ما وقت صلاة الوتر إذا صليت المغرب والعشاء جمع تقديم؟ سؤال ورد للجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، وجاء رد اللجنة كالآتى: فلما كان السفر بشروطه من أسباب الجمع بين الصلوات على قول جمهور الفقهاء المالكية والشافعية والحنابلة فيجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء تقديماً أو تأخيراً، فقد اختلف الفقهاء فى وقت صلاة الوتر على قولين:
القول الأول: ذهب الشافعية والحنابلة إلى أن وقت الوتر يبدأ من بعد أداء صلاة العشاء، ومن ثمَّ فإذا صلى المغرب والعشاء جمع تقديم فيجوز له أن يصلى الوتر ولو قبل العشاء.
القول الثاني: ذهب الحنفية والمالكية إلى أن الوتر يبدأ وقته من مغيب الشفق فلو صلى المغرب والعشاء جمع تقديم فلا يجوز صلاة الوتر قبل أذان العشاء.
وبناء على من سبق: فإنَّ الجمع بين القولين يقتضى القول بأن من استطاع أن يوتر بعد دخول وقت العشاء كان خروجاً من خلاف العلماء وهو مستحب لمن لم يخش على نفسه غلبة النوم لا سيما فى السفر وهو مظنة المشقة. أما من غلب على ظنه أنه ينام قبل العشاء أوتر قبلها, وفى كل خير. وفى الحديث عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ خَافَ أن لا يَقُومَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ أَوَّلَهُ وَمَنْ طَمِعَ أن يَقُومَ آخِرَهُ فَلْيُوتِرْ آخِرَ اللَّيْلِ فَإِنَّ صَلاةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَشْهُودَةٌ وَذَلِكَ أَفْضَلُ).