تسربات مياه الصرف بالوادى الجديد تلتهم أجود الأراضى الزراعية.. صور

مئات الأفدنة من أجود الأراضى الزراعية بمركز الداخلة فى محافظة الوادى الجديد تتعرض للتآكل يوميا، بسبب تزايد نسبة الصرف الزراعى وتكون برك من المياه التى تزيد فيها نسبة الملوحة بصورة كبيرة وتؤدى لبوار تلك الأراضى وعدم قدرة المزارعين على الانتفاع منها، ويضطرون لهجرها، فتتحول تدريجيا إلى مساحات من البرك الراكدة بعد أن كانت مزارع وبساتين يانعة.

رصدت عدسة اليوم السابع مساحات كبيرة من الأراضى فى نطاق مدينة موط وعدد من القرى التابعة لمركز الداخلة والتى امتلأت بمياه الصرف الزراعى وتحولت إلى برك راكدة يطفو فوقها كميات من الملح والرواسب والتى تقع فى مناطق استراتيجية تمثل الحزام الأخضر للمدينة والتى تحولت تدريجيا لأراضى بور بسبب تراكم مياه الصرف الزراعى عليها هجرها أصحابها أملا فى دخولها إلى الحيز العمرانى فى المستقبل، وذلك مع إنشاء طرق وتزايد الزحف العمرانى على الأراضى الزراعية فى محيط المدينة وعدد من القرى.

كما رصدت عدسة اليوم السابع محاولات يائسة لعدد من المزارعين فى تلك الأراضى الغارقة بمياه الصرف، وذلك بعمل سدود وتعلية منسوب التربة وزراعة محاصيل تتحمل درجات الملوحة كالشعير وغيرها من المحاصيل، فيما تهدد مياه الصرف الزراعى عدد من مزارع النخيل فى محيط مدينة موط على الرغم من الجهود التى تبذلها إدارة الصرف الزراعى وفقا لقدراتها.

يقول سيد محمد على أحد المزارعين فى تلك المناطق فى تصريح خاص لــ"اليوم السابع" إن تلك الأراضى الزراعية كانت من أجود الاراضى الزراعية وبسبب استمرار تسرب مياه الصرف الزراعى وتزايدها عن الحد المسموح أدت لغرق أراضيهم وعدم قدرتهم على زراعتها فاضطر عدد منهم لهجرها والبحث عن أراضى بديلة مع الاحتفاظ بحقهم فى ملكيتها لحين إيجاد حلول لتلك المشكلة.

ويضيف على أن الأراضى الزراعية تحولت لبرك من مياه الصرف الزراعى بسبب انخفاض منسوبها بصورة كبيرة عن مستوى برك الصرف الزراعى الرئيسية فى مدينة موط والتى تحتوى على ملايين الأمتار المكعبة من المياه والتى تتسرب المياه منها تحت سطح التربة وتسبب غرق أراضيهم، مشيرا إلى أن نقص عدد المصارف الزراعية هو السبب فى تراكم مياه الصرف الزراعى فى الأراضى وتكون البرك فيها .

ومن جانبه أفاد الدكتور مجد المرسى وكيل وزارة الزراعة بالمحافظة فى تصريح خاص لــ"اليوم السابع" أن مشكلة تسرب المياه من برك الصرف الزراعى تحتاج لجهود كبيرة للحد من تلك الظاهرة التى تنتج عن الافراط فى استخدام مياه الرى وخاصة من الابار السطحية التى تنتشر فى كافة انحاء الداخلة مؤكدا على أن حل تلك المشكلة يتمثل فى الالتزام بنظم الرى الحديث والرى النموذجى وهو ما يتبعه الحد من نسبة المتصرف من مياه الرى والقضاء على ظاهرة البرك التى تنتج من زيادة الصرف الزراعى .

أضاف المرسى أن الحل الامثل لكافة المشكلات المتعلقة بالرى والصرف يمكن حلها فعليا بالالتزام بنظم الرى النموذجى والمقنن، حيث إن الفائض من الرى النموذجى لا يمكن أن يكون بنفس حجم الفائض من الرى بالنظم التقليدية وهو ما سيساهم فى حل مشكلة زيادة منسوب مياه الرى والذى يمثل قنبلة موقوتة داخل تلك البرك التى فى حال تعرضها لتسرب لا قدر الله سوف تكون كارثة بيئية وإنسانية لا يمكن تحملها.