لا شىء أكثر إثارة من حرصك على إيقاظ نفسك فى الثانية منتصف الليل لتلحق بفرصة التجول بأكبر سوق عالمى للخضر والفاكهة بالعاصمة الفرنسية "باريس"، إذ بدأت الرحلة مع الرفيق صالح فرهود، رئيس الجالية المصرية بباريس، منطلقين إلى مقر هذا السوق بالقرب من مطار شارل ديجول الفرنسى.
بمجرد وصولك إلى المكان الذى يبدأ بجزء مخصص لبيع الشجيرات الصغيرة والورود، لا يمكن لك أن ترى شيئا قبل الولوج إلى العنابر المغطاة بمبانى أشبه بالحاويات الحديدية التى تمتلك بوابتين رئيسيتين تُغلق وتُفتح تلقائيا عند الاقتراب منها، وذلك بخلاف البوابات الصغيرة الأخرى التى يتم المرور فيها من وإلى العنابر الأخرى، إذ تجد أن هذا السوق العالمى مقسم إلى عنابر مسماه A1، A2، A3، B1، B2، B3 وهكذا، ويستقبل هذا السوق العالمى الخضر والفاكهة من مختلف دول العالم.
آلات الجر تغنى كثيرا عن مهنة "الشيال"
رأينا آلات الجر التى تغنى كثيرا عن مهنة "الشيال"، إذ أن عامل وحيد قادر على تحريك المئات من الصناديق الخاصة بالخضر والفاكهة بآلة جر واحدة من خلال رافعة يتم وضعها أسفل هذا الصندوق أو ذلك ويتم تحريكها إلى المكان المطلوب طبقا لاتفاقيات البيع والشراء التى تمت بين البائعين والمشترين من كبار التجار، ويتم الاتفاق على الأسعار وحسابها من خلال آلات الحاسوب والتكنولوجيا الجديدة.
من جانبه، قدم صالح فرهود، رئيس الجالة المصرية فى باريس، التحية لأهل مصر الكرام من أكبر سوق عالمى على مستوى العالم للخضر والفاكهة واللحوم والأسماك الذى يقام على مساحة 750 فدانا بالعاصمة الفرنسية باريس، مضيفا: "هذا السوق العالمى تم تقسيمه تقسيما ناجحا للغاية فكل شىء مقسم معروف مكانه فالخضر والفاكهة واللحوم والأسماك
معروف مكانها فى السوق".
وأشار فرهود لـ"اليوم السابع"، إلى أن السوق مفتوح 6 أيام فى الأسبوع ما عدا الأحد ويتحصل على الفواكة والخضر من العالم كله "أفريقيا والأرجنتين وتايلاند وأسباينا والمغرب ومصر وكل بلاد العالم تصب صادراتها من الخضر والفاكهة فى هذا المجمع فى قلب العاصمة الفرنسية باريس"، مؤكدا أن هذا السوق العالمى يحقق معدل مبيعات بقيمة 100 مليار يورو سنويا ومقسم لعدة عنابر أو باتيما كما يطلق عليها هنا فى باريس.
وأكد رئيس الجالية المصرية فى باريس، أن المسئولين عن إدارة هذا السوق العالمى أجروا زيارة لمصر للتنسيق مع المسئولين المصريين لإنشاء سوق عالمى بنفس التصميم فى مصر وتقابلوا مع وزير التموين ورئيس جهاز التنمية وتم الاتفاق على كل شىء ويتم الآن اختيار المنطقة الخاصة بإنشاء هذا السوق العالمى.
وقال فرهود: "فى رأيى انسب مكان لإقامة هذا السوق العالمى فى طريق مصر إسكندرية الصحراوى ليكون قريبا من البحر المتوسط والموانئ الواقعة عليه وكذلك سيكون هناك مطار فى هذه المنطقة فيكون فى المنتصف ليخدم كل محافظات مصر ونتمنى نظام ناجح كما هو موجود هنا فكل شخص فى هذا السوق يعلم وظيفته ويقوم بها على أكمل وجه".
وأشار صالح فرهود إلى أن وجود مثل هذا السوق العالمى فى مصر سيحقق نقلة نوعية كبيرة فى مجال التجارة الخارجية ويخدم منطقة الشرق الأوسط كلها وكذلك يكون حلقة وصل للتعامل مع كل البلاد الأفريقية، قائلا: "منتظر أن تنطلق مصر للعالمية قريبا للغاية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى مختلف المجالات وعلى رأسها التجارة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة