"ليبرا" عملة فيس بوك الرقمية.. بين طموحات زوكربيرج للسيطرة على الاقتصاد العالمى وتخوفات الدول.. ألمانيا وفرنسا تحظران تداولها.. مخاوف يابانية وشكوك أمريكية.. وتحذيرات من استخدامها فى دعم الإرهاب

الإثنين، 30 سبتمبر 2019 02:21 م
"ليبرا" عملة فيس بوك الرقمية.. بين طموحات زوكربيرج للسيطرة على الاقتصاد العالمى وتخوفات الدول.. ألمانيا وفرنسا تحظران تداولها.. مخاوف يابانية وشكوك أمريكية.. وتحذيرات من استخدامها فى دعم الإرهاب عملة فيس بوك الرقمية الجديدة
كتب مؤنس حواس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 عملة فيس بوك الرقمية الجديدة "ليبرا" لا تزال تثير الجدل بشكل كبير، فمن ناحية يرى فيس بوك أنها وسيلة جيدة وفعالة لمساعدة المستخدمين لتكون بديلا للنقد وبطاقات الائتمان، في حين تظهر على الجانب الآخر الكثير من التخوفات التى تتعلق برغبة مارك زوكربيرج فى السيطرة على اقتصاد العالم عبر عملته الرقمية، فضلا عن إمكانية استخدام هذه العملة كغطاء للإرهاب وغسيل الأموال وغيرها من الأمور المختلفة، خاصة في ظل صعوبة السيطرة عليها، الأمر الذى دفع العديد من الدول لفرض مزيد من الرقابة والتدقيقات عليها.

 

ليبرا

 

ما هى العملة المشفرة ليبرا؟

هى عملة رقمية لامركزية مشفرة، أعلن عنها موقع فيسبوك مؤخرا، وسيتم إطلاقها خلال العام المقبل 2020، وستعتمد على تقنية "بلوك تشين" جديدة، ولن تعمل على فيسبوك فقط، بل على الشركات الـ 28 القائمة عليها منها، فيزا، باى بال، أوبر، ليفت وسبوتيفاى، ستقبل التعامل بالعملة المشفرة، التى ستديرها جمعية تتخذ من جنيف السويسرية مقراً لها.

 

ما هو "البلوك تشين"؟

"البلوك تشين" هى تقنية تعتمد عليها العملات الرقمية، ولها تطبيقات أخرى فى مجال الأعمال بمثابة سجل للتعاملات أو ما يسمى بـ"دفتر الأستاذ".

عملة ليبرا

 

هل "ليبرا" تتشابه مع "بيتكوين"؟ وما الفرق بينهما؟

تعد عملتان عكس بعضهما البعض، والفرق بين ليبرا وبتكوين، هو أن عملة فيس بوك الجديدة متاحة للتداول والتحويل عبر وواتس اب وماسنجر، كما أنها مدعومة ببعض العملات كالدولار واليورو، وقيمتها مستقرة ومرتبطة بسلّة عملات، ومدعومة من قبل 28 جهة عالمية، أسرع فى إجراء المعاملات، أما البيتكوين فيتم تداولها على منصات محددة وغير مدعومة وغير محكومة من أى جهة مركزية، كما أن قيمتها متذبذبة وغير مدعومة ومطوّرها غير معروف وتعدينها يحتاج إلى تكلفة عالية وأبطأ لإجراء المعاملات.

 

 

هل هناك محفظة لهذه العملة؟ وماذا يطلق عليها؟ 

أوضحت فيسبوك، أن عملة ليبرا لديها محفظة اسمها "calibra"، وهى محفظة رقمية يمكن الوصول إليها كتطبيق مستقل ودمجها فى ماسنجر وواتس آب، ومصممة لتمكين أى شخص من تخزين الأموال بشكل آمن مجانًا على هواتفه والسماح للناس بإرسال واستقبال الأموال بشكل آمن فى جميع أنحاء العالم، دون أى رسوم للمستهلكين، لكن هناك تفكير فى فرض رسوم رمزية ومخفضة جدا للتجار، كما أنه من المنتظر تقديم خدمات مالية أخرى مثل القروض التى يمكن أن يستفيد منها الناس.

clibra
clibra

 

هل عملة "ليبرا" آمنة؟

أوضح زوكربيرج أن الدفع عبر "ليبرا" سيعتمد على تقنية "بلوك تشين" مما يجعلها متاحة لأي شخص لديه اتصال بالإنترنت ولديه رسوم وتكاليف منخفضة، وهو مضمون من خلال التشفير الذى يساعد على الحفاظ على نقودك بأمان، كما سيتم تخصيص فريق من الخبراء فى إدارة المخاطر يركز على منع الناس من استخدام "كاليبرا" لأغراض الاحتيال، وأنه إذا فقد أى عميل عملاته بطرق احتيالية سيقوم "فيسبوك" بتعويضه عنها.

مارك زوكربير

 

ماهو هدف فيس بوك من "ليبرا"

برر فيس بوك إطلاق عملته الرقمية، بأنه يهدف إلى تسهيل التعاملات المالية، وارسال واستقبال الأموال بكل سهولة عبر الموقع، وذلك بدعم عدد كبير من المؤسسات المعروفة، ومن المفترض أن تكون بديلًا للنقد وبطاقات الائتمان والتحويلات المصرفي.

 

من هي الشركات التى تدعم "ليبرا"

ستكون عملة Libra مدعومة منذ إطلاقها بـ 28 شركة مختلفة بينها فيس بوك، والتى تشمل كل من ماستر كارد، فيزا كارد، باى بال، آى باى، أوبر، ليفت، سبوتيفاى، فودافون، سترايب، Booking، Coinbase، Xapo Holdings Limited، بالإضافة إلى ميرسى كوربس، Kiva، التحالف المصرفى العالمى للمرأة وغيرها.

منظمات تدعم ليبرا

 

فكرة عمل Libra

تعمل عملة Libra على تحويل الدولار إلى عملة رقمية لإرسالها بكل سهولة حول العالم، لكنها لن تعمل بنفس آلية العملات الرقمية المشفرة الحالية بالرغم من أنها مبنية على بلوك تشين، لكن من الممكن أن تعمل مع بعض العملات فى المستقبل بحسب تعبير الشركة، فيما يسعى فيس بوك لاستغلال انتشاره العالمى ووصوله لأغلب المناطق من أجل توفير وسيلة لنقل الأموال بطريقة مختلفة عن الطرق التقليدية المعروفة.

عملة رقمية

 

 

إصرار فيس بوك على الإطلاق

واجهت عملة فيس بوك خلال الفترة الأخيرة عدد من العقبات والتدقيقات الحكومية معها، إلا أن "ديفيد ماركوس" المدير التنفيذى المشرف على إطلاق عملة فيسبوك الرقمية "ليبرا" كشف لصحيفة NZZ السويسرية: أن فيس بوك لا يزال يهدف إلى إطلاق "ليبرا" فى العام المقبل، وهو ما يؤكد أن الشركة ستقوم باستكمال طريقها رغم معارضة السلطات فى جميع أنحاء العالم للعملة الرقمية.

وقال ماركوس: إنه من غير المحتمل أن تصبح عملة "ليبرا" وسيلة للدفع لمعاملات العالم الحقيقى المنتظمة فى دول مثل: سويسرا، وألمانيا، أو فرنسا، ولكن يفضل استخدامها للمدفوعات العابرة للحدود، أو لتسوية مبالغ صغيرة للغاية، أما فيما يتعلق بالسبب وراء هذه المخاوف، فإن غالبيتها ترجع إلى وجود مخاوف حول أنها قد تؤدى إلى زعزعة استقرار النظام المالى العالمي، وإلى التدخل فى السياسة النقدية السيادية للدول والإضرار بالخصوصية، بالإضافة إلى إمكانية استخدامها فى غسل الأموال.

عملة ليبرا

 

تأجيل إطلاق ليبرا

وقد كشف مؤخرا مدير مؤسسة Libra Association المسئولة عن الإشراف على العملة المشفرة التابعة لفيس بوك Libra، أن إطلاق العملة يمكن أن يؤجل لبعض الوقت، وذلك لمعالجة المخاوف التنظيمية التى أُثيرت فى جميع أنحاء العالم، وبحسب ما نشرته وكالة رويترز، فكان فيس بوك قد أعلن عن عملته المشفرة قبل ثلاثة أشهر، وقال إنه يعتزم إطلاقها فى شهر يونيو 2020، وذلك بالشراكة مع أعضاء آخرين فى Libra Association التى أنشأها فيس بوك لإدارة المشروع، لكن على مايبدو أن محاولة جعل العملات المشفرة سائدة قد قوبلت منذ ذلك الحين بالشكوك التنظيمية والسياسية على مستوى العالم، إذ تعهدت فرنسا وألمانيا بمنع (ليبرا) من العمل فى أوروبا.

وقال "برتراند بيريز" مدير Libra Association التى تتخذ من مدينة جنيف مقر لها: إن المناقشات مستمرة مع المنظمين فى أوروبا وأماكن أخرى لتهدئة المخاوف، وعن تاريخ الإطلاق المقرر فى يونيو 2020، قال بيريز "عندما حددنا التاريخ فى يونيو، كان ذلك هو هدفنا"، مشيرا إلى أن تأخير 3 أو 6 أشهر لن يكون مشكلة.

عملة فيس بوك الرقمية

 

ماهي العملات التى تدعم ليبرا

أرسل فيس بوك رسالة إلى السياسي الألماني " فابيو دي ماسي" يشرح فيها أن الدولار الأمريكي سيمثل 50% من دعم العملة المشفرة " ليبرا"، فيما سيأتى باقي الدعم لعملة ليبرا، من اليورو بنسبة 18%، والين الياباني بنسبة 14%، والجنيه الإسترليني 11%، والدولار السنغافوري بنسبة 7%، وهذا ليس أمرا غريبا، بالنظر إلى انتشار فيس بوك والقوة المعتادة للدولار الأمريكي، كما أن غياب اليوان الصيني قد يؤدي إلى استرضاء الساسة الأمريكيين الذين يفحصون العملة عند طريق خفض مخاوفهم من النفوذ الصيني.

 

** موقف دول العالم من ليبرا

الحكومة الأمريكية غير واثقة

فيما رفض "جاى كلايتون" رئيس هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية مراراً وتكراراً إخبار لجنة بالكونجرس ما إذا كانت "ليبرا" التابعة لفيس بوك سيتم تنظيمها كضمان أمنى تحت إدارته أم لا، حيث قال إنه على الرغم من أنه لم يناقش بعد خطة العملة الرقمية التابعة لفيس بوك مع عملاق الإعلام الاجتماعي، إلا أنه يتبع سياسة "الباب المفتوح"، وعندما سئل عما إذا كان يعتقد أن "ليبرا" ستكون عملة آمنة، قال: "لست مستعدًا لاتخاذ قرار كهذا هنا".

 

والمشرعون الأمريكيون لا يزالون قلقين

حيث قالت "ماكسين ووترز" رئيسة لجنة الخدمات المالية فى مجلس النواب الأمريكى إنها لا تزال تشعر بالقلق إزاء عملة فيس بوك الرقمية المسماة ليبرا (Facebook Libra) بعد اجتماعها مع المسئولين الحكوميين فى سويسرا، مقر اتحاد ليبرا، والذى قيل ان فيس بوك هو الذى سيكون مسئولا عن تنظيمها، وقالت عضوة الكونجرس فى بيان "بينما أقدر الوقت الذى استغرقه مسئولو الحكومة السويسرية لمقابلتنا، إلا أننى ما زلت قلقًا من السماح لشركة تكنولوجية كبيرة بإنشاء عملة عالمية بديلة خاضعة لسيطرة القطاع الخاص".

الإتحاد الأوربي

 

البنك المركزى الأوربي يرى أنها مدمرة

بينما قال "بينوا كوور" عضو مجلس إدارة البنك المركزى الأوروبى أن العملات الرقمية مثل "ليبرا" من فيس بوك ستعطل النظام المالي، إما عن طريق إجبار البنوك المركزية على الابتكار أو عن طريق الحصول على دور عالمى يمكن أن يتحدى هيمنة الدولار،  وقال كوور فى مؤتمر عقد فى لوكسمبورج "مبادرات عالمية مستقرة مثل ليبرا ستثبت اضطرابها بطريقة أو بأخرى، فهذه هى النتيجة الطبيعية للتقدم التكنولوجى السريع والعولمة وتحويل تفضيلات المستهلك"، وبينما أعرب المنظمون عن قلقهم الشديد بشأن ليبرا، لاحظ "كوور" جاذبية مثل هذه العملات، والتى قد تسمح لهم بالمنافسة بشكل أكثر فعالية مع الدولار، وهو شيء لم يكن اليورو قادرًا على فعله، حيث يتم توجيه هذه العملات إلى عملاء التجزئة وهى تستند إلى البنية التحتية الحالية، مما سيسمح لها بالانتشار بسرعة.

 

ألمانيا وفرنسا تحظرانها

إذ كشفت وزارة المالية الفرنسية، أن فرنسا وألمانيا اتفقتا على حظر العملة الرقمية المشفرة التابعة لشركة فيس بوك Libra في خطوة قد تكون بمثابة ضربة قوية للشركة الأمريكية، وفي بيان مشترك، أكدت الحكومتين أنه "لا يمكن لأي كيان خاص المطالبة بالسلطة النقدية، التي هي من صلب سيادة الأمم"، فيما قال وزير المالية الفرنسي "برونو لو ماير" في وقت سابق أنه لا ينبغي السماح للعملة الجديدة المشفرة من فيس بوك العمل في أوروبا مع استمرار المخاوف بشأن السيادة والمخاطر المالية المستمرة، وأضاف الوزير الفرنسي أنه يتعين على الاتحاد الأوروبي إنشاء مجموعة مشتركة من القوانين بشأن العملات الافتراضية غير الخاضعة للتنظيم لمواجهة المخاطر التي تطرحها عملة ليبرا المشفرة.

عملة فيس بوك

 

اليابان متخوفة من تأثيرها

فيما أوضحت مصادر حكومية أن السلطات اليابانية تناقش التأثير الذى يمكن أن تحدثه عملة Libra الرقمية التابعة لفيس بوك على السياسة النقدية والتنظيم المالى، وذلك قبل اجتماع قادة المالية فى مؤتمر مجموعة السبع للصناعة، حيث سيكون الموضوع على رأس جدول الأعمال، وقد بدأت المناقشة بتشكيل مجموعة تتألف من البنك المركزى لليابان ووزارة المالية ووكالة الخدمات المالية، وتسعى من خلاله اليابان إلى تنسيق السياسات لمعالجة التأثير الذى قد تحدثه عملة Libra على التنظيم والسياسة النقدية والضرائب وتسديد المدفوعات.

 

**الآثار السلبية لعملة "ليبرا"

مخاوف الضرائب

حيث حذر كبار محامى الضرائب فى أوروبا من أن العملة الرقمية الجديدة لفيس بوك "Libra" ستتسبب فى مشاكل ضريبية فورية للمستخدمين فى أوروبا، ووفقا لتقرير موقع "financial times"، أوضح المحامون أن المشكلة الضريبية التى تنبع من فكرة عملة فيس بوك، هى أنه مع تغير أسعار الصرف العالمية، ستتغير القيمة المحلية لعملة "ليبرا" الخاصة بالمستخدم وفقًا لذلك، مما يؤدى إلى تحقيق مكاسب وخسائر فى رأس المال، والتى ستتحقق فى كل مرة يستخدم فيها شخص ما Libra لإجراء عملية شراء.

الرئيسي

 

استخدامها لدعم الإرهاب

إذ حذر وزير المالية الفرنسى "برونو لو ماير" من استخدام هذه العملة الجديدة، وقال ماير لموقع "بيزنس انسايدر": "ليس لدينا مشكلة فى تطوير فيس بوك لنظام دفع خاص به، ولكن نحتاج إلى ضمانات بعدم استخدام هذا النظام فى أغراض إرهابية"، وهو ما دفعه إلى تقديم طلب إلى محافظى البنوك المركزية فى أوروبا لإصدار تقرير يحدد المخاطر التى تشكلها العملة الجديدة.

 

الشريك المؤسس لفيس بوك يحذر من خطورتها

كما حذر المؤسس المشارك لشركة فيس بوك "كريس هيوز" من أن خطط الشبكة الاجتماعية لإطلاق العملة الرقمية Libra قد تسمح للشركات المشاركة فى المخطط بممارسة السلطة على الدول القومية، واصفا الأمر بأنه "مرعب"، وبحسب مقال رأى نشرته صحيفة فايننشال تايمز أمس الجمعة لـ “هيوز" الذى كان أحد زملاء مارك زوكربيرج، فإن العملة الجديدة ستحول الكثير من السلطة على السياسة النقدية من البنوك المركزية إلى الشركات الخاصة، مضيفا:" إن لم تتصرف الهيئات التنظيمية العالمية الآن، فسيكون الأوان قد فات"، كما يعتقد هيوز أيضًا أن الشركات التى ستشرف على العملة الجديدة ستضع مصالحها الخاصة – التى تشمل الأرباح والنفوذ – فوق المصالح العامة.

كريس هيوز






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة