فى ضربة قاسية لقطاع السياحة الأوروبى، أعلنت مجموعة السياحة والسفر البريطانية "توماس كوك" إفلاسها.
وقالت المجموعة فى بيان، نشرته عبر حسابها على تويتر: "نأسف للإعلان عن توقف توماس كوك عن التداول فورًا"، مضيفة: "على الرغم من الجهود الكبيرة، لم تسفر المناقشات عن اتفاق بين المساهمين والممولين الجدد المحتملين، لذلك خلص مجلس إدارة الشركة إلى أنه ليس لديه خيار سوى اتخاذ خطوات للدخول فى التصفية إلزامية بشكل فورى".
We are sorry to announce that Thomas Cook has ceased trading with immediate effect.
— Thomas Cook (@ThomasCookUK) September 23, 2019
This account will not be monitored.
Please visit https://t.co/WWiKkzLYQJ for further advice and information.#ThomasCook pic.twitter.com/Nf1X3jn97x
ويعمل فى "توماس كوك"، التى تعد أقدم شركة للرحلات فى العالم، نحو 22 ألف شخص، بينهم 9 آلاف فى المملكة المتحدة، باتت وظائفهم مهددة مباشرة بعد أن تتوقف أنشطة الشركة.
وذكرت تقارير إعلامية كبار أن قادة الشركة كانوا قد اجتمعوا مع المقرضين والدائنين أمس الأحد، فى لندن فى محاولة أخيرة لجمع 200 مليون إسترليني (250 مليون دولار) للإبقاء على الشركة فى السوق.
وبات على "توماس كوك" أن تنظم فورا عملية إعادة 600 ألف سائح من المتعاملين معها حول العالم، بينهم 150 ألف سائح بريطانى، ما سيكون أكبر عملية من هذا النوع منذ الحرب العالمية الثانية.
وحسب موقع BBC، وضعت الشركة خطة عمل، تقول إنها تحتاج إلى 900 مليون جنيه إسترلينى لإعادة تمويل أنشطتها. وكان يفترض أن يأتى مبلغ الـ 900 مليون إسترلينى من شركة فوسون الصينية أكبر مساهم فى الشركة، ومجموعة الدائنين ومستثمرين آخرين.
وكلفت مجموعة المقرضين بعد ذلك مستشارين ماليين بإجراء تحقيق مستقل، وقالوا إن الشركة ستحتاج إلى مبلغ 200 مليون جنيه إسترلينى إضافى، فضلا عن الـ900 مليون إسترلينى المطلوبة بالفعل.
ونجحت توماس كوك فى إيجاد داعم يوفر لها الـ200 مليون إسترلينى، لكن BBC علمت أنه ذلك الداعم انسحب فى وقت لاحق.
وقالت الشركة إن التحذيرات بشأن أرباحها تعود إلى مشاكل عدة، من بينها الاضطرابات السياسية فى المقاصد السياحية، والموجة الحارة التى طال أمدها فى الصيف الماضى، وتأخير العملاء لحجز رحلات إجازاتهم بسبب أزمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى.
وفى وقت سابق، قال الأمين العام لنقابة، "تي إس إس آي" التى تمثل العاملين فى قطاع السياحة، مانويل كورتيس، فى بيان "يجب إنقاذ الشركة مهما كلف الأمر. يجب ألا تسمح أى حكومة بريطانية جادة بفقدان هذا العدد من الوظائف".
كان وزير الخارجية، دومينيك راب، قد صرح فى وقت سابق لهئية الاذاعة البريطانية "بي بي سي": "يمكننى أن أؤكد للناس أنه فى أسوأ الحالات، هناك خطة طوارئ لتفادى أن يعلقوا فى الخارج".
تجدر الإشارة إلى أن "توماس كوك" كوكالة سفر وشركة طيران، سجلت رقم أعمال بلغ نحو 10 مليارات إسترليني سنويا (11.32 مليار يورو)، لكن موقعها تراجع فى الأعوام الأخيرة بسبب المنافسة بين شركات السياحة والسفر والأجواء الاقتصادية التى تلفها الشكوك، وخصوصا فى بريطانيا، حيث تسود أجواء غموض بسبب "بريكست" وتراجع الجنيه الإسترلينى.