شهدت قمة العمل من أجل المناخ، التى أقيمت ضمن فعاليات الدورة الـ74 للجمعية العامة للأمم المتحدة، العديد من المشاهد اللافتة من خطابات تحذيرية بشأن خطورة الوضع الذى بلغه كوكب الأرض نتيجة الانبعاثات الضارة حيث تحدثت الناشطة السويدية الشابة جريثا ثونبرج بدموع على منصة القمة متهمة قادة العالم بخيانة جيلها من خلال الفشل فى معالجة هذه الانباعاثات، ذلك جنبا إلى جنب مه حضور مفاجئ للرئيس الأمريكى المشكك فى تغير المناخ.
القمة التى جمعت عشرات من قادة الدول، الاثنين، لتقديم خطط تهدف إلى تجاوز أكثر من أهداف خفض الانبعاثات والطاقة المتجددة فى اتفاقية باريس لعام 2016، وهى الاتفاقية التى انسحب منها ترامب، شهدت ظهور مفاجئ لرئيس الدولة المضيفة، الذى كان من المقرر أن يغيب عن القمة وسط تشكيكه المستمر فى حقيقة التغير المناخى وإدعائه بأنه كذبة صينية لعرقلة الدول الصناعية الكبرى.
الناشطة السويدية جريتا ثونبرج
وعلى الرغم من حضوره الذى استمر لدقائق معدودة، فإن الرئيس ترامب لم يلق ايضا كلمات بل تولى المهمة مايكل بلومبرج، عمدة نيويورك السابق، الذى قام بتوجيه حديثه لترامب معربا عن أمله أن تكون المناقشات التى تشهدها قمة العمل من أجل المناخ مفيدة له عند صياغة سياساته للمناخ.
فيما وقفت ثونبرج، تلقى كلمة أمام قمة العمل من أجل المناخ ووجهت حديثها فى لهجة لوم قاسية لقادة العالم وسط حضور قادة العالم وعلى رأسهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون. وقالت الشابه التى باتت وجها معروفا فى العالم بدعوتها لمكافحة تغير المناخ "لا ينبغى أن أكون هنا. كان يجب أن أعود إلى المدرسة على الجانب الآخر من المحيط.. ومع ذلك تلجأون إلينا نحن الصغار من أجل الأمل، كيف تجرأون!".
وتابعت فى كلمة قاسية "لقد سرقتم أحلامى وطفولتى بوعودكم الفارغة.. اعتبر نفسى محظوظة فغيرى يموتون"، محذرة أن النظام البيئى يتداعى".
جريتا ثونبرج
وأضافت "نحن على أعتاب انقراض جماعى، وكان ما يمكنكم الحديث عنه هو المال والحكايات الخرافية بشأن النمو الاقتصادى الأبدى.. كيف تجرأون؟".
تأتى قمة العمل من أجل المناخ باعتبارها الحدث الرئيسى للأمم المتحدة في افتتاح الدورة 74 للجمعية العامة، كما سبقتها قمة المناخ للشباب، التى شهدت حضور عدد كبير من الشباب والناشطين فى مجال المناخ من جميع أنحاء العالم لتقديم مقترحاتهم فى إطار مواجهة الظاهرة الخطيرة التى تتسبب فى الكثير من الكوارث مثل الأعاصير وحرائق الغابات والجفاف وارتفاع مستوى سطح البحر.
وأكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فى كلمتها على ضرورة أن تعمل البلدان معًا وتتبع نصيحة العلم بشأن تغير المناخ، قائلة إنه "لا شك" أن البشر مسؤولون عن التسبب فى ذلك. كما التقت المستشارة بالناشطة الشابة وأجرت معها حوار جانبى بشأن الأمر معربة عن تأييدها لمخاوفها.