تشهد محافظة كفر الشيخ تشييد مشروع عملاق بمنطقتين على الطريق الدولى الساحلي، ليتحول الحلم لحقيقة واقعية بعد إن كان حلماً يراود خيال المصريين عامة وأهالى كفر الشيخ خاصة، وقد أصبحت حبات الرمال السوداء بالمحافظة لأغلى من الذهب، بعد إن كانت مرتعاً للصوص، وسبباً فى غنى ممن لا يعنيهم موارد الدولة، لافرق بينهم وبين سارقى الأثار، وغاسلى الأموال.
وتحولت أرض الشهابية التابعة للدولة التى كان يسيطر عليها عدد من أهالى البرلس لموقع للشركة، وكان جزء من تلك الأرض عبارة عن برك ومستنقعات، وكان لابد من تأهيلها لتكون صالحه لموقع المصنع الأول، وتم ردمها، من ناتج تطهير بحيرة البرلس، إضافة لفصل الحد بين موقع الشركة وبين أراضى المزارعين،وتم توصيل المرافق له، وتغيرت ملامح المنظر القديم لموقع لم يكن يحلم أهالى الشهابية يوماً بمجرد تخيله،كما تحولت الأرض الجرداء بغرب البرلس، لموقع للمصنع الثاني، ووفرت الشركة عدداً من فرص العمل منهم ل 110 فرصة عمل، منهم مهندسى كراكات عائمة وفنى تشغيل كراكات عائمة"فنى تكريك، و100 فرصة عمل بها من حملة المؤهلات العليا والفوق متوسطة والمتوسطة والعمال الحرفيين،وسيتم توفير المئات من فرص العمل منذ بدء المشروع.
قال طلعت عبدالقادر، رئيس مركز ومدينة بلطيم السابق، تم نقل الرمال لردم وتعلية وتسوية ودك التربة بموقع المصنع، وفصل الحد القائم بين أرض أملاك الأهالى بالمنطقة وأرض أملاك الدولة بملاحة منيسى، قبل تنفيذ الإنشاءات المعمارية للمصنع الأول على مساحة 80 فدان، وبعدها تم الانتهاءمن إنشاء البنية التحتية وتوصيل المرافق للموقع الأول ومد خط مياه الشرب بقطر 6 بوصة والتجهيز الكلى لبناء الأسوار الخارجية والمحيطة به، بعد أخذ العينات للتربة وعمل مجسات مختلفة، حتى تم الانتهاء من ذلك كله.
وأكد الدكتور محمد عبدالعزيز، بكلية التربية،أصبحت كل حبة رمال سوداء لها قيمتها وأهميتها قد كانت هذه الرمال تُسرق نهاراً جهاراً وتستخدم فى البناء،وكانت الدولة تحاول وضع حد لتلك المهازل منذ حوالى 15سنة، وكان مجلس مدينة بلطيم بالتعاون مع الاجهزة الأمنية يحاولون جاهدين القاء القبض على اللصوص،حتى بدأ فى عهد الرئيس السيسي،وضع حد لتلك المهازل،للحفاظ على حبات الرمال السوداء.
وقال الدكتور إسماعيل طه، محافظ كفرالشيخ، إن محافظة كفر الشيخ من المحافظات المحظوظه فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي،لإقامة عدد من المشروعات العملاقة منذ توليه المسئولية، منها مزرعة غليون السمكية العملاقة بإفتتاحه المرحلة الأولىة ووضع حجر أساس المرحلة الثانية، وشركة كهرباء البرلس العملاقة، إضافة إلى مشروع استخلاص الرمال السوداء الجارى إنشاءه خلال مصنعين، مصنع الرمال السوداء الأول " التابع للشركة المصرية للرمال السوداء " تجرى إقامته بشمال شرق البرلس على مساحة 80 فداناً، باستثمارات مشتركة بين محافظة كفرالشيخ، وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة، وهيئة المواد النووية، وبنك الاستثمار القومي، لاستخراج العناصر المعدنية من الرمال السوداء، لتقوم عليها 41 صناعة متفردة ومتنوعة، وتدريب الكوادر المصرية العاملة فى هذا المجال، باستخدام أحدث التكنولوجيا العالمية لتعظيم الاستفادة من الموارد الاقتصادية المتاحة والقيمة المضافة من المعادن المستخلصة من الرمال السوداء،بخبرة استرالية مصرية، وقد وصل 75 كونتينر إلى مصنع الرمال السوداء الأول " التابع للشركة المصرية للرمال السوداء .
وأضاف المحافظ، ل " اليوم السابع"،جارى إنشاء المصنع الثانى للرمال السوداء " التابع للشركة المصرية الصينية للرمال السوداء " بشمال غرب البرلس على مساحة 35 فداناً باستثمارات قدرها 24 مليون دولار، وجارى الانتهاء من توصيل المرافق له، بالإضافة لتوصيل الغاز الطبيعى لمصنعى فصل المعادن من الرمال السوداء عبر فاروغ أسفل الطريق الدولى الساحلى بالمواصفات والتقنيات المطلوبة، لسرعة الانتهاء من استغلال الرمال السوداء بالكثبان الرملية، واستخراج العناصر عالية القيمة من الرمال السوداء.
وقال محافظ كفر الشيخ، سيتيح المصنع البدء مبكراً فى اقامة استثمارات على المناطق التى يتم استغلال الكثبان الرملية بها تباعاً، تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية.
وأكد محافظ كفرالشيخ، إن المشروع يسهم فى تنوع وتطوير الاقتصاد المصرى من خلال الصناعات التعدينية والمعاونة فى تفعيل دراسات الجدوى الاقتصادية التى أعدت لاستغلال المعادن الاقتصادية الموجودة بالرمال السوداء، وتغطية احتياجات السوق المحلى للمعادن واستغلال تزايد الطلب العالمى عليها بتصدير فائض الإنتاج إلى السوق العالمي، مؤكداً انه سيتم الانتاج الفعلى للعناصر المستخرجة من الرمال السوداء بنهاية عام 2020م، مشيراً اننا شركاء النجاح حيث نتحدث عن مشروع قومى هام.
وقال محافظ كفر الشيخ، إن الرمال السوداء ثروة قومية كبرى لاحتوائها على معادن عالية القيمة، كما إن هذا المشروع العملاق يهدف إلى استخراج المعادن الاقتصادية التى تصل إلى 41 عنصراً معدنياً، سيقوم عليها 41 صناعة متعددة بمليارات الجنيهات، والتى تدخل فى العديد من الصناعات القومية، منها صناعة الصواري، وهياكل الطائرات، والسيارات، والسيراميك، والدهانات، بالإضافة إلى المواد الخام التى تستخدم فى الصناعات الحديثة من الرمال السوداء نفسها، حيث إن الاحتياطى من الرمال السوداء 288.5 مليون طن ليستمر استخراج المعادن من 16 إلى 20 عاماً تقريباً.
وأضاف محافظ كفرالشيخ؛ إن ما تقوم به الشركة المصرية للرمال السوداء من دوراً مجتمعى يكون مصدر فخر لنا، وان الشركة حريصة على تقديم الرعاية للآسر الأكثر إحتياجاً بمناطق التنقيب عن الرمال السوداء بالساحل الشمالى لمحافظة كفرالشيخ، داعياً جميع الشركات والبنوك العاملة على أرض محافظة كفرالشيخ إن تأخذ الشركة المصرية للرمال السوداء نموذجاً للعمل الخيرى والمشاركة المجتمعية.