سلم المستشار بالديوان الملكى المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبد الله بن عبدالعزيز الربيعة اليوم شيكا بمبلغ 500 مليون دولار أمريكى، لوكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية.
ومنسق الإغاثة فى حالات الطوارئ مارك لوكوك، مساهمة جديدة من المملكة العربية السعودية لدعم العمل الإنسانى فى اليمن .كما قام معالية بتوقيع العقد الخاص بهذه المنحة .
جاء ذلك خلال مشاركته اليوم فى جلسة نقاش بمؤتمر "الوضع الإنسانى فى اليمن .. الطريق إلى المستقبل" المنعقد فى مدينة نيويورك، بحضور الأمين العام للأمم المتحدة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، ووزير الخارجية الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، ووزير الدولة للشؤون الخارجية عضو مجلس الوزراء الأستاذ عادل بن أحمد الجبير، وصاحبة السمو الملكى الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بن عبدالعزيز سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأمريكية، و معالى مندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله بن يحيى المعلمى، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، وعدد من وزراء خارجية بعض الدول وأعضاء السلك الدبلوماسى المعتمدين لدى الولايات المتحدة.
وأوضح الدكتور عبدالله الربيعة فى تصريح عقب التسليم أن التاريخ العريق الذى يربط المملكة العربية السعودية بالجمهورية اليمنية الشقيقة والذى بنى على مبادئ راسخة وروابط متينة بين البلدين يعزز العلاقة القوية بين شعبى البلدين،
لذا لم يكن مستغربًا ما تقوم المملكة العربية السعودية من دور حيوى ومهم لدعم الجهود الإنسانية لرفع معاناة الشعب اليمني، فلقد كانت المملكة وما زالت تقدم العديد من البرامج التنموية والإنسانية والإغاثية للأشقاء فى اليمن منذ عقود من الزمن تأكيدًا لتلك الروابط بين البلدين.
وأضاف أن المساعدات الإنسانية والإغاثية بشتى أنواعها وقطاعاتها من المملكة ممثلة بذراعها الإنسانى مركز الملك سلمان للإغاثة تصل لمستحقيها فى جميع مناطق اليمن بدون استثناء أو تمييز بما فيها المناطق التى تقع تحت سيطرة الحوثي.
وأكد أن دور المملكة ودعهما الكبير ساعد وبالتعاون مع منظمات اللمم المتحدة لمنع حدوث مجاعة وإيقاف الأوبئة ودعم الاقتصاد وغير ذلك من الأعمال النبيلة.
وأكد الربيعة أن العمل الإنسانى باليمن يواجه تحديات رئيسية كبيرة من جراء الممارسات السلبية للمليشيات الحوثية، منها الحد من ظهور آثار المساعدات الإنسانية على المستفيدين منها والمستحقين لها، وذلك من خلال إعاقة وصولها واستهدافها بالاستحواذ عليها ونهبها.
وأكمل أن من التحديات تتمثل بزراعة المليشيات مئات الآلاف من الألغام المضادة للأفراد فى الأماكن المكتظة بالسكان ومداخل المدن ومخارجها والقرى والمزارع، حيث بادرت المملكة ممثلة فى المركز بإنشاء عدد من البرامج الوقائية والعلاجية والتأهيلية لمواجهة هذا التحدي، ومنها البرنامج السعودى لنزع الألغام (مسام) الذى نجح فى انتزاع 89.761 لغمًا من الأراضى اليمنية، والمشروع السعودى للأطراف الاصطناعية الذى تمكن من تركيب 640 طرفًا صناعيًا، إضافة إلى استحداث البرنامج السعودى لإعادة تأهيل الأطفال المجندين الذى أعاد تأهيل 400 طفل بشكل مباشر و 9.600 من عوائلهم.
وذكر الربيعة أن من التحديات المحيطة بالعمل الإنسانى فى اليمن أيضا توسيع نطاق الأزمة وتوزيعها على جميع المناطق اليمنية والدول المجاورة لليمن، وذلك بتضييق المليشيات الحوثية على الكثير من اليمنيين وعدم تمكينهم من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، فيضطرون على أثر هذه الممارسات إلى النزوح إلى مناطق أخرى باليمن أو من اللجوء إلى دول أخرى، موضحًا أن المملكة بذلت جهودًا كبيرة لإيواء أكثر من 561 ألفا من اللاجئين اليمنيين، وحرصت على تمكينهم من فرص العمل وتقديم الخدمات الصحية والتعليمية لهم بالمجان، أو من خلال رعايتهم فى الدول الأخرى كما هو الحال فى جيبوتى والصومال.
ودعا الدكتور عبدالله الربيعة منظمات الأمم المتحدة لوقف هذه الانتهاكات، مشددًا على أن المملكة حريصة كل الحرص على إنهاء الأزمة ودعم جميع مبادرات السلام التى طرحت من قبل المبعوثين الأمميين لليمن، وتؤيد كل حوار هادف وبنّاء يدعم جهود السلام ويتبنى الحلول السلمية فى اليمن وفق المرجعيات الثلاث بما يضمن عودة السلم والسلام والأمن والاستقرار فى اليمن.