تراجع سعر الدولار أمام الجنيه بقيمة 12 قرشاً منذ بداية شهر سبتمبر الجارى ليسجل 16.37 جنيها للشراء، و16.47 جنيها للبيع بالبنك المركزى مقابل 16.49 جنيها للشراء، 16.62 جنيها للبيع مطلع الشهر، وسط توقعات بنوك الاستثمار بمزيد من التراجع إلى 16 جنيه بسبب تحسن إيرادات مصر من العملات الأجنبية مع الأثر الإيجابى لتحول صافى الميزان النفطى.
وكان سعر الدولار قدر تراجع بقيمة 6 قروش فى الأسبوع الأولى من شهر سبتمبر، ليواصل للأسبوع الثانى التراجع بنفس القيمة.
فاروس
أرجعت رضوى السويفى رئيس قطاع البحوث ببنك الاستثمار فاروس، استمرار تراجع سعر الدولار للأسبوع الثانى على التوالى، إلى عدة أسباب أبرزها أولا استمرار تدفقات الاستثمارات الأجنبية غير المباشرة فى أذون وسندات الخزانة، ثانيا استمرار تدفقات العاملين بالخارج، ثالثا تحسن إيرادات السياحة، وهم الأسباب الرئيسية وراء التراجع.
وتوقعت رضوى السويفى، تراجع فى سعر الدولار أمام الحنيه ليصل إلى مستوى 16 جنيه بنهاية العام الجارى.
بلتون
وأرجع بنك الاسثمار بلتون، أسباب تراجع الدولار إلى أولا تحسن إيرادات مصر من العملات الأجنبية مع الأثر الإيجابى لتحول صافى الميزان النفطى إلى لتحقيق فائض لأول مرة منذ عام 2015، ثانيا انخفاض الضغوط على العملة المحلية، أو بمعنى أخر انخفاض الطلب على الدولار نتيجة الطلب المحدود على الواردات غير النفطية، ثالثا تحسن صافى الأصول الأجنبية بالبنوك لتتحول لتحقيق فائض بنحو 2 مليار دولار فى يونيو 2019 للمرة الأولى منذ يوليو 2018.
وأضاف رابعا استقرار صافى الأصول الأجنبية لدى المركزى المصرى عند مستويات مرتفعة 15,5 مليار دولار – وهو الحساب المسئول عن تلبية الاحتياطيات بالعملة الأجنبية، مما يعكس تحسن عمليات الحساب الخارجى، خامسا مستوى الاحتياطيى من النقد الأجنبى الكافى الذى يغطى الواردات بنحو 7.8 مرة، باستثناء المدفوعات الرئيسية فى 2019، سيسمح للبنك المركزى بلتبية الاحتياجات التشغيلية للبلاد، سادسا التحسن فى الجدول الزمنى لخدمة الدين الخارجى، حيث تراجعت نسبة الديون قصيرة الأجل إلى إجمالى الديون الخارجية إلى 10.7% فى ديسمبر 2018، مقابل 13.3% فى يونيو 2018، بحسب البيانات الأخيرة الصادرة عن وزارة المالية.
الدولار بـ16 جنيها
وتوقع بنك الاستثمار بلتون، استمرار مزيد من تراجع الدولار ليصل إلى 16 جنيه كأقصى مستوى فى هذا الاتجاه الصاعد للجنيه، مبررة ذلك بأن ارتفاعه أعلى هذه المستويات سيحفز الطلب على الدولار، وتحديداً بين تجار الجملة والتجزئة العاملين حاليا فى المنتجات الاستهلاكية المستوردة فضلاً عن الشركات العاملة فى السلع الاستهلاكية التى ستتطلع لشراء مواد خام بتكلفة منخفضة.هيرميس
فيما أشار تقرير للمجموعة المالية هيرميس، إلى أن اتساع عجز الحساب الجارى فى مصر خلال الربع الأول من العام، قد يؤثر على استمرار تراجع الدولار، حيث ارتفع عجز الحساب الجارى بنسبة 94% على أساس سنوى و 79% بقياس ربع سنوى إلى 3.7 مليار دولار، ويرجع ذلك بشكل أساسى إلى زيادة عجز الميزان التجارى بنسبة 13% مقارنة بالربع الأول من العام السابق، الى جانب نمو الواردات فى الوقت الذى انخفضت فيه الصادرات.
وأضافت هيرميس، أن تأثر العجز التجارى سلبًا بتدهور ميزان المواد الهيدروكربونية، حيث عاد الى تحقيق عجزا بعد أن وصل إلى تسجيل أول فائض له منذ خمس سنوات فى الربع الرابع من عام 2018، متأثرا فى الغالب بأسعار النفط، كما واصل عجز ميزان السلع غير النفطية أيضًا اتساعه، مدفوعًا فى المقام الأول بالأداء المخيب للآمال للصادرات، زتراجعت بنسبة 9% بقياس سنوى فى الربع الأول من عام 2019)، بينما استمرت زيادة الواردات.
فيما لفتت هيرميس، إلى أن السياحة كانت واحدة من النقاط المضيئة القليلة التى شهدت أداء قويا خلال الربع الأول من العام، حيث سجلت نموًا بنسبة 15% على أساس سنوى.
