تستضيف الأمم المتحدة يوم الإثنين المقبل فعاليات (قمة المناخ 2019)، بمشاركة رؤساء الدول والحكومات، وذلك على هامش المناقشة الرفيعة المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة .
ومن المقرر أن تجمع القمة القطاع الخاص والسلطات المحلية ومنظمات عالمية أخرى لتطوير حلول طموحة فى 6 مجالات وهي: تحول عالمى إلى الطاقة المتجددة؛ وبنى تحتية ومدن مستدامة؛ والزراعة المستدامة وإدارة الغابات والمحيطات؛ والمقاومة والتكيف مع آثار المناخ؛ ومواءمة التمويل العمومى والخاص مع اقتصاد صفري، كما أنها ستكون فرصة للعمل من أجل محاربة التغير المناخي، وكذلك وضع خطط عمل على المديين القصير والطويل لمكافحة التغير المناخى ، والحد من الانبعاثات الملوثة للمناخ.
وأشار المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لقمة المناخ ألفونسو دى ألبا إلى أن القمة ستكون موعدا للعمل من أجل محاربة التغير المناخى وفرصة للدول لرفع طموحاتها فى مجال الحد من الانبعاثات الملوثة، فقد وصلت الإنبعاث الغازية إلى معدلات قياسية وهى لا تبدى أى علامة توقف، وكانت السنوات الأربع الأخيرة أكثر حرارة كما أن درجات الحرارة فى فصل الشتاء فى القطب الشمالى ارتفعت بـ 3°س منذ سنة 1990. مستويات البحر ترتفع، الشعاب المرجانية تموت.
وذكر دى ألبا باتفاق باريس، وهو إطار لسياسة حكيمة وقابلة للتطبيق وتطلعية تسطر ما يجب فعله لإيقاف اختلالات المناخ وتوقيف تأثيره، غيره قال أنه لا معنى للاتفاق دون عمل طموح.
وحث على تمهيد الطريق نحو تحول كامل للاقتصادات؛ تماشيا مع أهداف التنمية المستدامة، وقال "لا يجب عليهم خلق رابحين أو خاسرين أو القيام بإضافة إلى التفاوت الإقتصادي؛ يجب عليهم أن يكونوا عادلين ويقوموا بخلق فرص جديدة والحماية إلى أولئك المتأثرين بشكل سلبي، ضمن سياق مرحلة انتقالية عادلة، عليهم أيضا إدراج النساء كصناع قرار رئيسيين: فقط التنوع الجنسانى فى عملية اتخاذ القرار له القدرة على معالجة مختلف الإحتياجات التى ستظهر فى الفترة القادمة من التحول الهام".
وتحظى قضية التغير المناخى بأهمية أولية على الساحة الدولية، وأصبحت تحتل مكانة بارزة على جدول أعمال المؤتمرات والقمم الدولية، فقد كشف تقرير فجوة الانبعاثات لعام 2018 الصادر عن الأمم المتحدة للبيئة تقييماً دقيقاً لما يسمى "فجوة الانبعاثات"، وهى الفجوة بين مستويات الانبعاثات المتوقعة فى عام 2030، مقارنة بمستويات تتفق مع هدف إبقاء ارتفاع درجة الحرارة العالمية لهذا القرن عند أقل بكثير من درجتين مئويتين 1.5 درجة مئوية.
وتشير الأدلة الموضحة إلى أن الانبعاثات العالمية قد وصلت إلى مستويات تاريخية عند 53.5 طن من ثانى أكسيد الكربون، مع عدم وجود علامات على بلوغ الذروة، وهى النقطة التى تحول عندها الانبعاثات من زيادة إلى تناقص. وقدر المؤلفون أن 57 دولة فقط (تمثل 60% من الانبعاثات العالمية) تسير على الطريق الصحيح فى هذا الشأن بحلول عام 2030.
ويوضح هذا التحليل استعراض التقدم المحرز فى ضوء الالتزامات الوطنية بموجب اتفاق باريس أن الوتيرة الحالية للعمل الوطنى غير كافية لتحقيق أهداف باريس، وتعنى زيادة الانبعاثات والإجراءات المتباطئة أن رقم الفجوة فى تقرير هذا العام أكبر من أى وقت مضى.
وخلص المؤلفون إلى أن الدول يجب أن ترفع طموحها بمقدار 3 أضعاف من أجل الوصول لهدف الحفاظ على ارتفاع درجة حرارة الأرض دون درجتين مئويتين ورفع الطموحات لمقدار 5 أضعاف من أجل الوصول لهدف 1.5 درجة مئوية.
وحذرت منظمة الصحة العالمية أنه من المتوقع بين عامى 2030 و2050، أن يؤدى تغير المناخ إلى ارتفاع أعداد الوفيات لتصل إلى 250 ألف حالة إضافية سنويا، بما فى ذلك 38 ألف من كبار السن بسبب تعرضهم لحرارة الشمس، إضافة إلى 48 ألف سيتوفون بسبب الأمراض والملاريا، بينما قد تبلغ حالات الوفيات من الأطفال ما بين 60 إلى 95 ألف نتيجة سوء التغذية.
وأعلنت الأمم المتحدة أن تكلفة الأضرار المباشرة على الصحة ستكون بين 2 و4 مليارات دولار سنويا بحلول عام 2030. ووفقا للمراقبين، فإن نحو مليارى شخص من الأكثر فقراً حول العالم يواجهون تهديداً استثنائياً بفقدان سبل العيش وخسارة الموطن لأسباب مختلفة، يأتى فى مقدمها تغير المناخ.
وكشف تقرير حالة المناخ العالمى فى 2018 - الصادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية - إلى تسارع آثار تغير المناخ، حيث تتسارع الإشارات الفيزيائية والآثار الاجتماعية الاقتصادية لتغير المناخ ، فيما تدفع التركيزات القياسية لغازات الاحتباس الحرارى درجات الحرارة العالمية نحو مستويات متزايدة الخطورة .