مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى الدورة 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة، تعد المشاركة السادسة له ضمن مشاركاته فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وعلى مدار 5 دورات كان للرئيس السيسى هدفًا واضحا من خلال مشاركاته فى دورات الجمعية العامة للأمم المتحدة هو خلق مكانة دولية لمصر وعرض رؤيتها فى القضايا الدولية والإقليمية المختلفة، وكذلك ترسيخ رؤية موحدة وواضحة لمكافحة الإرهاب.
وبإعادة النظر فى الخمس دورات السابقة سنجد أن كل دورة شارك فيها الرئيس السيسى كانت بمثابة خطوة لاستعادة مصر مكانتها دوليا، بداية من استغلال المشاركات الأولى فى هذا الحدث بعد ثورة 30 يونو لتعريف العالم بطبيعة الأوضاع فى مصر، ومرورا بمشاركات أكثر نضجًا جعلت مصر ممثلا حقيقيًا لنقل مشكلات الدول العربية والقارة الأفريقية بشكل عام للمجتمع الدولى.
الدورة الـ69 المشاركة الأولى
هذه الدورة كانت بداية العودة بعد ثورة 30 يونيو ولذلك كان الهدف الرئيسى للمشاركة هو تعريف العالم بما يدور فى مصر، وما شهدته من تحولات بسقوط حكم الإخوان وبدء مرحلة جديدة من الإصلاح على كافة المستويات.
الدورة الـ 70 المشاركة الثانية
فى المشاركة الثانية والتى كانت تشهد بدايات الإصلاح الاقتصادى فى مصر كان الهدف الاساسى هو التركيز على إطلاق الحكومة المصرية "استراتيجية التنمية المستدامة: رؤية مصر عام 2030".
كما شهدت طرح الرئيس السيسى مبادرة بالتنسيق مع الأمم المتحدة والدول الأعضاء وبمشاركة واسعة من شبابها، حـول : " الأمل والعمل من أجل غاية جديدة"، أو "هانـد hand " وفقا للاختصار باللغة الإنجليزية.
وكانت أيضا البداية لتطرق الرئيس السيسى لعرض وجهة نظر مصر فى القضايا الإقليمية العربية بالأخص القضية الفلسطينية والليبية والسورية.
الدورة الـ 71 المشاركة الثالثة
فى المشاركة الثالثة أطلق الرئيس السيسى مبادرة لحل القضية الفلسطينية حيث وجه نداءًا لإيجاد حل لهذه القضية، وإنشاء دولة فلسطينية بجانب دولة إسرائيلية.. تحقق الأمن والأمان للفلسطينيين وتحقق الأمن والأمان للاسرائيليين.. تحقق الاستقرار والازدهار للفلسطينيين وتحقق مزيدًا من الاستقرار والازدهار للإسرائيليين.
وانتقل السيسى من التركيز على القضايا الإقليمية العربية إلى الحديث عن أمن القارة الافريقية بشكل عام، حيث كانت البداية أيضا لاستعادة مصر مكانتها فى القارة من خلال توليها رئاسة مجلس السلم والأمن الأفريقي.
الدورة الـ72 المشاركة الرابعة
جددت مصر خلال هذه الدورة دعوتها للمجتمع الدولى بتحمل مسئوليته تجاه النزاعات المسلحة فى المنطقة العربية والقارة الافريقية، وأكد الرئيس السيسى فى كلمته أن المجتمع الدولى مازال عاجزًا عن احتواء ومنع الصراعات المسلحة، ومواجهة خطر الإرهاب، ونزع السلاح النووى، ومعالجة مكامن الخلل الكبرى فى النظام الاقتصادى العالمى، والتى أفضت إلى زيادة الفجوة بين العالمين المتقدم والنامي.
وأكد السيسى، أن المنطقة العربية، محيط مصر الحضارى والثقافى، باتت اليوم بؤرةً لبعض أشد الحروب الأهلية ضراوة فى التاريخ الإنسانى الحديث. وأصبحت هذه المنطقة هى الأكثر تعرضًا لخطر الإرهاب، وبات واحدٌ من كل ثلاثة لاجئين فى العالم عربيًا، كما أصبح البحر المتوسط مركزًا للهجرة غير الشرعية من الدول الإفريقية والآسيوية، فرارًا من بَطش الاقتتال الأهلى من جهة، وبؤس الظروف الاقتصادية والاجتماعية من جهة أخرى، والتى رصدها التقرير العربى الإقليمى حول الفقر متعدد الأبعاد، الذى أعدته جامعة الدول العربية، بالتنسيق مع الأمم المتحدة، والذى سيتم إطلاقه غدًا.
الدورة الـ 73 المشاركة الخامسة
فى هذه الدورة ركزت مصر على تذكير المجمتع الدولى بأولوياته تجاه الدول الأفريقية والعربية، وكذلك العمل على مكافحة فعالة وحقيقية للإرهاب، واستكمال العمل لإنفاذ المبادرة التى أطلقتها مصر خلال عضويتها فى مجلس الأمن الدولى لإيجاد إطار دولى شامل لتطوير السياسات وأطر التعاون لمكافحة الإرهاب.
وجاءت مشاركة مصر فى هذه الدورة بالتزامن مع إطلاق العملية الشاملة فى "سيناء 2018" لمكافحة الإرهاب ودحره نهائيا.
طارق رضوان رئيس لجنة الشئون الأفريقية فى مجلس النواب قال إن مشاركة الرئيس السيسى فى الدورات الخمس الأخيرة للجمعية العامة المتحدة كان له انعكاساته القوية على استعادة مصر لمكانتها الدولية فى ظل الأوضاع التى مررنا بها بعد ثورة 30 يونيو.
وأضاف رضوان، أن تحليل مشاركات السيسى يكشف عما اكتسبته مصر من نضج وثقل سياسى ودولى على مراحل مختلفة، لافتا إلى أن كل مشاركة كانت تحقق أهداف معينة للرئيس السيسى والقيادة السياسية المصرية.
وأشار رئيس لجنة الشئون الأفريقية فى مجلس النواب، إلى أن المشاركات الأولى للسيسى كانت تحتم التركيز على الوضع فى مصر بشكل أساسى لتوضيح الرؤية أمام العالم بطبيعة ما يدور فى مصر، فى ظل آلة الكذب والتضليل التى اتبعها الإخوان بعد ثورة يونيو، وبالتالى كان التحدى الأكبر أمام القيادة السياسية هو تصحيح وجهات النظر الدولية تجاه ما يحدث داخل مصر.
وتابع رضوان قائلا: "بعدما نجح السيسى فى اكتساب مكانة دولية وثقة أكبر من قبل المجتمع الدولى كان هناك تحركا مختلفًا تجاه التحدث باسم القضايا العربية وطرح المبادرات المختلفة بشأنها، وعلى رأسها القضية الفلسطينية التى حرص السيسى على التركيز عليها والدعوة لحلها، وكذلك القضايا الإقليمية العربية المتعلقة بالنزاعات فى ليبيا واليمن وسوريا.
وفى سياق متصل قال رئيس لجنة الشئون الأفريقية بالبرلمان، إن المشاركات الأخيرة عكست توجه السيسى والدولة ككل للاهتمام بالقارة الأفريقية وتمثيلها أمام المجتمع الدولى، خاصة فى ظل رئاسة مصر للاتحاد الافريقى، لافتا إلى أن السيسى نجح فى فرض رؤية وسياسة خارجية لمصر بين مؤسسات المجتمع الدولى، ومشاركتنا فى كل دورة للجمعية العامة للأمم المتحدة، أصبحت أكثر نضجًا وذات تأثيرًا واضحًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة