فى حياة الشعوب رموز وزعماء أثروا بشكل كبير فى تاريخ مجتمعاتهم وسجلوا أروع البطولات التى سجلت بحروف من نور فى صفحات التاريخ، وذلك بسبب مواقفهم المشرفة من عدة قضايا وخاصة قضية التحرر الوطني.
تحل علينا اليوم الذكرى الـ 88 لإعدام شيخ الشهداء المجاهد عمر المختار الذى ظل يناضل طوال حياته، وبات مثلاً يحتذى به فى القوة والتحمل والمقاومة من أجل الوطن والدين، والذى تمت محاكمته وإعدامه فى 16 سبتمبر عام 1931.
جمع المجاهد عمر المختار حوله الجنود والمقاتلين للدفاع عن ليبيا ضد الغزاة الإيطاليين، حيث ظل يحاربهم نحو 20 عاما دون كلل أو ملل.
نفذت السلطات الإيطالية فى شيخ الشهداء عمر المختار حكما بالشنق عقب محاكمة خاصة أجريت فى نفس يوم إعدامه، وفيما يلى أبرز معلومات عن شيخ الشهداء عمر المختار.
ولد عمر المختار يوم 20 أغسطس عام 1861، فى زواية "جنزور" بالقرب من مدينة "طبرق" الليبية".
تلقى عمر المختار تعليمه الأول فى زاوية "جنزور" ثم سافر إلى "الجغبوب"، ومكث بها 8 أعوام للدراسة وتحصيل العلم على يد كبار علماء ومشايخ السنوسية.
عاش حرب التحرير والجهاد منذ بدايتها، وعندما أعلنت إيطاليا الحرب على تركيا في 29 سبتمبر 1911، وقصفت البارجات الحربية مدن الساحل الليبي، كان "المختار" مقيمًا في "جالو" بعد عودته من مدينة "الكفرة"، وبعد علمه بالغزو الإيطالي سارع إلى المجاهدين ونظم صفوفهم، حتي وصل أحمد الشريف السنوسي المجاهد الليبي، من "الكفرة".
سافر عمر المختار في شهر مارس عام 1923 إلى مصر بصحبة على باشا العبيدي ليعرض على الأمير محمد إدريس نتيجة عمله ويتلقى منه التوجيهات اللازمة فى إطار خطته للدفاع عن ليبيا.
مع تولى "بادوليو" منصب الحاكم العسكرى على ليبيا في يناير 1929، تظاهر برغبته للسلام لكسب الوقت ودخل في تفاوض مع عمر المختار فى 20 أبريل 1929، واستجاب "المختار" لنداء السلام، وكان "بادوليو" على رأس الوفد الإيطالي للقائه في 19 يونيو 1929، في "سيدي أرحومه"، ولكن المفاوضات فشلت فى النهاية فى ظل استمرار الثورة الليبية.
عقب ذلك تولى "جراتسياني" عمله فى ليبيا، وبدأ فى اتخاذ سلسلة من الإجراءات القمعيَّة والتعسفيَّة، فأرسل بعض المشايخ إلى سجون إيطاليا وقرر توقيع عقوبة الإعدام على كل من يتعاون أو يتصل بالثوَّار وسجن معظم المشايخ.
فى 11 سبتمبر1931، بينما كان عمر المختار يستطلع منطقة فى ليبيا، تمكنت القوات الإيطالية من حصاره والإيقاع به.
فى الساعة الخامسة مساءً فى 15 سبتمبر 1931 جرت محاكمة عمر المختار الصورية شكلًا وموضوعًا، إذ كان الطليان قد أعدوا المشنقة وانتهوا من ترتيبات الإعدام قبل بدء المحاكمة وصدور الحكم على المختار.
في صباح اليوم التالي للمحاكمة، الأربعاء 16 سبتمبر 1931، اتخذت جميع التدابير اللازمة لتنفيذ الحكم بإحضار جميع أقسام الجيش والميليشيا والطيران، وأحضر 20 ألف من الأهالى وجميع المُعتقلين لتنفيذ الحكم في قائدهم.
أحضر عمر المُختار مكبل الأيادى وفي تمام الساعة التاسعة صباحًا، وسلم إلى الجلاد، وبمجرد وصوله إلى موقع المشنقة أخذت الطائرات تحلق في الفضاء فوق ساحة الإعدام على انخفاض، وبصوت مدوّي لمنع الأهالي من الاستماع إلى عمر المختار إذا تحدث إليهم أو قال كلامًا يسمعونه، لكنه لم يتحدث، وسار إلى منصة الإعدام وهو ينطق الشهادتين، وتم تنفيذ الحكم بإعدامه شنقا.
يرى الشعب الليبى أن الجيش الليبى فى حربه ضد الارهابيين والمرتزقة يسير على درب سيرة المجاهد عمر المختار فى الجهاد ضد المستعمر الايطالى، واستلهام أبناء القوات المسلحة الليبية للروح التى كان يقاتل بها المختار المستعمر.