القارئة مروة الشيخ تكتب: نظرية الذبابة

الجمعة، 20 سبتمبر 2019 02:00 م
القارئة مروة الشيخ تكتب: نظرية الذبابة ذبابة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

اعتدنا على مضايقات الذباب لنا وعودتها مهما نهرناها، وكلما حاولنا إبعادها تعود من جديد لتلتصق بأجسادنا مسببة لنا الضيق والضجر.

اعتدنا أن الذباب حشرة – رخمة - لا تكف عن اللحاق بنا وإزعاجنا، توقظنا من النوم وتدفعنا لصفع وجوهنا عدة مرات فى محاولات بائسة للإمساك بها أو لقتلها.

تنص إحدى النظريات على أن الذباب يملك ذاكرة قصيرة الأمد وهو يستمر فى إزعاجنا لهذا السبب، فإن كان يتذكر مكان الخطر لما عاد إليه عند زجره، برأيى أن هذه النظرية هى حفنة من الترهلات والدليل على ذلك أنك لو حاولت الابتعاد عن الذبابة القادمة نحوك فسوف تستمر باللحاق بك مهما حاولت تجنبها، إذن فهى متعمدة، ولكن حين تهاجمها وتحاول الإمساك بها تفر منك لذا برأيى أن النظرية الصحيحة - نظرية المطاردة - تنص على مطاردة الذبابة لك كلما حاولت الفرار وهروبها منك فور مطاردتك لها.

فى حقيقة الأمر وعلى قدر تجاربى وخبراتى، فإن العلاقات بين البشر تشبه نظرية المطاردة للذبابة، فإن أحببت شخصا ما وحاولت التقرب منه فسوف ينفر منك ويفر، وكلما رفضت شخصا وطردته من حياتك فلسوف يستمر فى اللحاق بك.

نحن البشر لا نقدر الحب ولا نعطى من أحبونا المعاملة التى يستحقونها، دائما ما نركض خلف من يجافينا ويؤلمنا، نحاول تحاشى الآلام ولكنها حتما تصيبنا، وفى المقابل نتجاهل من يحبنا ويسعى لنيل رضانا وحبنا، يقال إن القط يحب خناقه، فلربما نحن كذلك، وكأننا نتلذذ بالألم ونستسيغ العذاب، لا تروقنا الحياة الهانئة الهادية السعيدة ودائما ما نختلق المشاكل ونضع العقبات.

نظرية الذبابة هى أساس المعاملات البشرية، وبرأيى ستظل راسخة حتى قيام الساعة، فإن الإنسان لظلوم جهول.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة