تحولت الصين فى ظل احتدام النزاع التجارى مع الولايات المتحدة الأمريكية ، إلى أمريكا الجنوبية، لشراء فول الصويا، ودقيق الصويا، واللحوم، لسد الفجوة الناتجة عن ذلك النزاع، خاصة وأن الحرب التجارية أدت إلى انخفاض واردات الصين من "الصويا الأمريكى" إلى أدنى مستوى له فى 10 سنوات.
وقالت صحيفة "لا ناسيون" الأرجنتينية إن الأرجنتين عقدت اتفاقيات "تاريخية" بعد 20 عاما من المفاوضات مع الصين، وأعلنت وزارة الزراعة فى بوينس آيرس أن الصين فتحت أسواقها أمام واردات دقيق الصويا من الأرجنتين، والتى تمثل فرصة عظيمة لدخول أكبر سوق استهلاكية للبروتين النباتى فى العالم من أجل الغذاء فى قطاع الثروة الحيوانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأرجنتين هى أكبر مصدر لدقيق وزيت فول الصويا فى العالم، وثالث أكبر مصدر لفول الصويا، وكانت السوق الصينية مفتوحة حتى الآن أمام فول الصويا وزيت الصويا لكنها كانت مغلقة أمام طحين الصويا، والصين هى ثانى أكبر شريك تجارى للأرجنتين بعد الاتحاد الأوروبى، حيث وصل حجم التجارة بينهما 16.6مليار دولار فى 2018.
وقدرت الصحيفة تلك الصفقة يمكن أن تدر على البلاد دخلا من التجارة المتعلقة بالصويا ، يقدر بـ 1.6 مليار دولار.
وقالت صحيفة "إيه بى سى" الإسبانية إن الأمر لم يقف عند دقيق الصويا فقط بل أيضا اللحوم، حيث غزت اللحوم الأرجنتينية أسواق الصين، ولذلك فإن هناك توقعات بشحن حوالى 700 ألف طن من اللحوم الأرجنتينية مقابل 4 مليار دولار أمريكى، وهو ما يقرب من ضعف الأرقام لعام 2018.
وأوضح الخبير ماريو رافيتينو، رئيس اتحاد التصدير فى الارجنتين أن "هناك سببان رئيسيان لزيادة الطلب الصينى على اللحوم الأرجنتينى، أولا، احتياجات البروتين الحيوانى ، والآخر ، معاناة الصين العام الجارى من حمى الخنازير".
وتنعكس حالات الطوارئ الغذائية فى الصين فى الإحصاءات. ووفقًا للبيانات الصادرة عن AAICI (الوكالة الأرجنتينية للاستثمار والتجارة الدولية) ، فى الأشهر السبعة الأولى من العام ، جاء 1.533 مليون دولار أمريكى من مبيعات لحوم البقر، وارتفع الطلب الصينى بنسبة 103% أى حوالى 195 الف طن ، واليوم يمثل 73% من الشحنات فى الخارج.
ووفقا لتقرير نشرته الصحيفة الإسبانية على موقعها الإلكترونى اليوم الاثنين، فإن تجارة اللحوم تغيرت بشكل كبير من عام 2016 ، بعد إلغاء نظام ROE (تصاريح التصدير) المنفذة فى عام 2008 للتحكم فى المبيعات الزراعية الدولية (وخاصة الذرة والقمح ولحوم البقر) بحجة "حماية جدول الأرجنتينيون ".
وأشار التقرير إلى أنه فى عام 2015 ، بلغت صادرات اللحوم 987 مليون دولار أمريكى ، وفى عام 2018 تم شحن 77 مبردًا 475000 طن بقيمة2.189 مليون دولار أمريكى.
وأكد أن العامل الصينى المعقد بسبب حمى الخنازير ، يسرع عملية استبدال الغذاء فى العملاق الآسيوى، يقول كارلوس ريوش ، رئيس شركة جورينا برادج ، أحد أكبر مصدرى اللحوم المحليين: "بالنسبة للأرجنتين ، ليس لهذا السوق سقف"،مضيفا "فى هذا القطاع ، يعتقدون أن الأمر سيستغرق من الصين ما بين 4 و 7 سنوات لاستعادة المستوى المعتاد من الإنتاج لأن هناك لقاح ضد هذا الطاعون، على هذه الخلفية ، اتخذت الصين تدابير ، "مثل الموافقة على بروتوكولات صحية جديدة لفتح دخول اللحوم المبردة واللحوم العظمية".
ووفقا لاليخاندرو ويرنر ، أحد موظفى الوكالة الأرجنتينية للاستثمار والتجارة الدولية) فإن "الصين اعترفت بسياسة الارجنتين ووافقت على مصانع الذبح، وتبسيط الاجراءات"، مشيرا إلى أن هناك 27 ثلاجة فى قائمة الانتظار لبدء التصدير ، ويوجد حاليا 82 شركة مصدرة ، بما فى ذلك سويفت وجورينا وآرى بيف وفريارسا وكومبانيا بيرنال وفريجوريفيكو ريوبلاتينس وأوبال إكسب ومارفريج.
وتعمل المصانع الارجنتينية حاليًا بنسبة 90٪ من طاقتها الإنتاجية الإجمالية 3 ملايين طن واستهلاك داخلى يقدر بـ 50 كيلوجرام للفرد فى العام الواحد، وبالتالى فإن تلك الصفقة تمثل طفرة التصدير فى الارجنتين.
وأشارت صحيفة "انفوباى" الأرجنتينية إلى أن الصين أيضا اتجهت إلى البرازيل ، واشترت بالفعل من 25 إلى 30 شحنة سفن من فول الصويا ، ويصل وزنها إلى حوالى 1.5 مليون إلى 2 مليون طن. ويبحث المشترون عن المزيد من صويا البرازيل، فهم لم يشتروا حتى الآن ما يكفى لتغطية احتياجاتهم لنهاية شهر أكتوبر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة