حذر تقرير جديد وهام للأمم المتحدة من أن المحيطات تتعرض لضغوط شديدة بسبب التغير المتاخى، مما يهدد كل شىء بدءا من القدرة على حصد الغذاء البحرى وحتى رفاهية مئات الملايين الذين يعيشون على طول السواحل، بحسب ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز.
وأشار التقرير الصادر اليوم، الأربعاء، من قبل الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغير المناخى، والتى تضم مجموعة من العلماء دعتهم الأمم المتحدة لتوجيه قادة العالم فى صنع السياسات، إلى أن درجات الحرارة المرتفعة تساهم فى انخفاض أعداد الأسماك فى العديد من المناطق، كما أن مستويات الأكسجين فى المحيط آخذة فى الانخفاض بينما ترتفع مستويات الحموضة، مما يشكل مخاطر على النظم الإيكولوجية البحرية المهمة.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن ارتفاع درجة حرارة مياه المحيطات مع ارتفاع مستويات البحر يهدد بالتسبب فى المزيد من الأعاصير والفيضانات المدارية الأكثر قوة، بحسب التقرير، مما يزيد المخاطر المحيطة بالمناطق الساحلية ويفاقم من الظاهرة التى ساهمت بالفعل فى عواصف مثل الإعصار هارفى الذى دمر مدينة هيوستن الأمريكية منذ عامين.
وقال هانز أوتور بورتنر، عالم الأحياء البحرية فى معهد ألفريد فيجنر بألمانيا، والمؤلف الرئيس للتقرير، إن المحيطات ترسل إلينا إشارات تحذيرية كثيرة لدرجة أننا بحاجة إلى السيطرة على الانبعاثات، فالنظم البيئية تتغير وشبكات الغذاء تتغير والأرصدة السمكية تتغير، وكل هذه الاضطرابات تؤثر على البشر.
وتقول نيويورك تايمز إن المحيطات ظلت على مدار عقود بمثابة حاجز أساسى ضد الاحتباس الحرارى العالمى، حيث تمتص قرابة ربع ثانى أكسيد الكربون الذى ينبعث من محطات الطاقة والمصانع والسياؤات وتمتص أكثر من 90% من الحرارة الزائدة المحاصرة على الأرض بسبب ثانى أكسيد الكربون وغازات الدفيئة الأخرى. وبدون تلك الحماية، لكانت درجة الحرارة على الأرض ترتفع بسرعة أكبر.
لكن وفقا للتقرير الذى كتبه أكثر من 100 خبير دولى ويستند لأكثر من 7000 دراسة، فإن المحيطات نفسها تصبح أعلى حرارة وينخفض بها الأكسجين نتيجة لذلك.
