يوارى جثمان الرئيس الفرنسى الأسبق جاك شيراك الثرى اليوم الاثنين، فى مقبرة مونبارناس"، حيث سيدفن إلى جانب ابنته الكبرى لورانس، وسيحضر الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون و30 رئيسا وزعيما دوليا، من بينهم الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، مراسم تأبين وجنازة الرئيس الراحل.
وذكر قصر الإليزيه أن بين الرؤساء الذين أعلنوا حضورهم الإيطالى سيرجيو ماتاريلا والكونجولى دينيس ساسو نجيسو ورئيسى الوزراء اللبنانى سعد الحريرى والمجرى فيكتور أوربان، وستجرى هذه المراسم، فى كنيسة سان سولبيس.
جثمان جاك شيراك
وحظى الرئيس الراحل الذى توفى عن عمر ناهز 86 عاما، بتكريم شعبى لافت شارك فيه الآلاف، وعكس المكانة التى يحظى بها شيراك فى قلوب الفرنسيين، فعلى الرغم من الأمطار وسوء الطقس، توافد أمس الأحد، آلاف الفرنسيين إلى مبنى "أنفاليد" بباريس لإلقاء نظرة أخيرة على الرئيس جاك شيراك (1995-2007) والمشاركة فى تكريم شعبى مهيب.
وبدأ هذا التكريم لشيراك، الذى كان لأربعين عاما من أهم الشخصيات التى طبعت الحياة السياسية فى فرنسا بما له وما عليه، بموكب دينى أمام جثمانه.
وقال صهر الراحل شيراك فريديريك سالا بارو، فى تصريح، إن "كل الذين أحبوه يمكنهم القدوم".
ومنذ إعلان وفاة الرئيس الفرنسى الأسبق الخميس الماضى، حضر مئات الفرنسيين وبعضهم من الشباب، لتوقيع سجلات التعازى التى وضعت فى قصر الإليزيه حتى الأحد، معبرين عن إعجابهم بالرجل الذى أطلق منذ 2002 عبارة "بيتنا يحترق" فى مواجهة التغيرات المناخية، وقال "لا" لحرب العراق الثانية، واعترف بمسؤولية فرنسا فى تهجير اليهود خلال الحرب العالمية الثانية.
وعند حدود الساعة 09:30 (07:30 ت ج) تنطلق أولا مراسم للعائلة فى مقبرة مونبارناس حيث سيوارى شيراك الثرى، وفى نفس المقبرة ترقد ابنته لورانس التى توفيت سنة 2016، وذلك بناء على رغبة زوجته برناديت.
صورة شيراك
وستنظم مراسم تكريم عسكرية فى باحة مبنى "ليزانفاليد " بحضور الرئيس إيمانويل ماكرون، وسينقل نعش الرئيس الراحل بعد ذلك من المبنى فى موكب جنائزى بمواكبة كبيرة، إلى كنيسة "سان سولبيس" حيث سيترأس ماكرون المراسم بحضور الرؤساء السابقين فرانسوا هولاند ونيكولا ساركوزى وفاليرى جيسكار ديستان.
وستبدأ مراسم التأبين، عند الساعة 12:00 (10:00 ت.ج)، ويتم الوقوف دقيقة صمت فى الإدارات والمدارس.
فرنسى يحمل صورة جاك شيراك
وكان الرئيس السابق جاك شيراك أحد أبرز وجوه الحياة السياسية الفرنسية الحديثة، بدأ مشواره السياسى فى ستينات القرن العشرين ليمتد على مدى نحو 40 عاما، فينتهى فى 2007 بعد 12 عاما فى قصر الإليزيه.
وظل شيراك حتى لفظ أنفاسه الأخيرة وفيا لمبادئ الجمهورية الخامسة التى أسسها زعيمه الروحى شارل ديجول، حيث تمتع شيراك بصورة إيجابية فى العالم العربى نظرا لمواقفه حيال قضايا الشرق الأوسط، أبرزها رفضه مشاركة بلاده فى التحالف الدولى بقيادة واشنطن خلال غزو العراق فى 2003.
عائلة جاك شيراك
وانتخب شيراك رئيسًا لفرنسا عام 1995 بعد أن شغل منصب رئيس بلدية باريس لمدة 18 عام، وأعيد انتخابه عام 2002.
وعرف عنه معارضته للغزو الأمريكى للعراق أيام الرئيس الأسبق جورج بوش الابن فى 2003، كما كان أول رئيس فرنسى يقرّ بمسؤولية بلاده المشتركة عن جرائم الهولوكست بحق اليهود إبان الحرب العالمية الثانية.
وهو الذى قاد الجهود الدولية لإنشاء المحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة قتلة رئيس وزراء لبنان الراحل رفيق الحريري.
وظل شيراك لفترة طويلة حاملًا للواء اليمين المحافظ فى فرنسا، ولقب بالـ "البلدوزر" فى أوائل حياته المهنية بسبب طموحه وعزمه.
من جانب أخر منعت عائلة الرئيس الفرنسي الراحل، جاك شيراك، زعيمة حزب "التجمع الوطني" الذي يمثل أقصى اليمين في الساحة السياسية الفرنسية، مارين لوبان، من حضور مراسم توديعه اليوم الاثنين.، حسبما نقلت "روسيا اليوم".
ونقلت قناة "بى إف إم" أن لوبان التي كانت تنوي التوجه إلى كنيسة سان سولبيس في باريس، عدلت عن نيتها بعدما علمت أن أسرة شيراك اعتبرت حضورها غير مرغوب فيه.
وعلقت لوبان على النبأ قائلة عبر "تويتر": "يؤسفنا أن عائلة شيراك لم تحترم العادات الجمهورية التي تتيح لجميع ممثلي الشعب الفرنسي المنتخبين بالذهاب إلى حفل وداع الرئيس السابق".
من جانبه، أشار وزير الحسابات العامة الفرنسي جيرالد دارمانين، في حديث لإذاعة Europe1، إلى أن "شيراك كان عدوا لدودا لعائلة لوبان"، مضيفا: "وعلينا الاستمرار فى الاعتماد على هذا الإرث الرائع".
وفي الوقت نفسه، أكد دارمانين أن مارين لوبان يحق لها حضور المراسم كونها نائبة في الجمعية الوطنية أي الغرفة السفلى بالبرلمان، ووجد صعوبة في اتخاذ موقف لا لبس فيه تجاه المسألة.
يذكر أن جان مارى لوبان، والد مارين لوبان ومؤسس حزب "الجبهة الوطنية" (التجمع الوطني لاحقا)، كان منافسا للرئيس الفرنسي الراحل شيراك في الدورة الثانية من انتخابات الرئاسة 2002. ورفض شيراك في ذلك الوقت المشاركة في مناظرات تلفزيونية مع لوبان، قائلا إنه "لا يمكن الانخراط في نقاش مع ممثل للقوى التى تراهن على الكراهية والتعصب".
وتوفى شيراك، الذى كان رئيسا للجمهورية الفرنسية فى فترة 1995-2007، الخميس الماضي عن 86 عاما. وأعلنت السلطات الفرنسية اليوم الاثنين يوم حداد وطنى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة