لم يعد هناك جديد، لم يعد هناك طعم لأى شىء بهذه الحياة، لذا قررت أن أبنى سجنى الخاص ليعزلنى عن كل هذا، تلك كانت آخر كلماته، آخر ما كتب هكذا وصلتنى تلك الرسالة لا أعلم من هو صاحبها ولا أدرى متى كتبها أو لماذا، وهل مازال حيا أم مات داخل سجنه الخاص.
فى بداية الأمر سألت نفسى ما الذى دفعه لكل هذا وما حدث له حتى يتخلى عن حريته بنفسه ويختار أن يعيش وحيدا مبتعدا عن كل شىء، ولكن شيئا آخر جذبنى ألا هو هل فعلا عاش هذا الشخص داخل سجنه أم وجد من يخرجه منه، هل هناك من حاول كسر أسوار السجن وجره بالقوة إلى الخارج ليضىء حياته بنور الشمس مرة أخرى، هل هناك شخص ما من الممكن أن يجازف بنفسه كى ينقذك أن يضحى بحياته من أجلك أن يفضلك أنت على نفسه أن يكون تلك الشمعة التى تحترق من أجل أن تضىء حياتك من أجل أن تمنحك الأمان فى عتمة الليل، تلك كانت بداية الأسئلة التى غالباً ستكون بلا إجابات أو ربما هناك إجابات ولكن تخشى أن تعرفها، لذا تفضل الجهل على الحقيقة.
دعنى أحكى لك شيئا أكثر غرابة، كان هناك شاب ثرى يمتلك كل ملذات الحياة ولكنه لم يجد يوما السعادة التى يتمناها، وكانت دائما ما تحدثه نفسه أن كل من حوله يهتمون فقط بأمواله، لذا قرر أن يفعل شيئا غريبا، قرر أن يتنازل عن كل شىء يملكه وأن يذهب إلى السوق ليعرض نفسه للبيع ليرى هل هناك شخص ما سوف يهتم به، هل هناك من يهتم بهذا الشاب الذى أصبح لا يملك شيئا الآن، لا أعلم ما حدث بعد ذلك أو لعل هذا الشاب كان هو صاحب الرسالة وتلك كانت النتجية، لذا كتب رسالته واختار عزلته بنفسه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة