كشف تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" نقلا عن ثلاثة مسئولين سابقين بالإدارة الأمريكية، أن الرئيس دونالد ترامب أخبر اثنين من المسئولين الروس البارزين في لقاء بالبيت الأبيض عام 2017، أنه لم يكن قلقا بشأن التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية في 2016 لأن الولايات المتحدة فعلت الشيء نفسه في دول أخرى.
وذكرت الصحيفة الأمريكية، في تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني، اليوم السبت، إن التصريحات المزعومة لترامب، والتي لم يُكشف عنها من قبل، جاءت خلال لقاء له مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف وسفير روسيا في واشنطن آنذاك سيرجي كيسلياك -الذي واجه اتهامات واسعة في الأوساط الأمريكية بالتأثير على سياسة الولايات المتحدة- في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض عام 2017.
وأضافت أن الرئيس الأمريكي أفصح خلال ذلك اللقاء عن معلومات سرية للغاية كشفت مصدرا استخباراتيا خاصا يعمل على تنظيم "داعش"، كما قال إن عزل مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي في اليوم السابق أزال "ضغطا عظيما" عنه.
ووفقا للمسئولين - الذين لم تُكشف هوياتهم - فقد دفعت تصريحات ترامب خلال لقائه مع المسئولين الروسيين إلى تحديد الاطلاع على تصريحاته بعدد محدود من المسئولين بشكل غير اعتيادي، إذ مُنح حق الاطلاع على المذكرة التي لخصت ما جاء في اللقاء لعدد محدود من المسئولين الذين يتمتعون بالتصاريح الأمنية، في محاولة لمنع كشُّف تلك التصريحات.
ولفتت "واشنطن بوست" إلى أن ذلك الكشف يأتي بينما تقع المطالبات للبيت الأبيض بالكشف عن سجلات خاصة باتصالات ترامب مع مسئولين أجانب في قلب التحقيق البرلماني الهادف لعزله من منصبه، والذي بدأه النواب الديمقراطيون بالكونجرس، الأسبوع الماضي، على خلفية زعم مسئول استخباراتي أمريكي لم تُكشف هويته بعد - بأن الرئيس طلب على ما يبدو من نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، خلال اتصال هاتفي جرى في 25 يوليو الماضي، التحقيق بشأن جو بايدن نائب الرئيس السابق باراك أوباما الذي يبدو الأوفر حظا لمنافسته في الانتخابات الرئاسية المقبلة ونجله هانتر بايدن، وقام البيت الأبيض بتسجيل محضر الاتصال على خادم مخصص للنصوص الأكثر سرية.
واعتبر النواب الديمقراطيين بالكونجرس أن المحادثة حملت طلبا من الرئيس الأمريكي لرئيس أجنبي بالتدخل في شئون الولايات المتحدة بغرض التأثير على نتائج الانتخابات الرئاسية المقبلة. وأعلنوا بموجب ذلك بدء إجراءات محاكمة ترامب برلمانيا بهدف عزله حال الإدانة.