الوجه الآخر لأئمة المسلمين.. مالك وأبو حنيقة والعز بن عبد السلام الأبرز

الإثنين، 30 سبتمبر 2019 07:00 م
الوجه الآخر لأئمة المسلمين.. مالك وأبو حنيقة والعز بن عبد السلام الأبرز أبو حنيفة النعمان - صورة تعبيرية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

المسلم حين يقرأ الماضى يتبين مسائل مهمة فى حاضره ومستقبله، وقد يرى أمورا مختلفة وأوجه أخرى للعديد من الشخصيات الإسلامية البارزة فى التاريخ الإسلامى.

 

والعديد من الأئمة كانت لهم فتاويهم العظيمة التى تواصل إلى الآن تمهد لفهم الدين الصحيح، لكن بعضهم كانت له مواقف أخرى مثيرة للجدل كلما ذكرت، وتظل حتى الآن محل تساؤل، ومن هذه المواقف:

 

الإمام مالك

من بين الرجال الذين ارتبطوا بسيرة الإمام مالك، كان محمد النفس الزكية، وهو محمد بن عبدالله بن حسن بن حسن بن على بن أبى طالب، وأمه هند بنت أبى عبيدة بن عبدالله بن زمعة بن الأسود بن المطلب، المكنى بأبى عبدالله، والملقب بالأرقط والنفس الزكية وسماه أهل بيته بالمهدى، ودعى له بالخلافة وأقبل إلى المدينة فأخذها، ثم إلى مكة فأخذت له، ولد ونشأ بالمدينة عام 93هـ، وقتل على أبوابهافى خلافة أبى جعفر المنصور على يد عيسى بن موسى العباسى عام 145هـ.

 

وتذكر الكاتب الكبير جرجى زيدان فى كتابه "تراجم مشاهير الشرق فى القرن التاسع عشر (الجزء الأول)" أن محمد النفس الزكية دعا للخروج على الخليفة المنصور، ونصره أخوه "إبراهيم" وقام بدعوته ففتح البصرة والأهواز وفارس ومكة والمدينة، وبعث عماله إلى اليمن، وكان ذلك فى زمن الإمام مالك فأفتى له وشد أزره، كما تذكر العديد من المراجع أن الإمام مالك استفتى فى جواز الخروج مع محمد وبيعة المنصور فى أعناق الناس، وكان يعتقد أن فى هذا الزمان فيه انه هو المهدى، كما أدعى هو على نفسه، حيث تذكر بعض المراجع أن محمد النفس الزكية خرج فى المدينة ذات مرة، أثناء تخفيه من المنصور مع زياد بن عبيد الله ألحارثى والى المنصور على المدينة فتصايح الناس: المهدي! المهدي! فلم يكن من ردة فعل المنصور العباسى إلا أن سمّى ابنه إجهاضاً لمثل هذه الفكرة: المهدى!.

 

ويقال إن فى إن الثورة عندما اندلعت فى المدينة، اعتزل الإمام مالك فى منزله جاء الناس لاستفتاه فى الخروج لتأييد محمد "النفس الزكية" فى البيعة التى فى أعناقهم لأبى جعفر المنصور، فلم يتردد الإمام مالك أن يجهر بكلمته، فقال لهم: "إنما بايعتُم مُكرَهين، وليس على مُكرَهٍ يمين"، ويذكر البعض أن الإمام تعرض للجلد والضرب ضربا مبرحا لموقفه من ثورة محمد "النفس الزكية" بعد فشلها بوفاة الأخير.

 

الإمام أبو حنيفة النعمان

الفقيه الكبير وأول الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة، صاحب المذهب الحنفى، كان صاحب مواقف جدلية، ويحب الجدل الدائم فى مناقشة أى موضوع.

ويصفه كتاب "الإمام أبو حنيفة النعمان" بأنه طبيعته وتركيبته تحب الجدل والنقاش الفصل، وكان صاحب حوا ومنطق، تستهوية هذه المسألة والجدل كان لا يزعجه، وإنه ظل هكذا حتى اتجه إلى العلم حيث لم يجد ما يملأ نزعة الجدل لديه إلا الكلام فى بـ المنطق والفلسفة، التى كان يجادل فيها المعتزلة، فأخذ يذاكر العلماء فى شؤون العقائد، ويقوم بالرحلات ليجادل المعتزلة، ويجادل الخوارج ويتعرف فكرهم.

 

ويرى الكتاب أنه مع أن أبا حنيفة ابتدأ حياته متكلما، وقضى زمنا يجادل ويناظر، كان بعد ذلك ينهى أصحابه والمقربين إليه عن الجدل.

 

العز بن عبد السلام

وقد كان الإمام العز بن عبد السلام (ت 660هـ) ينكر على الشيخ ابن عربى فى أول أمره، فلما عرف مقامه شهد له ورجع عن إنكاره، وقرر أن الإمام محيى الدين قطب زمانه، بحسب ما يعتقده البعض، وقال العز بن عبد السلام عن الإمام ابن عربى، "هو شيخ سوء كذاب، يقول بقدم العالم ولا يحرم فرجاً"، كما كان ممن أفتى بأن كتابه الفصوص فيه الكفر الأكبر قاضى القضاة.

 

ويذكر كتاب "ابن عربى الصوفى فى ميزان البحث والتحقيق" أن مسألة طعن الإمام العز بن عبد السلام فى ابن عربى، هو أمر ثابت وقد استمر عليه إلى أن مات العز وسمع منه ابد دقيق العيد بعد موت ابن عربى بسنتين، مشيرا إلى الأقاويل حول ثناء بن عبد السلام على ابن عربى تستند على أسانيد مظلم مكذوبة، كما صرح بذلك العلامة الفاسى.

وأكد الكتاب سالف الذكر، أن العز بن عبد السلام دائما ما كان يصف ابن عربى الزنديق.







مشاركة



الموضوعات المتعلقة

أبو حنيفة ... إمام الأئمة وأهل الرأى

الثلاثاء، 24 يوليو 2012 05:59 م



الرجوع الى أعلى الصفحة