة 2018، وإلزم جميع الوزارات والجهات المعنية بتطبيق أحكام القانون رقم 15 لسنة 2018، والذى يعمل على ضمان حقوق ذوى الإعاقة من حيث العمل والتأمين الصحى والاجتماعى وغيرها من الامتيازات.