مجموعات منظمة تسابق الزمن للانتهاء من أعمال تطوير قصر محمد على بشبرا الخيمة بالقليوبية، ليخرج للنور، ويفتح أبوابه أمام السياح والمصريين للانبهار بعظمة الحضارة المصرية وفن المصريون القدماء، والتأكيد على عبقرية الفن المعاصر، وقدرة المصرى المعاصر على محاكاة الفن المصرى القديم فى إبداعاته وعبقريته الفنية، للخروج بلوحة تبهر الجميع بل والعالم كله، من زوار قصر محمد على بشبرا الخيمة فى القليوبية.
وعندما تدخل "الفسقية" بقصر محمد على ستجد خلايا نحل تعمل ولا تكل ولا تمل من أجل الانتهاء من أعمال ترميم القصر التى بدأت فى منتصف عام 2017، حتى الآن، ليعلنوا الانتهاء منه وفتح أبوابه بتشريف الرئيس عبد الفتاح السيسى فى احتفالات ثورة يونيو 2020 المقبلة، بتكلفة وصلت 194 مليون جنيه مصري، ضمن مشروع تطوير وترميم الآثار المصرية الذى بلغت فيه إجمالى أعمال الترميم للمواقع والمتاحف الأثرية مليار و270 مليون جنيه، وفق ما أعلنته وزارة الآثار المصرية.
فى البداية قال على محمد، أحد عمال الأرضيات بالقصر، أنه يعمل بالقصر منذ بدء أعمال الترميم، وذلك من خلال إحلال وتجديد الأرضية الخاصة بمنطقة النافورة الموجودة بـ "الفسقية" بقصر محمد على، مشيرا إلى أنه تم إحلال وتجديد الأرضية من خلال مد مجموعة من المواسير البلاستيكية لإعادة تشغيل النافورة الموجودة وسط "الفسقية" بالقصر، ودفنها من خلال الرمال والتدبيش ثم وضع الرخام الأثرى عليها، لتعمل من جديد أمام جمهور الزائرين.
وأشار "محمد"، إلى أن القصر يضم مجموعة من رخام الأرضيات النادرة، التى لا تجدها فى الوقت الحالى إلا بصعوبة كبيرة، والتى تتميز ببرودة الأرضية على عكس طبيعة الجو، إلى جانب تصميم النافورة الأثري، والتى يتم العمل فيها بحذر كبير للخروج بشكلها الجذاب والحفاظ على لونها الأصلى الخلاب، موضحا أنه من المقرر الانتهاء منها خلال شهر ونصف على الحد الأقصي.
ومن ناحيتها قالت سارة عبد الله، أخصائية تنظيف ميكانيكي، مؤكدة انه يتم توثيق الفراغ قبل أعمال الترميم من خلال التوثيق الفوتوغرافى لجميع العناصر الموجودة فى الفراغ بالتفصيل، إلى جانب التوثيق المعمارى لجميع العناصر بالأبعاد، ثم تبدأ مرحلة ترميم الزخارف من خلال تنظيف ميكانيكى بالفرش الناعمة والمنفاخ اليدوي، والتنظيف الكيميائى بالمديبات العضوية المجففة لإزالة الأتربة والتكلسات.
وتابعت "سارة"، أنه يتم عمل التنظيف الميكانيكى للأعمدة والوزرات الرخامية، ثم يتبعها عمل التنظيف الكيميائى باستخدام مادة مورا، أما بالنسبة للشبابيك بالقصر، يتم التنظيف الميكانيكى بالفرش الناعمة، ثم معالجة الأجزاء المتهالكة واستكمال الأجزاء المفقودة، وسنفرة الأجزاء المستهدفة للتذهيب، وملئ الفجوات والأجزاء الأقل فى المستوى بالمعجون وتسوية وتنعيم السطح جدا، ووضع طبقتين من الجمالكا لتحضير السطح لعمل التذهيب.
ومن ناحيتها قالت كارولين اسكندر، أخصائية بيولوجي، أنه يتم العمل على الواجهات الحجرية للقصرية بشكل دقيق جدا، حيث يتم تسجيل الواجهات الحجرية من خلال التصوير الفوتوغرافى لجميع أجزائها إلى جانب التوثيق العمرانى وتصوير مرحلة اثناء العمل، ثم تبدأ بعدها مباشرة مرحلة تفتيح العراميس المتهالكة والضعيفة والاسمنتية "إن وجدت"، بين مداميك الأحجار باستخدام الفرر والأزاميل مع مراعاة الحفاظ على حواف الأحجار الخارجية.
وأضافت "كارولين"، أنه يتم عمل استخلاص الأملاح من الأحجار من خلال استخدام كمادات من الطفلة والرمل المغسول بالماء لاستخلاص الأملاح منها، ويتم تطبيقها على الاسطح الحجرية وذلك لاستخلاص الأملاح من الأحجار، ثم يتم تركها لمدة 10 أيام مع مراعاة رش الكمادة كل 3 أيام ويمكن تكرار الكمادة وذلك حسب حاجة الأحجار بالقصر، لامتصاص الأملاح منها بعد ذلك يتم إزالة الكمادة باستخدام الفرر وسكاكين المعجون المناسبة لذلك.
وأوضحت، أن المرحلة الأخيرة تتم من خلال تنظيف الأحجار بماكينة البخار، حيث تتم هذه الطريقة باستخدام ماكينة البخار "steamer machine"، وذلك لتنظيف الأحجار من أى اتساخات، أو تسبيلات أو بقع موجودة على الأحجار.
وأخير قالت غادة على، إنه تم الانتهاء من ترميم وصيانة 4 نجفات بالقصر من بين ما يزيد عن 25 نجفة، كان بعضها بحالة سيئة، حيث كانت تعانى تهالك الأسلاك والإكسسوارات الخاصة بها، حيث شملت أعمال الصيانة ترميم أذرع النجف كافة، من خلال فكها وإعادة تجميعها عن طريق استخدام أسلاك الإستالستيل، كما تم استبدال أجزاء تحمل المواصفات نفسها بالأجزاء المتهالكة التى كان يستحيل ترميمها.
وتابعت، أن فريق الترميم قام بإنزال النجفات الواحدة تلو الأخرى حتى يتم إنجاز أعمال الصيانة والترميم لكل النجف الموجود بالقصر من خلال معمل الترميم بالقصر، كما تجرى أعمال الترميم على قدم وساق، حيث تم الانتهاء من تنظيف 40 سجادة وترميم 3 سجاجيد، حيث يتخطى عدد السجاد بالقصر 70 سجادة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة