قال الرئيس التنفيذي لمجموعة " بلاك ستون " العالمية لإدارة الاستثمارات طوني جيمس ، إن عقد الولايات المتحدة اتفاقا تجاريا مع الصين سيساعد في تحسين مناخ الأعمال العالمي الذي تضرر كثيرا من تداعيات الحرب التجارية، حتى وإن كان هذا الاتفاق محدود الأجل.
وأوضح جيمس – في حديث مع شبكة "سى إن بى سى" الإخبارية الأمريكية ، اليوم السبت إن ذلك الاتفاق قد يتضمن توافقات من قبل كلا الجانبين بشأن قضايا ليست موضع خلاف كبير مثل شراء الصين مزيدا من المنتجات الزراعية الأمريكية ، وتجنب - في الوقت ذاته - التطرق إلى القضايا الشائكة مثل : حماية الملكية الفكرية.
وأضاف أنه لا يمكن الاستهانة بأهمية عقد الجانبين اتفاقا حتى وإن كان محدود الأجل ، لافتا إلى أن الفكرة في حد ذاتها تحمل في طياتها رسائل مهمة وهى أن الاقتصاديين الأكبر على مستوى العالم لديهم نية جادة للتفاوض من أجل إنهاء الأزمة ، ومن ثم تحسين بيئة مناخ الأعمال العالمية بعد أن شهدت تدهورا جراء حرب "التعريفات المتبادلة".
ولفت الخبير الاقتصادي ، إلى أن غياب اتفاق تجارى -أى كان شكله - سيقضي على وجود أي بنية للحوار المتواصل بين مسئولى البلدين إلى حد قد تفلت الأمور عن السيطرة لتصبح الأجواء أكثر عدائية بين البلدين وتتحول لحرب باردة جديدة.
وكانت وزارة التجارة الصينية قد أعلنت اليوم، أنه تم عقد مناقشات بناءة مع الجانب الأمريكي حول القضايا الاقتصادية والتجارية ذات الاهتمام المشترك خلال المحادثات التجارية التي عقدها الجانبان على مستوى نواب الوزراء في الولايات المتحدة يومي الخميس والجمعة الماضيين ، حيث تناولت تلك المناقشات الترتيبات المتعلقة بالجولة "13 " من المشاورات الاقتصادية والتجارية "رفيعة المستوى" بين الصين والولايات المتحدة ، والمقرر إجراؤها خلال أكتوبر المقبل في (واشنطن) كما اتفقا على مواصلة الحفاظ على تواصل حول القضايا ذات الصلة.
وتأتي هذه المحادثات لتمثل بارقة أمل في مسار النزاع التجاري بين (واشنطن) و(بكين ) مانحة الأسواق متنفسا بعض الشىء من التداعيات السلبية لحرب التعريفات التى تصاعدت بين الجانبين منذ بداية شهر سبتمبر الجاري ، مع بدء سريان تنفيذ رسوم جمركية إضافية على واردات صينية بقيمة 300 مليار دولار بنسبة 15 % من قبل الإدارة الأمريكية أعقبها رد صيني بفرض رسوم انتقامية على بعض السلع الأمريكية ضمن قائمة مستهدفة تبلغ قيمتها 75 مليار دولار.
يذكر أن النزاع التجاري بين الجانبين بدأ في يوليو الماضى منذ انهيار المفاوضات بينهما ، وإخضاع الوارادت الصينية لرسوم جمركية من قبل وزارة التجارة الأمريكية ، إلى جانب إدراج شركة "هواوى " الصينية على قائمتها السوداء ، بحيث يحرم عملاق التكنولوجيا الصيني من إمكانية التزود بالتكنولوجيا الأمريكية.
وتسعى إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، منذ عامين للضغط على الصين لإحداث تغييرات شاملة في سياساتها بشأن حماية الملكية الفكرية، وهو ما أثار حفيظة الجانب الصيني الذي اتهم (واشنطن ) بتطويع القضايا التجارية للضغط من أجل أمور أخرى .
وتظل الحرب التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين أحد أكبر المخاطر التي تواجه الأسواق والاقتصاد العالمى فى الوقت الراهن لاسيما وإنها تتزامن مع أزمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى وتزايد الهجمات على المنشآت النفطية في منطقة الشرق الأوسط أكبر مصدر للمعدن الأسود على مستوى العالم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة