أبلغته أنها حامل فى شهره الثانى من صديقها السابق وعرضت له مقطع فيديو وهى تمارس الجنس مع شاب آخر فجن جنونه، وقتلها صديقها التايوانى تشان تونج كاي -الذى تعرفت عليه في متجر كانا يعملان فيه-، خلال رحلة سياحية لهما بمناسبة عيد الحب إلى تايوان، ووضع جثة بون هيو وينج، (20 عاما) فى حقيبة سفر وألقى بها فى إحدى الحدائق، وتخلص من متعلقاتها عدا الهاتف والكاميرا وبطاقتها الائتمانية التى استخدمها فى دفع ديونه، بينما ظل مصير الفتاة مجهولاً عاد تشان إلى هونج كونج بفرده إلى أن ألقى القبض عليه واعترف بقتل صديقته.
تمت محاكمة المتهم بحسب هيئة الاذاعة البريطانية، فى هونج كونج بتهمة السرقة (أخذ تشان متعلقات الفتاة)، لعدم وقوع جريمة القتل على أراضى هونج كونج، لكن تايوان طالت الأخيرة بتسليمه إليها حيث مسرح الجريمة فتعذر الأمر، لسبب هو ان البلدين لم يبرما اتفاقا لتسليم المجرمين، فما كان من حاكمة هونج كونج أن اقترحت قانون تسليم المطلوبين يمكّن تايوان من ترحيله اليها لمحاكمته، كى لا تصبح هونج كونج ملاذا آمنا للمجرمين، وساندت الصين هذه الخطوة بقوة، إذ سيسمح القانون بتسليم المتهمين الجنائيين للدولة الأم الصين، فاشعلت الاحتجاجات منذ الـ 9 من يونيو الماضى.
ثار المحتجون منذ نحو 4 أشهر وحتى اليوم بل وحتى كتابة هذه السطور، ودخل الاقليم الصينى الذى يتمتع بحكم شبه ذاتى فى أزمة سياسية وصفت بالأخطر منذ عام 1997، حيث نزل آلاف المحتجين إلى الشوارع وفرقتهم شرطة مكافحة الشغب، رافضين مشروع القانون لكن الحراك وسع بشكل ملحوظ مطالباته التي طالت كذلك الحكم المركزي في الصين.
وفى غضون شهرين تحولت شوارع هونج كونج إلى ما يشبه بحرب اهلية، وتحولت التظاهرات إلى أعمال عنف، واندلعت صدامات عنيفة مع الشرطة ورشق متظاهرون عناصر الشرطة بزجاجات واستخدموا حواجز معدنية، واستخدمت قوات الأمن العصي وغاز الفلفل لتفريق متظاهرون اقتحموا البرلمان، كما دخل آلاف المتظاهرين إلى مطار هونج كونج من أجل "استقبال" الزوار وتوعيتهم بشأن الاحتجاجات، وعطلوا الملاحة، وقالت بكين أن المحتجين ارتكبوا أعمالا "شبه إرهابية" وتشكل "تحديا خطيرا للقانون والنظام فى المنطقة.
أما الصين التى دعمت القانون بشدة اتهمت وزارة خارجيتها، الولايات المتحدة الأمريكية بالتآمر مع عناصر إجرامية وعلى صلة بأنشطة جنائية معادية للصين في هونج كونج، وأضافت في بيان نشرته وسائل اعلامها، ردا على تعليقات مجلس النواب الأمريكي والسياسيين الأمريكيين الآخرين بشأن الأحداث فى هونج كونج، أنه "تشويه للواقع".
فى البداية طالب المتظاهرون بالتراجع عن القانون، ثم ارتفع سقف المطالب بعد وقوع نحو 80 قتيلا إلى المطالبة باستقالة رئيسة السلطة التنفيذية كاري لام، وانتخاب خلف لها بالاقتراع العام المباشر وليس تعيينه من بكين، كما هي القاعدة حاليا، ودعوا أيضا بفتح تحقيق حول أعمال العنف التي يتهمون الشرطة بالقيام بها، إذ خشى معارضو مشروع القانون أن يقع سكان هونج كونج في دوامة المنظومة القضائية الصينية.
طال أمد الاحتجاجات، فألقت بظلالها على القطاع الاقتصادى، أواخر أغسطس الماضى، أصدر عدد من البنوك العالمية فى هونج كونج إعلانات في الجرائد المحلية تحث على وضع حدا سلميا للاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية فى الجزيرة، وتجنبت البنوك، ومن بينها بنك إتش اس بي سى البريطانى، توجيه اللوم للمحتجين، ولكنها أعربت عن قلقها إزاء انهيار النظام الاجتماعي على خلفية الاحتجاجات التى دخلت شهرها الثالث.
يوما بعد يوم تمسكت زعيمة هونج كونج التنفيذية كارى لام بالقانون ووقفت فى وجه التظاهرات، ودافعت بشكل مستميت عنه قائلة :الحكومة لم يكن لديها نية سحب مشروع القانون، لكن فى مواجهة هذه المعارضة المتزايدة، أعلنت لام عن إمكانية تعليق مشروع القانون واعتذرت للجماهير، لكنها أسفرت فقط عن تهدئة البعض.
وأمام موجات التظاهرات العاتية، لم تنجح لام فى التصدى للمجتحين، ولم تصمد طويلا، ففى نهار الـ 5 من سبتمبر الجارى، سحبت زعيمة الاقليم مشروع القانون، فظهرت سريعا آثار القرار على بورصة هونج كونج التى سجلت البورصة ظهر الأربعاء الماضى ارتفاعا كبيرا عقب بث القرار فى وسائل الإعلام، وارتفع المؤشر هانج سينج أكثر من 3%.، لكنه لم يشفى غليل المحتجين.
واصل المحتجون تظاهراتهم وقالوا إن القرار غير كاف وجاء بعد فوات الأوان، وتعهد محتجون كثيرون بمواصلة الاحتجاجات، ويوم أمس شهدت البلاد ليلة شابها العنف، استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والطلقات المطاطية لتفريق حشود في أحدث اشتباكات خلال الاحتجاجات المناهضة للحكومة وقام المتظاهرون مرتدين أقنعة بمهاجمة محطات مترو الأنفاق، كما أضرم المتظاهرون النيران فى الشوارع.
لكن الغريب فى الأمر أن المحتجون لجأوا إلى الولايات المتحدة الأمريكية فيما يبدو كوسيلة منهم لاستفزاز السلطات الصينية التى عنفت فى تصريحاتها المسئولين الأمريكيين الذين تطرقوا إلى الأوضاع فى هونج كونج، وفى سابقة الاولى من نوعها وقف آلاف المحتجين في الشارع يؤددون النشيد الوطني الأمريكي الأحد وطالبوا الرئيس دونالد ترامب بـ "تحرير مدينتهم" الخاضعة لحكم الصين، وذلك في أحدث تحرك ضمن موجة الاحتجاجات التي تعصف بالمدينة منذ شهور، وستوضح الأيام المقبلة ما اذا كانت الولايات المتحدة ستدخل بشكل أكبر على خط الأزمة أو ستكتفى بالتنديد والتشجيب، ويبدو أن الأزمة مرشحة للتصعيد الفترة المقبلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة