دعا رئيس مجلس الأمة الكويتى مرزوق على الغانم، آسيا وأوروبا إلى التركيز على الهموم المشتركة لدول القارتين، مشددا على ضرورة العمل على وضع حلول نهائية للملفات المزمنة تاريخيا، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والتصدى لخطاب الكراهية، .
جاء ذلك فى كلمة للغانم، نشرتها شبكة (الدستور) الإخبارية التابعة لمجلس الأمة الكويتى، اليوم الثلاثاء، ألقاها أمام مؤتمر البرلمانات الأوروبية الآسيوية الرابع (يورو آسيان)، المنعقد فى العاصمة الكازاخستانية نور سلطان.
وأشار إلى ضرورة تغيير المعادلة المغلوطة، التى تصور صراعا بين آسيا متخلفة تعانى عقد النقص، مقابل أوروبا متعالية وباردة وغير مبالية، مضيفا: "دائما ما أتساءل ما الذى يجعل لقاءنا كآسيويين وأوروبيين فى كازاخستان؛ حيث قلب آسيا طبيعيا وعاديا ومألوفا، وماذا عن عشرات الأديان الممتدة من الشرق إلى الغرب .. ماذا عن الحروب وصراع الحضارات والإمبراطوريات بين القارتين عبر التاريخ، وماذا عن اختلاف الأجناس والأعراق والألوان بين ضفتى هذا الحزام الجغرافى الهائل، والأكثر أهمية ماذا عن اختلاف لغاتنا ولهجاتنا".
وأضاف الغانم، أن الهم المشترك للمشاركين فى المؤتمر، يتمثل فى حياة مواطنيهم بكرامة وأمن واكتفاء، وتأمين مستقبل أبنائهم، مؤكدا أن ذلك الهم المشترك، أكبر من الحروب والصراعات والأعراق والأديان، وهو ما يجعل لكل صراع نهاية، ولكل حرب خاتمة.
وأوضح، أن أكثر خطاب يبعث على القلق، هو خطاب الكراهية المتخم بالفوبيات المتخيلة، والخطاب المحرض على الآخر، والخطاب المنطوى على فهم مغلوط وقراءات مخلة، فتصبح المعادلة هكذا، آسيا المكتظة والمتخلفة، آسيا العبء، آسيا المصدرة للمشاكل والملفات المزمنة، آسيا المسكونة بعقدة النقص، مقابل أوروبا الباردة غير المكترثة، أوروبا المتعالية، أوروبا المسكونة بعقدة الإمبريالى الجشع.
وقال رئيس مجلس الأمة الكويتى :"إن هذا النوع من الخطاب والفهم، وما يستتبعه من ممارسة، هو بوابتنا إلى الجحيم السياسي، لأنه خطاب يتناسى قضايانا الواقعية المصيرية المشتركة، ويركز على المتوهم والمتخيل أنه خطاب، يتناسى مشاكل البطالة فى آسيا وأوروبا، ومشاكل الطاقة والمياه، ومعضلات التنمية فى كلتا القارتين، وغيرهما من ملفات مشتركة".
وشدد على أن مسئولية المشاركين كبرلمانيين وممثلين للشعوب، أن يساهموا فى خلق خطاب إنسانى جامع، يركز على المشتركات والهموم الجماعية العابرة للقارات، وعلى الأولويات المستحقة، لافتا إلى أن هذا الاجتماع، هو خطوة لتفعيل حوار مستمر وممتد بين القارتين.
وأكد، ضرورة العمل حثيثا لإيجاد حلول نهائية للكثير من الملفات المزمنة فى آسيا وأوروبا، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، موضحا أن هناك أمرا مهما باعثا للقلق أيضا، وهو بقاء الكثير من الملفات والقضايا المزمنة فى القارتين دون حل.
وأضاف الغانم قائلا، "بما إننى من الشرق الأوسط، من المنطقة التى نال منها التعب كثيرا بسبب التهاب ظروفها على الدوام، سأعيد التذكير بأقدم ملف مزمن فى العالم، وأعنى هنا القضية الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلى .. 71 عاما من الظلم والجور والقمع والقتل والتجويع والحصار، 71 عاما من الصلف والعناد والمكابرة، 71 عاما من الانتهاك الممنهج لكل قرارات الأمم المتحدة ولكل اتفاقيات حقوق الإنسان والعهود الدولية، ولا يزال هذا الجرح مفتوحا، وهو جرح لا يخص الشرق الأوسط، لأن الكل معنى به، وشظاياه كانت على الدوام عابرة للقارات".
وحذر رئيس مجلس الأمة الكويتى، من أن إبقاء هذا الملف دون حل، ودون ضغط على المتسبب، ودون تفعيل آليات الردع السياسية والحقوقية والأخلاقية، ينذر بعواقب كارثية على الجميع، مؤكدا أن التخلى عن الفلسطينيين وحقوقهم المشروعة، أدى وسيؤدى على الدوام إلى استشراء اليأس والإحباط والغضب والانفعال، وهذه كلها مواد خام أولية تدخل فى صناعة الإرهاب.
تجدر الإشارة، إلى أن أعمال اجتماع رؤساء البرلمانات الأوروبية – الآسيوية، قد انطلقت أمس الاثنين لمدة يومين فى العاصمة الكازاخستانية نور سلطان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة