على مدار الشهرين الماضيين، حدثت أكبر موجات انشقاقات داخل جماعة الإخوان الإرهابية، سواء داخل مصر أو خارجها، وأيضا على مستوى العناصر المحبوسة على ذمم قضايا بالسجون، أو منهم خارج السجون، ليس هذا فحسب بل الانشقاقات طالت القيادات، فعمرو دراج القيادى الهارب خارج البلاد أعلن التبرؤ من التنظيم خلال الفترة الماضية، كما كشف فى إعلان تبرؤه من التنظيم أن الأوضاع داخل الجماعة الإرهابية مرتبكة ومليئة بالمشكلات والأزمات، الأمر الذى يكشف لك أن ما يحدث الآن على مواقع التواصل الاجتماعى، أو المحاولات الوهمية لصناعة اشتباكات بين الأمن وبعض الشباب التى تراوح أعمارهم من 15 لـ18 سنة فى الشوارع ما هى إلا محاولة فاشلة من تنظيم الإخوان لتغطية على الانشقاقات الداخلية لجماعة الإرهابية، وخاصة بعدما أصدر إبراهيم منير أمين التنظيم الدولى تصريحات أشعلت النيران عندما رد على قواعد الجماعة بأن القيادات ليس لهم أى علاقة بالأزمات التى ضربت التنظيم.
الأطفال وسيلة الإخوان للعودة للمشهد
الانشقاقات التى حدثت فى الإخوان الأيام الماضية، وهى الأكبر فى تاريخ التنظيم، دفعت شباب الجماعة أن يوجهون خطابات انتقادات حادة للقياداتهم، وطالبتهم بترك المناصب القيادية طالما فشلوا فى الإدارة، واتخاذ قرارات حاسمة من شأنها أن تدفع للوساطة مع الدولية المصرية من أجل العودة للمشهد مرة ثانية، دفعت الجماعة الإرهابية إلى محاولات حثيثة للعودة للحياة، ولجأت لتجنيد شباب تتراوح أعمارهم من 15 لـ18 سنة والدفع بهم فى لإحداث أعمال عنف وتخريب، لتغطية عن الفشل الذريع للجماعة الإرهابية.
انتقادات حادة من للشيوخ التنظيم
الإخوان عبر خطابات لقياداتهم رصدوا حجم الخلافات التى تضرب الإخوان، إذ قالوا:"احتدمت المشاكل الصغيرة وكبرت، وبرزت الاختلافات الفكرية بين الشيوخ والشباب، حتى أن الشباب أصبح لا يرى من الشيوخ والقيادات ورأينا من القيادات العجب العُجاب، عقول لا يُعقل أبداً أن تكون لأصحاب مناصب داخل جماعة هي الأكبر، أفكار غير منطقية، اهتمامات أقل ما يقال عنها إنها تافهة، وسعى وراء مناصب، وخلافات على أتفه الأشياء، وتصدير للشباب.. شعارات كاذبة، ثبات مزيف، وادعاءات لا تمن للحقيقة ولا الواقع بصلة، تَقَمّص للتحمل والصبر، وهم أول المتعبين وأشد المنهكين، واليأس تمكَّن منهم كما تمكن منا، ولكن هيهات للمكابرة أن تفنى منهم، فأصبحوا يخسرون يوماً بعد يوم من شعبيتهم وشبابهم ومحبيهم، وتفقدهم الثقة فيهم".
كما أن عناصر الإخوان طرحوا مجموعة من الأسئلة وقفت على كبد الأزمات داخل الإخوان، إذ قالوا ما الدور الذى تمارسه القيادات لإنهاء الأزمة؟! أو بشكل أصح: هل تسعى الجماعة لإيجاد حل؟، أم أنكم حقًا تنتظرون أن يثور الشعب في مصر كما قال القيادى محمود حسين ؟! ..أى عقل ومنطق يصدق هذا ؟! ألم تعوا الدرس".
قيادات الإخوان لم تع الدرس
لم يع قيادات الإخوان الدرس، فبدلا من أن يسعوا لحل الأزمات الداخلية ودعم شبابهم، لجئوا لأفكار أخرى، وأعمال أكثر تعقيدا وعنفا، فالقيادات الهاربة قررت أن تهرب من ضغط الشباب عليهم بأحداث وهمية على السوشيال ميديا لتوهم شبابهم أن الثورة اندلعت، وأن الأزمات باتت بين قوسين أو أدنى وأن الفرج قريبا.
دعونا نسأل، لماذا أثارت فى الوقت الحالى الجان الالكترونية لجماعة الإخوان الإرهابية ما يسمى بـ"الثورة"؟ ولماذا صورت قنواتها المبثوثة من دول معادية لمصر على أن ما يحدث داخل بعض المناطق فى مصر على أنها اشتباك بين الأمن والشباب؟ ولماذا أيضا تصر على أن ما يحدث هو حراك عام داخل مصر وليس مقتصرا على اللجان الالكترونية فى العالم الافتراضى؟ الإجابة باختصار شديد ممثلة فى محاولة لتغطية على الانشقاقات التى تضرب الإخوان فى المرحلة الحالية.
الانتصارات الزائفة للإخوان
المستشار عماد أبو هاشم القاضى المنشق عن الإخوان والعائد مؤخرا من تركيا، تساءل "هل ما يحدث الآن من الإخوان له علاقة بالانشقاقات التى وقت فى الإخوان الفترة المقبلة؟.. وأجاب قائلا :"بالفعل، هم يتحركون تحت ضغط من قواعدهم خشية وقوع مزيد من الانشقاقات جديدة؛ لذلك فإنهم يتحركون لفعل أى شىء ثم تضخيمة من اجل إسكات قواعدهم الحانقة عليهم و إرضائهم بأى شكل كان؛ لذلك فإنهم يريدون صناعة حدث زائف يعلمون جيدا أنه هابط أثره وهم فى معزل عن مغبة رد الفعل المجتمعى والقانونى الذى سينعكس - بالطبع - على فلولهم المشاركة فى ذلك الحدث ومصداقيتهم فيما بعد.
وتابع أبو هاشم:" مع ذلك فإنهم يصدقون ما يكذبون به على الناس فتراهم يطمحون إلى التصعيد وصولا إلى كرسى السلطة، غير أننا فى كل الأحوال يجب أن نأخذ الأمور على محمل الجد و ألا نستهين - أبدا - بعدونا و بمن يدعمونه فى الخارج، فلا نترك له فرصة للإطلال على المشهد من جديد و الخروج من جحره الذى يسكنه فى عالم الظلام ، بل لابد أن تكون لدينا خطة زمنية ممنهجة للقضاء عليه نهائيا .
وتابع القاضى المنشق عن الإخوان والعائد مؤخرا من تركيا: "الهذيان بالحديث عن إدارة مرحلة " ما بعد الثورة " ليس بالأمر المستحدث الجديد، فمنذ خرج الإخوان من مصر وهم يعكفون على تسويق ذلك الوهم والإعداد له بصياغة رؤى ودراسات ومقترحات ومشروعات قوانين وغير ذلك من الأمور، وقد شاركت فى تلك الفترة بنصيب الأسد فى صياغة ذلك الوهم، لكننى أيقنت فيما بعد أن ترويج ذلك الوهم ما هو إلا مجرد محاولات لملء وقت فراغ قواعد الإخوان المطالبة بالثأر والانتقام وخطة إشغال مرحلية لهم، ربما ساعد فى تكريس ذلك الوهم ما كان يتلقاه الإخوان من وعود زائفة من بعض القوى المعادية التى تستخدمهم فى الإضرار بمصر".
وأضاف أبو هاشم: "واليوم فإنهم يعيدون اجترار ذلك الوهم والضلال القديم لصناعة انتصار زائف وقتى يشغل قواعدهم عن التبصر بمغبة ما هم مقبلون عليه من التورط فيما لا قبل لهم به من مساس بأمن الوطن واستقراره بما سيجلب عليهم ردعا مجتمعيا أكيدا يتناسب مع درجة إجرامهم هذا سوف يجبرهم على دفع الثمن غاليا، إنهم يخدعون أشياعهم فيحملونهم على استسهال الفعل دون التبصر بمغبة رد الفعل المترتب عليه".