أجمع المشاركون في الحلقة النقاشية الأولى التى عقدت في اليوم الثاني من بدء جلسات "سيني جونة" المنعقد على هامش مهرجان الجونة السنيمائى، بمدينة الجونة بمحافظة البحر الأحمر، على أهمية الفن بكل صوره وأشكاله، وفى جميع القارات والدول مهما كانت ثقافتها.
واتفق المشاركون على أن الفن بقارتنا الافريقية لايزال له طبيعة خاصة للغاية ربما بسبب التنوع الكبير بين ثقافات ودوّل القارة، وكذلك الجماعات التى تعيش فرادى، وأيضا هؤلاء الذين غادروا دولهم بالقارة، ومع ذلك لايزالون يحتفظون بهويتهم الافريقية ويصرون عليها.
وتحت عنوان "السنيما الافريقية بين الماضى والحاضر والمستقبل"، قال الحضور انه من الصعب للغاية تقديم تعريفا واحدا للسنيما الافريقية يعبر بالأساس عن ثقافة واحدة لنحو 54 دولة، تضم دول العالم العربي، والجنوب الأفريقي، وغرب أفريقيا ووسط القارة، ودوّل المغرب العربي أيضا.
وعن حجم الانتاج السنيمائي الذي تنتجه بلدان القارة وصفه المشاركون بالمحدود للغاية بالقياس لعدد البلدان والشعوب الافريقية التى تعيش على ارض القارة، وقالت جانا ولف مديرة التسويق والإعلان لمؤسسة سوق الأفلام الأوروبية efm ان فرنسا مثلا تنتج سنويا نحو 300 فيلما سنيمائيا 70٪ منها هى أفلام فرنسية خالصة، ونحو 30 ٪ أخرى موزعة على بين انتاج مشترك وافلام خاصة، وهذا الزخم عادة تصنعه الحكومات بسبب دعمها الواضح للصناعة ككل، وهذا الدعم ماديا ولوجستيا، وأشارت جانا الى ضرورة السعى لإيجاد مصادر تمويل بديلة، حال احتجبت الحكومات عن تقديم الدعم لصناعة الأفلام، وكذلك ضرورة التعامل مع جميع المشكلات على أنها تحديات وليست عقبات.
وشكك نبيل عيوش منتج ومؤلف ومخرج فرنسى من أصل مغربي، فى نوايا المنصات العالمية الكبرى التى تعرض الأفلام وقال إنها للأسف تستحوذ على المنصات المحلية الافريقية، وتستأثر بمحتواه للعرض فقط على منصتها، وأشار عيوش الى ان القرصنة لا تزال أم المشاكل التى تعاني منها صناعة السنيما فى القارة الافريقية، خاصة فى ظل تجاهل الحكومات بالدول الافريقية لدورها فى مواجهتها.
وقال نبيل إن المجتمعات الافريقية لاتزال حكوماتها تؤمن بجدوى منع الأعمال الفنية فى الوقت يحدث فيه العكس تماما، فالتجربة أثبتت أنه كلما زياد التضييق والمنع كلما حظى العمل الفنى بزخم اكبر وسعى اكبر للمشاهدة.
اما المنتج البرازيلي الياس ربيرو وصف السنيما بأنها عمل جريء وشجاع في حد ذاته، واتفق مع نبيل عيوش فى مسألة ضعف التمويل وضعهم الدعم الذي تقدمه الحكومات للسنيما، بالرغم من ان السنيما تستطيع بحد ذاتها ان تكون اقتصاد قوى يدعم اقتصاد البلدان بصورة عامة، وعبر عن أمله فى أن تعيد الدول الافريقية النظر فى مسألة منع الاعمال الفنية، وجدوى ذلك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة