برديات وادى الجرف من أهم اكتشافات القرن الـ 21، هكذا قال عالم الآثار الكبير الدكتور زاهى حواس خلال محاضرته فى جامعة بروجيا الإيطالية، بحضور أكثر من 1000 شخص، ولهذا نستعرض كل ما تريد معرفته عن برديات وادى الجرف.
ترجع القصة عندما انفرد "اليوم السابع" بنشر صور لبرديات الملك خوفو والمكتشفة بوادى الجرف، والتى تم عرضها لأول مرة بالمتحف المصرى، يوم الخميس 14 يوليو 2016.
برديات وادى الجرف
يقع ميناء وادى الجرف على بعد 24 كم جنوب الزعفرانة حالياً، 119 كم من مدينة السويس فى مواجهة ميناء المرخا القديم فى جنوب شبه جزيرة سيناء والذى كان يؤدى لمناجم الفيروز ومنطقة سرابيط الخادم وعلى مقربة من دير الأنبا بولا، من أقدم الأديرة المصرية.
برديات وادى الجرف
زار سير ولكنسون جاردنر بمصاحبة جيمس بيرتون هذا الموقع عام 1823، وبعدها بقرابة قرن من الزمان تعرف على الموقع "فرانسوا بيساى" و"رينيه شابو-موريسو" مرشدان فرنسيان كانا يعملان فى هيئة قناة السويس وقاما بإجراء حفائر بدائية فيه ومؤخراً نشرت السيدة "چينت لاكاز" ملاحظاتهم حول الموقع، ومنذ عام2011 تقوم بأعمال الحفائر فى الموقع بعثة مصرية فرنسية مشتركة برئاسة بيير تالييه وسيد محفوظ.
برديات وادى الجرف
وكشفت البعثة عن آثار لميناء يعتبر حتى الآن هو أقدم ميناء ليس فقط فى تاريخ مصر وإنما فى تاريخ الملاحة البحرية العالمية، وهو بالإضافة إلى موقع ميناء مرسى جواسيس جنوب سفاجة وميناء العين السخنة جنوب السويس يمثلون مجموعة الموانى الفرعونية وهى الأقدم فى تاريخ الإنسانية حتى الآن.
برديات وادى الجرف
وقد تم بناء ميناء وادى الجرف على شاكلة الميناءين الأخريين ولكن على مساحة أكبر، ومن خلال الأختام الطينية والبرديات والنقوش الصخرية التى تم اكتشافها فى هذه المنطقة فمن الممكن تأريخ هذا الموقع بعصر الدولة القديمة.
برديات وادى الجرف
وقد عثر فى عام 2013 على مجموعة رائعة من البرديات عند مدخل المغارات أرقام 1، 2 وقد كانت هذه البرديات مدفونة بين الكتل الحجرية التى تم استخدامها لإغلاق المغارة بعد الانتهاء من العمل.
يبدو أن هذه المغارات كان يتم استخدامها كورش عمل ومخازن وأماكن سكنية، وتؤكد هذه البرديات أن هذا الموقع كان مستخدما خلال عهد الملك خوفو وأن فريق العمل الذى كان يعمل فى هذا الموقع هو نفسه الذى عمل فى بناء الهرم الأكبر، مما يشير إلى القدرة العالية للجهاز الإدارى فى عهد هذا الملك.
خريطة تفصيلية لموقع وادى الجرف
وقال عالم الآثار الكبير زاهى حواس، إن بردية وادى الجرف التى اكتشفت فى السويس تعد أهم اكتشاف فى القرن الـ21، والتى توضح بالتفاصيل الكاملة طريقة بناء الهرم الأكبر خوفو، وأسماء عمال البناء للهرم، وأن المصريين هم من بنوا الأهرامات ولا توجد مدينة مفقودة تحت أبو الهول.
جانب من بقايا برديات أثناء الحفائر
وأضاف "حواس"، أنه فى 2016م، عرضت لأول مرة أجزاء من برديات الملك خوفو من ميناء "وادى الجرف"، أحد أهم وأقدم الموانئ المصرية القديمة، والتى توضح طبيعة العمل بموقع ميناء وادى الجرف واستخداماته فى عصر الملك خوفو وحالة العاملين به، كما تشير إلى أن العمال الذين عملوا بالمنطقة شاركوا في بناء الهرم الأكبر، ما يؤكد القدرة العالية للجهاز الإدارى فى عهد الملك خوفو.
لحظة عمل البعثة
وقال الدكتور حسين عبد البصير المشرف العام على إدارة النشر العلمى بوزارة الآثار، إن من أهم هذه البرديات، بردية تخص أحد كبار الموظفين ويدعى "مرر" تحكى يوميات فريق العمل الذى كان يقوم بنقل كتل الحجر الجيرى من محاجر طرة على الضفة الشرقية للنيل إلى هرم خوفو عبر نهر النيل وقنواته.
مغارة وادى الجرف من الخارج
وأضافت صباح عبد الرازق وكيل المتحف المصرى للشئون الأثرية، أن أغلب البرديات المكتشفة توضح توزيع الحصص اليومية للأطعمة التى كانت تستجلب من مناطق عديدة فى دلتا نهر النيل، لافتة إلى أنه يأتى من بين أهم هذه البرديات واحدة يظهر فيها بوضوح وبخط هيروغليفى مختصر تعداد الماشية رقم 13 فى عهد الملك خوفو والذى كان يتم مرة كل عامين، بما يعنى أن حكم هذا الملك امتد لنحو 26 عام وهو أمر لم يكن معروفاً من قبل.
مغارة وادى الجرف من الداخل