قال الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، أن مرض شلل الأطفال، عدو خطير يفتك "إن تمكن" بأطفال الإنسانية، ويقعدهم عن الحركة، ويعيق نموهم، ويجمد نشاطهم، ويحول طفولتهم إلى عجز، وأجمل أيام أعمارهم إلى مأساة، فهنيئا لكل من شارك فى استئصال هذا المرض الخبيث.
وأضاف مفتى الجمهورية، خلال كلمته فى فعاليات الاجتماع السنوى السادس للفريق الاستشارى الإسلامى المعنى باستئصال شلل الأطفال، بمشيخة الأزهر، اليوم الأربعاء، قد يتعجب البعض ويتساءل لماذا تحتشد المؤسسات الدينية العريقة للتعاون فى سبيل استئصال مرض شلل الأطفال؟ أليس من المناسب أن تحتشد المؤسسات الصحية وحدها لأجل هذا الغرض؟ أليس من الأولى أن تحتشد المؤسسات الدينية فقط للقضايا الدينية التى تشغل بال الأمة؟؛أقول أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ وهو قدوتنا جميعا كان يهتم بكل ما يهم أمر أمته اهتمام الوالد بأبنائه، بل قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه الطبرانى فى الأوسط من حديث حذيفة رضى الله عنه: (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم).
وتابع علام حديثه: "فالمؤسسات الدينية التى احتشدت لهذا الغرض النبيل قد قامت بواجب الوقت وحققت مقاصد الشريعة الغراء السمحة بالاجتماع والتعاون لحفظ النفوس وما يصلحها كلًّا أو جزءًا، وطبقت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى اهتم بشأن الضعفاء والمرضى من قبل بعثته صلى الله عليه وسلم، حيث كان يحمل الكَلّ، ويكسب المعدوم، ويعين على نوائب الدهر، بأبى هو وأمى صلى الله عليه وسلم".
واستطرد المفتى قائلا: "وإذا كنا ننظر إلى مرض شلل الأطفال وغيره من الأمراض على أنها ضرر يجب دفعه بكافة الوسائل العلمية، فإننا لا ننسى أن لله تعالى حكمة بالغة فى ابتلاء بعض الناس لرفع درجاتهم ودرجات من يتضرر بهذا الابتلاء معهم، فالإنسان المريض ـ وخاصة فلذات الأكباد ـ لا يتحملون وحدهم تبعة المرض، بل يعانى الآباء والأمهات أيضًا معاناة نفسية ومادية كبيرة تستحق منا أن نقف بجانبهم من أجل تقديم الدعم والمساعدة حتى يتحرر أطفالنا من هذا القيد الخبيث أعنى شلل الأطفال".
وأضاف علام، أن اجتماع العلماء الأجلاء لهذه الغايات السامية فيه تطبيق لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وتفعيل لمقاصد الشريعة الإسلامية السمحة، وإحياء لمعنى الدين الصحيح فى وعى هذه الأمة وضميرها؛ إذ أن كثيرًا من القاصرين الذين حصروا الدين فى قضايا ضيقة، قد حصروا دور المؤسسات الدينية فى الدوران فى فلك هذه القضايا لا تجاوزها ولا تبارحها، من مثل قضايا الحاكمية والتمكين والجهاد وغير ذلك من القضايا التى استُهْلكت فيها الأمة، وكثر فيها الجدل والقيل والقال، وتناولها أناس ليسوا من أهل العلم، ولا من أهل الاجتهاد فتجرأوا عليها وشوهوا أفكار الشباب بمفاهيم ما أنزل الله بها من سلطان، وشغلوا الأمة بهذه القضايا، وصوروا للناس أن العلماء الذين يهتمون بالقضايا الإنسانية العامة كالصحة والتعليم والبناء والحضارة والتنمية والثقافة والتعايش السلمى بين الشعوب، قد ابتعدوا عن وظيفتهم الدينية.
وشدد المفتى، فى كلمته على أن العمل على مقاومة هذه الأمراض الفتاكة ينقذ الأمة من حالة الضعف والقعود والركود، فلا خير فى أمة يفتك المرض بأبنائها، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفى كل خير، وأحب أن أُثمِّن فى هذا المؤتمر الرئيس عبد الفتاح السيسى عددًا من المبادرات الصحية التى اهتمت بمقاومة العديد من الأمراض المزمنة وعلاجها بالمجان لكافة المصريين.