فى إنجاز هام للمؤسسات السودانية، نجح المجلس السيادى السودانى فى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع الحركات المسلحة بوساطة من رئيس جنوب السودان سلفا كير، وهى الخطوة التى تم الإعلان عنها مساء الأربعاء، بعد أيام قليلة من تسلم الحكومة السودانية الجديدة مهام عملها رسمياً.
وبدأت عملية السلام، بدعوة من سلفا كير رئيس جنوب السودان، لجميع الأطراف بالحوار على أرض "جوبا"، وإجراء محادثات للسلام بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة فى جوبا، وحث المتفاوضين على عدم التشدد، وضرورة تقديم التنازلات، معتبراً أن نظام الرئيس السابق عمر البشير كان وراء الانفصال.
جانب من الاجتماعات
وحضر إلى جوبا المبعوث الخاص من رئيس مجلس الوزراء السودانى الدكتور الشفيع خضر، وقادة الجبهة الثورية، ورئيس الحركة الشعبية عبد العزيز آدم الحلو.
وقال الرئيس سلفا كير، فى الجلسة الافتتاحية لبدء إجراءات محادثات السلام، إنه يشكر جميع الأطراف، لتلبيتهم الدعوة بالحضور إلى عاصمة بلاده، وأن ذلك يؤكد رغبتهم فى تحقيق السلام.
وأضاف سلفا: سنكون سعداء فى جنوب السودان عند وصول أشقائنا فى السودان إلى السلام»، قائلاً: كنت جزءاً من السودان، وأريد أن أنصحكم بأن الأوضاع التى أبعدتنا من السودان يجب تجاوزها من قبل المجموعة التى استولت على السلطة، ولقد تم دفعنا إلى خارج السودان، فى إشارة إلى الانفصال الذى حدث فى عام 2011 عبر الاستفتاء الشعبى.
وقال كير: السودان هو وطننا، ولا يمكننا أن نكون مرتاحين هنا فى جوبا، بينما الخرطوم تحترق.
وفى تصريحات له، قال عبد الله حمدوك رئيس الوزراء السودانى، خلال لقائه مبعوث رئيس جنوب السودان توت جلواك، إن الحركات المسلحة فى الجبهة الثورية والحركة الشعبية بقيادة الحلو جزء لا يتجزأ من عملية التغيير التى حدثت فى البلاد، معرباً عن تقديره لجهود حكومة جنوب السودان، ومبادرتها لتوحيد الحركات المسلحة، بغية التوصل إلى اتفاق سلام شامل يحقق الأمن والاستقرار فى جميع أنحاء البلاد، وقال إن البيئة أصبحت مواتية للحوار مع الحركات المسلحة.
مراسم التوقيع على إعلان وقف إطلاق النار
وأعرب عبدالله حمدوك رئيس الوزراء السودانى، عن تفاؤله فى إمكانية تحقيق السلام فى السودان.
وتولى محمد حمدان دقلو "حميدتى" المهمة رئيسًا للوفد الممثل لمجلس السيادة، والذى أشار فى تصريحات له، إلى أن السلام مطلب استراتيجى، وأن التنمية الاقتصادية لا تتحقق إلا بالسلام، ومشاركة أبناء الوطن في السلطة والثروة، هو الأمر الذى لن يتحقق ما لم تكن الفرص متساوية للجميع دون إقصاء لأحد على أساس العقيدة أو اللون، داعياً إلى أن يكون منهج الدولة التراضى على أساس المواطنة.
من جهته، دعا رئيس تحالف "الجبهة الثورية" التى تضم الحركات المسلحة، التى تقاتل الحكومة فى النيل الأزرق ودارفور، دول الترويكا (الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والنرويج)، والاتحاد الأفريقى، ومصر، وإثيوبيا، وتشاد، والخليج العربى، والأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبى، إلى العمل المشترك وتوحيد الجهود لإنجاح العملية السلمية فى السودان.
وقال رئيس التحالف فى تصريحات نقلتها الصحف المحلية السودانية، إن "الذين جربوا الحرب يدركون معنى السلام"، معربًا عن أمله فى الانتهاء من الحروب فى السودان دون عودة.
وأضاف رئيس التحالف: بلادنا فى حاجة ماسة اليوم لترتيبات أمنية شاملة وبناء جيش قومى لا يوجه سلاحه نحو شعب، مؤكداً أن تحالف "الجبهة الثورية" على أتم الاستعداد للانخراط فى ترتيبات أمنية حقيقية وجاهزة لبناء شراكة مع القوى التى أطاحت بالنظام السابق، وتحقيق الانتقال من الحرب إلى السلام، ومن الشمولية إلى الديمقراطية، وإعادة هيكلة الدولة السودانية لمصلحة جميع شعوبه للوصول إلى مصالحة وطنية شاملة وتضميد جراح الحرب.
وكان المبعوث الخاص لرئيس جنوب السودان ومستشاره الأمنى توت قلواك، قد سلم رئيس المجلس السيادى السوداني عبد الفتاح البرهان، رسالة خطية من الرئيس سلفا كير تتعلق ببدء المفاوضات بين الحكومة الانتقالية وفصائل المعارضة المسلحة، فى جوبا التى أكدت استعدادها لاستضافة المحادثات، بحضور إقليمى من دول الخليج والجوار السودانى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة