على مدى عقود عاشت جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، تحت راية الحظر الحكومى والرفض الشعبى، لكن أمورًا كثيرة ظلت مجهولة داخل الجماعة، منها جرائمهم التى ارتكبوها باسم الدين ولم يكن وراءها إلا رغبتهم فى السيطرة على الحكم، وتنظيمهم المسلح، وفضائحهم الجنسية.
وعلى مدار تاريخ الجماعة المحظورة أنشق عنها العديد من قيادتها بعدما اكتشفوا جرائم الجماعة الخفية، وقاموا بعدها بنشر كتابات وأعمال تتضمن اعترافاتهم عن فترة وجودهم فى الجماعة وكيف رأوا التفكير الشيطانى داخل أروقة الجماعة الإرهابية.
ومؤخرًا ذكرت مواقع إخبارية، أن الصحفية الفرنسية برناديت سوفاجيه جمعت شهادة أول ضحية لطارق رمضان، حفيد مؤسس الإخوان، فى كتاب جديد بعنوان "قضية طارق رمضان: الجنس والأكاذيب، سقوط الأيقونة"، وروت الكاتبة الفرنسية خلال مقابلة مع إذاعة "يورب 1" الفرنسية، تفاصيل شهادة الضحية الأولى لطارق رمضان، مشيرة إلى أن الحياة المزدوجة والصاخبة لرمضان معروفة فى بعض الدوائر المحيطة به.
"واجب الحقيقة"
وجاء ذلك ردًا سريعًا على كتاب "واجب الحقيقة" الصادر عن دار النشر الفرنسية "بريس دو شاتلى"، والذى يفاجئ فيه طارق رمضان الجميع باعترافاته بجرائمه، بعد اتهامه بالتحرش والاغتصاب، حتى أنه قضى فى السجن عددًا من الشهور قبل أن يخرج فى عام 2018.
وفى الكتاب تحدث طارق رمضان عما أسماه بـ"نظرية المؤامرة"، ويذكر أن إحدى السيدات وتدعى "كريستين" حاولت منع نشر الكتاب عن طريق القضاء، لأن طارق رمضان يذكر اسمها كاملا فى الكتاب، مما يسىء إليها، لكنها لم تتمكن من ذلك، ولم تقبل المحكمة طلبها.
"حقيقة التنظيم الخاص"
وقبل كتاب رمضان كانت هناك العديد من الكتب التى تناولت فضح قيادات سابقين بالجماعة للتنظيم من هذا الكتاب لمؤلفه محمود الصبّاغ أحد قادة التنظيم، وهو من مواليد مدينة الزقازيق (شرقى مصر) عام 1918، حيث استهل الكتاب برد أعمال العنف التى قامت بها الجماعة إلى «الجهاد»، فجمع دور الإخوان فى فلسطين، بحملة اغتيالات السياسيين المصريين الذين خالفوا الجماعة الرأى، أو أصدروا قرارات ضدها مثل حلِّ الجماعة عام 1948.
الكاتب تطرق إلى ظروف تكوين النظام الخاص والتى لخصها فى مقاومة الاحتلال والمساهمة فى تحرير فلسطين، ثم أوضح أن قانون التكوين كُتب بخط يده و"السندى" وآخرين، ومن بين نصوص القانون قال إن من يفشى سر التنظيم سواء بقصد أو دون قصد يتم إعدامه على الفور.
وأظهر الكتاب آلية التفكير والطبيعة النفسية للفرد المنتمى للإخوان عامة وللتنظيم خاصة، ويوضح ضحالة المعرفة الإسلاميَّة مع الحماسة الشديدة للدفاع عن الدين التى أدَّت لارتكاب عمليات قتل واغتيال وتخريب تحت مسمى محاربة الحكام الخونة الكفار.
سر المعبد
الأسرار الخفية لجماعة الإخوان المسلمين هو كتاب من تأليف ثروت الخرباوى المحامى المنشق عن جماعة الإخوان منذ عام 2002م، يكشف من خلاله أسراراً حول الجماعة وعلاقتهم بالماسونية، لا سيما الشعار السداسى ولجوء كل منهما إلى العنف، ذلك أن المنتمى إلى الجماعة يشترط عليه أداء القسم على المسدس والمصحف أمام شخص مجهول.
كما يستعد المؤلف لإصدار الجزء الثانى من الكتاب، حيث يتركز الكتاب حول كل من أصل حسن البنا ومؤسس الجماعة، وعلاقته بالمحافل الماسونية، وكذلك حقيقة مقتل عبد الرحمن السندى، قائد التنظيم الخاص بالجماعة.
وأكد القيادى البارز المنشق عن جماعة الإخوان، أن الكتاب الجديد يقدم إجابات موثقة عن حسن البنا، والتأكيد على أنه لم يكن مصريا، وعلاقته بجمعيات ماسونية وبالتحديد بالمحفل الماسونى بباريس، وكذلك من الذى كان قد دفع مبلغ تأسيس الجماعة لحسن البنا، مشيرًا إلى أن من دفع هذا المبلغ كان مدير شركة قناة السويس حينها الفرنسى لويس أنطوان، والذى كان رئيس المحفل الماسونى بباريس.
"والله العظيم أقول الحق"
هو كتاب جديد يستعد لطرحه المحامى مختار نوح، القيادى السابق فى جماعة الإخوان الإرهابية، يكشف فيه أخطاء الجماعة الإرهابية وكوارثها، وأسرارًا مهمة عن لقاءاته بقياداتها، وقال "نوح"، الذى وصل إلى موقع متقدم داخل التنظيم قبل أن ينشق عنه فى العام 2006، إن الكتاب الذى يصدر قريبًا يحتوى على مجموعة كبيرة من كواليس الجماعة، وكيف سيطر التيار القطبى (نسبة إلى منظر التطرف سيد قطب) عليها.
ورى القيادى السابق بجماعة الإخوان الإرهابية، موقفًا عندما كان عضوًا فى التنظيم، يؤكد أن الفبركة منهج الجماعة الإرهابية منذ تأسيسها. قائلاً: "عام 1999 كان هناك لقاء بينى وبين مسئول كبير، وكنت أمثل فى هذا اللقاء جماعة الإخوان، وفوجئت وقتها أن هذا المسئول يشكو من فبركة الإخوان وقلب الحقائق وتزييف الوقع، وعندما قلت للإخوان هذا الكلام كذّبوه جدًا، لكن بعدما انشققت عن التنظيم تبين لى حجم الأكاذيب التى تروجها الجماعة".
"كبنجارا: قصتى مع تنظيم الإخوان المسلمين"
الكتاب الصادر عن دار مداد للنشر والتوزيع الإماراتية، عن اعترافات وحقائق جديدة تُعرى التنظيم السرى الإرهابى فى دولة الإمارات، لمؤلفه القيادى السابق فى تنظيم الإخوان المسلمين عبدالرحمن خليفة سالم صبيح السويدى.
واستمد كتاب "كبنجارا" اسمه من كلمة "KE PENJARA"، التى تعنى "خذوه إلى السجن" بلغة "الملايو"، والتى صاح بها ضابط شرطة فى وجه المؤلف أثناء توقيفه والتحقيق معه فى جزيرة "بَتَمْ" الإندونيسية، قبل إطلاق سراحه فى ديسمبر عام 2015 والعودة إلى أرض دولة الإمارات.
وأشار الكتاب إلى الأدوار الأولى لمؤلفه عبدالرحمن خليفة السويدى فى جمعية الإصلاح، والتدريب العسكرى والرحلة إلى باكستان، فضلا عن مساعى التنظيم لإعادة ترتيب صفوفه، عبر ما يسمى "الواجهات العامة"، التى تغطى أنشطته الإرهابية.
وتطرق الكتاب إلى دور عضو التنظيم حسن الدقى، وآرائه العلنية المحرضة على العنف والتشدد، ومحاولات التنظيم السرى التخفى تحت الواجهات البراقة، فضلاً عن تأليب الرأى العام الإماراتى، وتعكير صفو الاستقرار والأمان الذى تنعم به الدولة بفضل قيادتها الرشيدة.