يعرف باسم معهد علوم البحار والمصايد فرع الغردقة، ويقع شمال مدينة الغردقة، إلا أن المعهد كان اقدم محطة بحرية بحثية في الشرق الأوسط حيث أنشأ عام 1928، حيث جاء إنشاؤها بتكليف من جامعة الملك فؤاد الأول قديماً، القاهرة حديثا، للدكتور "سيريل كروسلاند" الإنجليزي الجنسية للقيام برحلة استكشافية فى البحر الأحمر وإنشاء المحطة.
يقول صلاح الرشندي، من أبناء قبائل البحر الأحمر، والمهتمين بتراثها، إن الأنجليزي سيريل كروسلاند، قام برحلة استكشافية بجزر البحر الأحمر على متن مركب تسمى "قولة" وبرفقته وفد بحثى من الجامعة.
وأضاف الرشندي أن تم خلال الرحلة اختيار منطقة شمال الغردقة لكي تكون "محطة أبحاث"، وذلك لبعدها عن المنطقة السكنية، وقربها من الشعاب المرجانية والبيئة البحرية النموذجية، وبالفعل أنشأت محطة الأحياء البحرية في عام 1928.
وتابع أنه فور إنشائها اهدي معهد الملك فؤاد بالاسكندرية مكتبته وتجهيزاته المعملية للمحطة، وبدء العمل البحثى فعليا بها في 1932 تحت رئاسة الإنجليزى سيريل كروسلاند، حيث كانت المحطة في تلك التوقيت تتبع لكلية العلوم جامعة الملك فؤاد الأول "جامعة القاهرة حاليا".
وأوضح الرشندى أنه في عام 1945 استقلت المحطة بذاتها وحملت اسم المعهد الملكي لعلوم البحار بجامعة فؤاد الأول، حتى أصبحت فيما بعد فرعا مستقلا بذاته تحت اسم المعهد القومى لعلوم البحار والمصايد فرع البحر الأحمر.
واستكمل أن معهد علوم البحار بالغردقة يعد أول محطة بحرية للأحياء المائية تقام على ساحل البحر الأحمر والوحيدة بلا منافس على مدار ثلاثين عاما.
وأشار الرشندي إلى تولى عالم البحار المعروف الدكتورحامد جوهر رئاسة المحطة في عام 1934 ولمدة 40 عاما، شهدت خلالها المحطة نشاطاً علميا غير مسبوق، حيث قام الدكتور جوهر خلال تلك الفترة بإنشاء متحف الأحياء المائية وعمل أبحاث مهمة في مجال علوم البحار، بالإضافة إلى برنامجة التلفزيونى الإسبوعى الشهير "عالم البحار".
وأنشأت إدارة المعهد حى سكنى وسمى حى "الأحياء" وهو عبارة عن استراحات ومساكن للباحثين والفنيين والعاملين والبحارة، وكذلك مبانى خاصة بمتاحف الأسماك والطيور البحرية المحنطة، وأحواض للأسماك الحية تضم أنواع مختلفة منها بالإضافة إلى القروش والسلاحف.
وكانت اليوم السابع تجولت من قبل داخل المتحف الخاص بمعهد علوم البحار أو محطة الأحياء البحرية قديما، حيث الأسماك الضخمة المحنطة داخل المتحف منها سمكة " المانتا راى " الطائرة أو ما تسمى بالنسبة للسكان المحللين أم كرباج نظرا لتشابه زيلها بالكرباج تم تحنيطها داخل المتحف على يد متخصصين قديما.
من جانبه قال أحد الباحثين بالمعهد أن متحف الاحياء البحرية داخل معهد علوم البحار أنشأ فى بداية الثلاثينيات وكان المزار الوحيد لمحافظة البحر الأحمر.
واضاف الباحث البحري، أن معهد علوم البحار الأول على الشرق الاوسط، يتبع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، لكنه أصبح عبارة عن مباني دون أبحاث.
واوضح أن البحر الأحمر يمتلك تنوع بيولوجي ضخم بمساحة تتخطى 1000 كيلو متر.
وكشف الباحث بعلوم البحار أن متحف علوم البحار يوجد به صورة لاول فنى قام بعملية تحنيط الاسماك بالمعهد حيث يظهر بالصورة رجل يرتدى عمامه وامامه سمكة ضخمة ويقوم بعملية التحنيط لها، ويضم المتحف سمكة قرش الماكو الضخمة محنطة وكذلك قرش المنشار، والسلاحف المختلفة منها الترسة وعروسة البحر والدلافين المختلفة
ويحتوي المتحف على العديد من الأسماك المحنطة من بيئة البحر الأحمر والمحيط الهندى وأهم الأنواع الموجودة هي عروس البحر والدلافين والقروش والسلاحف وغيرها من الأسماك.
ويضم المتحف سفينة الأبحاث التي تحمل إسم حامد جوهر تخليدا للعالم الكبير الدكتور حامد عبد الفتاح جوهر، وهى تقوم برحلات بحرية داخل محافظة البحر الأحمر لتجميع العينات وإجراء الأبحاث العلمية.