لم تكتف الميليشيات الحوثية بهدر دماء اليمنيين التى أهدرتها فى اليمن، لتستهدف أخيراً الأقليات اليمنية وتمارس عليها عنفًا وتحريضًا طائفيًا يزج بها إلى جبهات القتال وهو ما كشفته ندوة الانتهاكات ضد الأقليات اليمنية التى أقيمت فى النادى الصحفى السويسرى وبمشاركة عدد من المنظمات الدولية والعربية، وذلك على هامش الدورة 42 لمجلس حقوق الانسان بجنيف.
وأوضح رئيس دائرة المرافق فى مكتب رئاسة الجمهورية اليمنية سابقًا ورئيس المركز الدولى للإعلام والتنمية الدكتور خالد عبدالكريم فى ورقة قدمها بعنوان "انتهاكات ضد الأقليات فى اليمن "البهائية نموذجا" بأن الميليشيا الحوثية تُمارس منذ انقلابها عملية إقصاء واسعة على أسس طائفية مذهبية لكل من يخالفها باليمن الأمر طال حتى الأغلبية الشافعية وليس الأقليات فحسب.
وأضاف "تمارس الميليشيا الحوثية التحريض الطائفى ضد الأقليات الدينية والعقائدية الأمر الذى يشكل تهديدا خطيرا على الأقليات المدنية حيث يتواجد البهائيين فى اليمن ويتعايشون منذ مئات السنين لكن العداء بين البهائيين والإيرانيين انعكس على وجودهم فى اليمن".
دور المجتمع الدولى
وقال عبد الكريم "ندعو المجتمع الدولى للضغط على المليشيات الحوثية لإيقاف جرائم القتل والاضطهاد ضد الأقليات فى اليمن ومنهم البهائيين الذين يتعرضون لها منذ 2016م حيث تمارس الميليشيات الحوثية منذ إنقلابها على الشرعية عملية إقصاء واسعة على أسس طائفية مذهبية لكل من يخالفها فى اليمن الأمر طال الأغلبية الشافعية وليس الأقليات فحسب وليس أدل على ذلك مما شهدته المساجد من عملية تغيير الأئمة والخطباء ومحاولة إلغاء بعض الطقوس الدينية المعروفة لديهم كالتدخل فى التضييق على صلاة التراويح فى رمضان وفرض طقوساً غير معروفة على عامة المجتمع اليمنى كالاحتفاء بما يعرف بيوم النذير وتغيير طقوس الاحتفاء بيوم عاشوراء وتحويله إلى "ملطمه كربلائية".
وزاد "أما الأقليات فقطعا هم الحلقة الأضعف فى ظل سيطرة ميليشيا "استبدادية" لا تعترف بضوابط دولة فكيف بحرية المرأة إذ تمارس الميليشيا الحوثية التحريض الطائفى عليها ضد الأقليات الدينية والعقائدية فى اليمن عوضا عن التضييق عليهم فى التجمع وممارسة الطقوس ليكونوا عرضة للملاحقة والتعذيب والقصف".
فيما عرضت الناشطة الحقوقية اليمنية والكاتبة اليمنية الدكتورة أروى الخطابى فى ورقة عن "الانتهاكات ضد الطائفة اليهودية"، قدمت فيها لمحة تاريخية موجزة عن الطائفية فى اليمن والدور الاقتصادى والمسالم مشيرة إلى شعار الحوثيين العدائى الذى يحرض على الطائفة اليهودية وبقية الديانات الأخرى الأمر الذى أدى إلى تهجير الأسر اليهودية من منازلهم ومناطقهم خلال الفترات السابقة.
وأوضحت أن اليهود جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعى فى اليمن فيما تزايدت الانتهاكات والشحن الطائفى ضدهم من قبل الميليشيات الحوثية مما جعلهم يتركون بلادهم ويهاجرون لممارساتهم العنفية.
وأوضحت نائب القنصل اليمنى السابق فى فرانكفورت أروى النعمان فى ورقة عن "استغلال المهمشين فى الحرب" نبذة مختصرة عن فئة المهمشين فى اليمن وعن أوضاعهم المعيشية التى جعلتهم فرصة للاستغلال من قبل الحوثيين للزج به إلى جبهات القتال مؤكدة أن العديد من المصادر كشفت قيام مليشيات الحوثى باستقطاب المئات من فئات المهمشين للزج بهم فى محارق الموت الحوثية بعد الرفض الشعبى لرفد جبهاتها القتالية كما أن المليشيا الانقلابية تغرى هذه الفئة بوعود كاذبة مثل العمل فى الأجهزة والنقاط الحوثية المنتشرة فى مختلف مديريات المحافظات وذلك للدفع بهم إلى جبهات القتال.
وكشفت "الحوثيين يتركون جثث مقاتليهم من غير السلالة الطائفية إلا أن يلتفت إليها الجيش اليمنى أو رجال القبائل ليقوموا بدفنها فى مقابر جماعية فيما قامت فى بداية هذا العام بمقايضة قتلى السلالة الهاشمية بأعداد كبيرة من قتلى قوات الجيش اليمنى والمقاومة الشعبية وهذا تدليل واضح على التقليل من قيمة أبناء الشعب اليمنى مقارنة بأبناء السلالة الهاشمية".
ورفضت النعمان فى نهاية ورقتها "لن أدون أى توصيات لعدم جدوى ذلك والسبب تقصير الأمم المتحدة وعدم اهتمامها فى هذا المجال لقد طرحنا العديد من التوصيات فى ندوات سابقة ولكن لم تلتفت اليها الأمم المتحدة حيث لا توجد استجابة ملموسة من جهتها".
كان وفد من وزارة حقوق الإنسان اليمنى برئاسة الدكتور محمد عسكر قد شارك هذا الأسبوع فى الدورة الـ42 لمجلس حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة والتى انطلقت أعمالها فى التاسع من الشهر الجارى والتى تستمر أعمالها حتى الـ 27 من سبتمبر.
وعلى هامش مشاركته عقد الوفد اليمنى عددا من الفعاليات واللقاءات الهامة، وقال محمد عسكر، أن مشاركة اليمن ممثلة بوزارة حقوق الإنسان تعكس حرص الرئيس عبد ربه منصور هادى،الذى يولى ملف حقوق الإنسان أولوية قصوى، بعد أن زعزعت مليشيا الحوثى حياة الناس بحربها على الدولة والمواطنين فى سبتمبر 2014.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة