قال الناقد الدكتور محمد بدوى، إن الشاعر والمفكر اللبنانى شربل داغر يمارس فى أعماله الشعرية لعبة طرفاها الشاعر وآخر مشتبه بالشاعر.
وأضاف "بدوى" خلال اللقاء المفتوح لمناقشة أعمال الشاعر اللبنانى شربل داغر، فى المجلس الأعلى للثقافة، إن الشعر عند "شربل" يسعى لإبطال الدلالة أى دلالة، مشيرا عن أن وظيفة الشاعر هنا ليست وظيفة مغنى للثورة أو نبى بيانى، وإنما يبحث عن نمط للشعر الحقيقى، فالشاعر هنا منشغل بالشعر فقط.
ومن جانبه قال الناقد الدكتور رضا عطية، إن شربل داغر يرى حاجة الشعر إلى اللغة، حيث يعرف أن موجودات العالم عصية على الوصف، كما أن قصائد الشاعر اللبنانى الكبير تنزع نزوعا ميتافزيقيا، لتجريد العالم إلى نسق علاماتى.
وأضاف "عطية" أن القارئ يرى فى شعر "داغر" جدلا ما بين عدد من الثنائيات مثل الصمت والصوت والصراع بين الأبيض والأسود، كما أن الخطاب الشعرى عنده يؤكد على عدم محسومية العالم.
وتابع الناقد رضا عطية، أن شربل داغر يضع اللغة فى موضع تسأل وكأنه يقول أن اللغة أصبحت غير مجدية وأن المفردات تعانى الغموض، ومن هنا تشعر الذات الشاعرة بالتوتر بينها وبين الشعر، لافتا أيضا إلى أن العلاقة بين الدال والمدلول عند الشاعر اللبنانى تقوم على تقاطع بينهما.
وأوضح الناقد رضا عطية، أن الخطاب الشعرى عند شربل داغر، يتبدد فيه يقين الشك ولا نهائية العالم، كما أنه لديه مسعى أن تقوم اللغة بتصوير العالم، وكأن الشاعر يريد من تصوير اللغة أن تغير التاريخ، فالشاعر اكتفى بشعره فقط ولا يبحث عن وظائف أخرى يحاول تصويرها من خلاله.