الحضارات القديمة حافلة بكثير من الأسرار والحكايات وكثير من الدم الذى سال سواء فى الحروب الشهيرة التى كانت تصل إلى درجة الإبادة الكاملة أو ما يرتبط بالعبادة والأساطير، حيث كانت القرابين فى كثير من المناطق فى العالم القديم بشرية، وكان للأطفال النصيب الأكبر فى هذه التضحيات.
ومؤخرًا، اكتشف علماء آثار بقايا هياكل عظمية لـ222 طفلًا قُتلوا ودُفنوا فى تضحية طقسية هائلة، فى الصحراء الساحلية شمال ليما بمنطقة بيرو.
وقال الباحثون الذين قاموا بالتنقيب عن الموقع لأكثر من عام، إن هذا الاكتشاف يمثل أكبر موقع لدفن الأطفال على الأرض.
كانت أعمار الأطفال تتراوح بين 4 و14 عامًا عندما قتلوا وقدموا كقرابين للآلهة، وذلك كنوع السيطرة على ظاهرة "النينيو" وهى دورة مناخ نصف سنوية يمكن أن تؤدى إلى عواصف كارثية وأعاصير فى جنوب أمريكا، كما أن معظم بقايا الهياكل العظمية للأطفال، تشير إلى أن الأطفال قتلوا وصدروهم مفتوحة وذلك لانتزاع قلوبهم كجزء من عمليات الطقوس.
وبالطبع فإن هذه القرابين ليست مقصورة على هذه المنطقة فى العالم القديم، بل وجدت أيضًا فى حضارات أخرى منها:
حضارة الأزتيك
فى أكتوبر عام 2017، اكتشف علماء الآثار حفرة مخصصة للتضحية بالبشر من أجل آلهة الأزتيك، عند سفح تيمبلو مايور، ففى هذه الحفرة عثر على أطفال تمت التضحية بهم منذ نحو 1400 سنة.
فى كنعان
فى كنعان وجد إله يشار إليه باسم Molech ويقال إنه "إله تضحية الأطفال"، كان يعتقد أن هذا الإله يكون سعيدًا بعروض حرق الأحياء لاسيما الأطفال.
أولميك
كانت هذه الحضارة ممتدة فى المستوطنات الكبيرة فى أمريكا الوسطى عصور ما قبل التاريخ فى كوستاريكا، والسلفادور، وهندوراس، وجواتيمالا.
وحوالى سنة 300 قبل الميلاد، اختفى شعب أولمبيك بشكل غامض، غطت الغابات المطيرة الرطبة عظام الناس الذين عاشوا هناك فى السابق.
المايا
جاءت حضارة المايا حوالى 1500 سنة بعد أولميك، ونفذت ممارسات التضحية البشرية لآلهتهم كذلك.
حضارة الإنكا
امتدت إمبراطورية الإنكا فى الإكوادور وتشيلى والأرجنتين وبيرو وكان التضحية بالبشر جزء أساسى من ثقافتها حيث كان يتم تقديم الأطفال الأكثر جمالاً فى الإمبراطورية للآلهة وذلك لاعتقادهم أن الأطفال أكثر نقاءً من غيرهم، وكانت هذه التضحية عامل أساسى فى سياسة الإمبراطورية الموحدة ونظامها الاجتماعى والاقتصادى وغالبيتها كان يتم فى أجواء احتفالية من بينها احتفال capacocha»»وهذه الكلمة فى لغة الكيتشوا مكونة من جزئين quapac»» والتى تعنى الملك أو القوة وكلمة “huacha” والتى تعنى الخطيئة أو الاضطراب الكوني.
فى بابل
كانت بابل واحدة من أقوى الحضارات فى العالم القديم، وهناك عُقدت مهرجانات لحرائق سنوية، كانوا فيها يضحون بالأطفال إلى الإله "آنو" مصدر كل السلطات فى بابل.