تعمل وزارة الآثار فى الوقت الحالى على تطوير المتحف المصرى بالتحرير، داخليا وخارجيا، حيث يتم تنفيذ مشروع التطوير لرفع كفاءة المتحف أمام الزائرين، وقد نشر عدد من الأثريين عددًا من الصور على مواقع التواصل الاجتماعى، منتقدين طريقة طلاء حوائط المتحف المصرى بالتحرير، الذى يتم به فى الوقت الحالى أعمال تطوير وترميم.
وبناء على ذلك تواصلنا مع وزارة الآثار للوقوف على حقيقة الأمر، وقال االدكتور مصطفى وزيرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن أعمال التطوير فى المتحف المصرى بالتحرير تتم على أعلى مستوى من التقنية، وما تم نشره من الصور التقطت خلال أعمال الترميم، وليس بعد الانتهاء منه، ولهذا لم توضح الصور التى تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعى الشكل النهائى للمشروع.
وقالت صباح عبد الرازق، مدير عام المتحف المصرى بالتحرير، إنه تمت إعادة اللون الأصلى للمحتف وقت افتتاحه أول مرة، حيث قامت الشركة المعنية بالمشروع بإزالة جميع طبقات الألوان المتركمة من على الحوائط، بالدور الأرضى، حتى وصلت إلى اللون الأول والأصلى، وتبين أن اللون الأحمر هو نفس اللون الحوائط وقت افتتاح المتحف.
ولمزيد من التوضيح ينشر "اليوم السابع" فيديو من داخل المتحف المصرى بالتحرير، لاستعراض ما تم به، ضمن مشروع تطوير ورفع كفاءة المتحف.
وأوضح المهندس رامز عزمى، استشارى مشروع تطوير المتحف المصرى بالتحرير، أن حالة الأرضيات والسقف والجدران والنوافذ كانت سيئة للغاية وأصابها الإهمال، ولكن يتم التعامل معاه فى الوقت الحالى لإعادتها لحالتها الأولى، فالمتحف افتتاح فى 1902 عهد عباس حلمى الثانى، وتم وقتها عمل تصميمات من خلال مهندس فرنسى، والذى وضع مجموعة من الأشكال للأسف فى الستينيات والسبعينيات، طمست معالمها الأصلية، من خلال أعمال الدهانات التى كانت تتم بطرق عشوائية فنجد ألوانا غير متماشية مع حالة وضع القطع الأثرية.
وأشار المهندس رامز عزمى، أن المتحف كان مطلى بعدة ألوان فوق بعضها البعض، ويتم فى الوقت الحالى الوصول إلى اللون الأصلى للجدران، وهو ما يتبين فى الصور، فلون المتحف الأصلى والذى كان عليه من قبل هو اللون الأحمر.
وأضاف الاستشارى التنفيذى لمشروع ترميم المتحف المصرى بالتحرير أنه من خلال مشروع الترميم التى تنفذه شركة نوعية البيئة الدولية بتمويل من الاتحاد الأوروبى، من المقرر أن ينتهى المشروع خلال عام، سيتم إعادة المتحف لما كان عليه، فيتم "قشت" 8 طبقات من الدهانات، حيث يقوم المرممون وكأنهم يعملون بمشرط جراح، لعدم الإضرار للطبقة الأصلية الأولى، والتى تحتوى على زخارف أصلية.
وأشار المهندس رامز عزمى إلى أنه سيتم بعد إزالة الدهانات المتراكمة سيتم ترميم الدهانات الأصلية، وتم ذلك بالفعل فى الدور العلوى للمتحف، ويتم العمل فى الدور الأرضى، لافتا إلى أنه تمت إزالة الأرضيات القديمة "القنال تكس"، واستبدالها بـ"المزيكو" وهو الوضع الأول لما كان عليه المتحف.
وعن أعمال السقف قال المهندس رامز عزمى إن الشقف كان متأثر للغاية نتيجة الأحمال الكبيرة عليه، من مظلات خرسانية ومواد عازلة ورمال، والمطار التى لم تستطع المواد العازلة عن منعها، كما سيتم معالجة جدران المتحف التى تأثرت بالأتربة، كما تم معالجة 34 "شخشيخة" معلقة بالسقف ومعالجة الإنارة، وتركيب زجاج عازل للأشعة التى تضر بالقطع الأثرية المعروضة، كما سيتم معالجة النوافد.
وأوضح الاستشارى التنفيذى لمشروع ترميم المتحف المصرى بالتحرير أن النوافذ الجدارية والتى توجد بالطابق الأرضى تعرضت للإهمال الذى طالها فلم تعد تقوم بوظيفتها على الوجه الأكمل، حيث لم تعد تغلق وتفتح بشكل سهل، فسيتم معالجته وتزويد الزجاج العازل له، بالإضافة إلى ترميم 5 أبواب.
عن الحالة الخارجية للمتاحف، قال المهندس رامز عزمى، إن مشروع الترميم بدأ فى 2012، لإعادة إحياء المتحف لما كان عليه وقت إنشائه، سيتم استعادة وضع المتحف وذلك بعد محو أثار الاعتداء التى طالت المتحف على مدار 50 عام مضى، والتعامل بشكل صحيح مع البيئة المحيطة سواء ربطه بنهر النيل والتعامل على إعادة التناغم بين المتحف وبيئته القديمة.
ومن المقرر أن يتفقد وزير الآثار، غدًا، السبت، أعمال التطوير بالمتحف المصرى بالتحرير، عقب فك تغليف تابوتين لمومياوتين بالمتحف القومى للحضارة.