"فن تصوير الشارع كان له الدور الأكبر في إرساء أخلاقيات التصوير الفوتوغرافي، فالتقاط الصور في الشارع كان يقتصر على تصوير الأشخاص فقط، ومن ثم تطور لتصوير الأحداث"، بهذه الحقائق بدأ المصور كريس سسبيكت إدارة جلسة حوارية استضافه االمهرجان الدولي للتصوير "إكسبوجر" 2019، بدورته الرابعة والتي جمعت من المصورين العالميين؛ خوان خوسيه رييس، واسدراس أم سواريز.
خلال الجلسة
وتحت عنوان "إيجاد المختلف فى الحياة اليومية"، استعرض سسبيكت بدايات ظهور فن تصوير الشارع وتطوره مع الزمن، قائلا : "إن فن تصوير الشارع كان له الدور الأكبر فى إرساء أخلاقيات التصوير حيث كان هناك تداخل بينه وبين اختراق خصوصية الأشخاص فى وقت ما، مما أدى إلى ظهور قوانين دولية منظمة له، ومن ثم اتخذ هذا الفن بعداً جديداً وانتقل إلى مستوى أعلى مع بدء التركيز على تصوير الحياة الليلية للشوارع".
وتوقف سسبيكت عند أهم المصورين الذى ساهموا في تطوير التصوير الفوتوغرافي الخاص بالشوارع، مشيراً إلى تجربة المصور وليام كلاين، وفريد هيرزاج، وروبرت فرانك، وساول ليتير.
كرس سسبيكت
من جانبه أشار المصور الفوتوغرافي اسدراس ام سواريز، إلى أن صور الشارع هي كل صورة التقطت في مكان عام كالمنتزه والشاطئ والمطار والسوق وليس الشارع فقط، وأوضح أنها تعتمد على المكون الطبيعي وتبتعد عن التلاعب الفني وتتجنب استخدام تطبيق الفوتوشوب.
إسدراس إم
ونصح اسدراس الراغبين في التخصص بصورة الشارع مراقبة أكبر عدد من الصور المأخوذة من قبل مصورين محترفين في هذا الفن وتعلم أقوى الأفكار والمميزات لكل صورة حتى يتكون لديهم إدراك تام للمحتوى الجيد لصورة الشارع.
وشدد اسدراس، على أن اللون والضوء والحركة هي أهم العناصر التي يجب توفرها في الصورة، مشيرًا إلى أن صورة الشارع ترقى إلى مستوى أعلى عندما تمتزج بمشاعر إنسانية، وحين تثير مشاعر الفرح والحزن والغضب لدى المشاهد.
خوان خوسيه رييس
وبين المصور خوان خوسيه رييس أن صورة الشارع هي التقاط للحظة الحاسمة، وخلق صورة مثيرة للغاية، لافتاً إلى أن البعض يعتقد بأنها صورة سفر أو ترحال لكنها في نهاية الأمر صورة تعتمد على المحتوى الجميل والفكرة العميقة.
وأكد رييس، أن دخول التكنولوجيا أثر على التصوير الفوتوغرافي بشكل عام، وخاصة فن التقاط صورة الشارع، مشيرا إلى أن كل شخص يملك حساب "انستجرام" اليوم هو مصور بحد ذاته.
وتابع: "اعتمد فن تصوير الشارع سابقاً على توثيق المشاهد، والآن أصبح ذلك غرضاً جانبيًا، وبات التركيز اليوم على الجماليات والأشكال، ونوه إلى أهمية الحصول على طبقات متفاوتة أو أبعاد مختلفة في الصورة الواحدة، بحيث تستفز خيال من يراها وتوحي له بسيناريوهات عدة للمشهد، فيتحول الناظر إلى صورة إلى راوٍ أو كاتب يسرد من خلال الصورة حكاية بنهايات مفتوحة.
ولفت رييس إلى أنه كثيراً ما يطلب من المصورين عدم التحدث عن صورهم وخلفيات المشاهد التي يرصدونها من أجل أن يتركوا له تلك المساحة الجميلة من التخيل، مشدداً على أن كلما زاد الكلام عن حيثيات الصورة وتفاصيل التقاط المشهد فقدت الصورة رونقها وأصبحت مثل فيلم انكشفت نهايته قبل أن يبدأ.