يطير البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية اليوم الجمعة إلى العاصمة الفرنسية باريس على رأس وفد كنسي في زيارة هي الأولى من نوعها منذ توليه كرسي مارمرقس عام 2012 إذ لم يسبق للبابا أن زار فرنسا من قبل رغم زياراته المتكررة للشمال الأوروبي لأسباب علاجية ورعوية.
تفاصيل اجتماعات أسقف باريس لتنسيق زيارة البابا
الأنبا مارك أسقف باريس وتوابعها عقد اجتماعًا الأسبوع الماضي في كنيستي شانتيه ودرافي مع خدام وشمامسة وكهنة الكنيستين من أجل تنسيق استقبال زيارة البابا تواضروس.
مصادر من الاجتماع، قالت إن الأسقف سوف يستقبل البابا تواضروس في المطار بالتنسيق مع البعثة الدبلوماسية المصرية في باريس وعدد من الآباء كهنة أوروبا الذين يرافقون البابا في رحلته بالإضافة إلى الوفد الكنسي الذى يترأسه البابا قادما من القاهرة.
بينما كشف الأنبا مارك أسقف باريس عن جدول زيارة البابا تواضروس الثاني لكنائس إيبراشية باريس إذ يصلي البطريرك القداس الإلهي صباح السبت المقبل في شانتيه وفي المساء يصلي العشية ويحضر اجتماعا بكنيسة درافي.
جدول زيارة البابا تواضروس لباريس
أما صباح الأحد المقبل، فيترأس البابا البطريرك قداسا بكنيسة درافي وفي المساء يعقد البابا اجتماعا مع شعب الكنيسة لا سيما الشباب ويستقبل أسئلتهم فيما يتم تخصيص الأيام التالية لزيارات المسئولين وأساقفة الكنيسة الكاثوليكية بباريس وكبار الشخصيات.
مصادر من إيبراشية باريس كشفت عن تنسيق البعثة الدبلوماسية المصرية في فرنسا، مع شخصيات رفيعة المستوى في الحكومة الفرنسية لاستقبال البابا تواضروس خاصة وأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد زار الكاتدرائية المرقسية بالعباسية يناير الماضي إبان زيارته للقاهرة ووضع إكليلا من الزهور على قبر شهداء الكنيسة البطرسية وكان البابا في استقباله ولكن المصدر رفض الكشف عن أسماء الشخصيات العامة التي يلتقيها البابا أثناء زيارته الأولى لعاصمة النور.
الأنبا مارك وزع على رعايا الكنيسة المصرية في باريس قائمة بالتعليمات ولوائح لزيارة البطريرك الأولى تضمنت تسجيل الأسماء قبل الحضور بموعد كاف والحصول على تذكرة باسم الشخص المدعو وعدم السماح للأسرة الواحدة بالدخول بأكثر من سيارة نظرا لمحدودية أماكن السيارات في الكنيستين، مع كامل الترحيب بالأطفال دون الثماني سنوات.
الأنبا مارك قصر اجتماع البابا تواضروس مع الشباب على من هم دون سن الـ35 ومن سن 18 سنة على أن يسمح للشخص الواحد بحضور اجتماع مرة واحدة مع البابا سواء الاجتماع العام مع شعب الكنيسة أو اجتماع الشباب فقط.
أقباط فرنسا ينوون تنظيم مظاهرة ضد الأنبا مارك
في الوقت نفسه، فإن عددا من الأقباط المعارضين لسياسات الأنبا مارك أسقف باريس قد أعلنوا عن عزمهم تنظيم مظاهرة ضده أثناء زيارة البابا تواضروس لفرنسا.
وقال أحد منظمى التظاهرة المزمع تنظيمها لليوم السابع عبر الانترنت، أن المظاهرة دعا إليها عدد غير قليل من شعب كنيسة فيلجويف بسبب ما وصفه بسياسات الأنبا مارك المالية التي تتمثل في تحكمه في كافة مقدرات الكنائس وغلق كافتريا كنيسة فليجويف ونقل شعب الكنيسة بالاتوبيسات إلى مقر المطرانية مع التنازل عن مبنى خدمات تابع لنفس الكنيسة.
المصدر أوضح أن الأزمة تعود إلى عام 2016 حين اندلعت مظاهرات ضد الأسقف بمقر الكنيسة وتم تقديم شكوى ضده في المقر الباباوي بعد أن قرر التنازل عن مبنى خدمات جمع شعب الكنيسة ثمنه بالتبرعات إذ فضل الأسقف تعلية مبنى الكنيسة بدلا من بناء مبنى مستقل وهو ما رفضه الأقباط في تلك الايبراشية.
وأشار المصدر إلى أن الأنبا مارك هدد المخالفين له بتوقيع عقوبات كنسية وحرومات ضدهم وهو نفس الأسلوب الذى كانت تتبعه الكنيسة في العصور الوسطى.
الجدير بالذكر أن زيارة البابا تواضروس العام قبل الماضي إلى ايبراشية استراليا قد شهدت مظاهرات مشابهة ضد سياسات الانبا دانييل اسقف سيدني إذ تظاهر عدد من شباب الكنيسة ضده واستعانت الكنيسة بشركة أمن خاصة كانت قد تعاقدت معها لتأمين زيارة البطريرك.
الأنبا مارك من رهبان دير الأنبا بيشوي وتخرج في كلية التجارة، وقبل اسقفيته خدم خمسة سنوات في ايبراشية النمسا وعمل مدرسا بالكلية الاكليريكية اختير أولًا ليكون أسقف عام شمال فرنسا عام 2015 م. ثم جلس على كرسيه عام 2017 م، ويعرف اللغات العربية والقبطية والألمانية كما تعلَّم الفرنسية وبدأ الصلاة بها.