على الرغم من أن ألمانيا تبقى الدولة الرائدة فى صناعة السيارات فى العالم، تبقى ظاهرة الاحتباس الحرارى، هى التحدى الأكبر فى المرحلة الراهنة، حيث أصبح الإقبال متزايدا بين المواطنين على شراء الدراجات الكهربائية، سواء ذات العجلتين أو الثلاثة عجلات، حيث تجاوزت مبيعاتها مبيعات السيارات فى العام الماضى، فى انعكاس صريح لتنامى شعبيتها، وكذلك المخاوف الكبيرة جراء التداعيات السلبية لاستخدام السيارات المعتمدة على الوقود على البيئة.
أثناء تصنيع الدراجة الجديدة
فبحسب استطلاع للرأى أجرته وكالة "رويترز"، فإن التغير المناخى يعد الشغل الشاغل للألمان فى السنوات الماضية، مما دفع كبرى مصانع السيارات للتركيز على تقديم السيارات الكهربائية، إلا أنها على ما يبدو لم تحظ بشعبية كبيرة بين المواطنين، حيث لم تتجاوز مبيعاتها فى العام الماضى 36 ألف سيارة فى عام 2018، بينما كانت 25 ألف سيارة فى 2017.
إلا أن الدراجات الكهربائية ذات العجلات الثلاثة، والمزودة بسلات صغيرة للحيوانات أو الأطفال، تحظى بمستقبل أكثر إشراقا من السيارات فى المرحلة الحالية، خاصة وأنها تبدو مناسبة للأسر الصغيرة التى ترغب فى التسوق، حيث يمكنها قضاء وقت أفضل من خلالها.
أجزاء من الدراجة قبل التركيب
ففى تقرير لها، نقلت "رويترز" عن احصاءات لمصانع ألمانية أن 40 ألف دراجة كهربائية تم بيعها فى العام الماضى، وهو ما يمثل ضعف المبيعات التى تحققت فى عام 2017، وهو ما يمثل انعكاسا صريحا للقبول الجماهيرى الكبير للمنتج بين المواطنين الألمان فى الفترة الأخيرة.
ولكن يبقى التساؤل حول ما إذا كانت الدراجات يمكنها أن تحل محل السيارات فى الشوارع الألمانية.
يقول رئيس أحد الشركات الألمانية، ويدعى سيجفريد نيوبرجر، فى تصريحات نشرتها "رويترز" الناطقة بالإنجليزية، أن الدراجات الكهربائية حققت إقبالا منقطع النظير فى عدة مدن، أهمها برلين وفرانكفورت، موضحا أن الألمان أدركوا أن دراجات الشحن يمكنها أن تحل محل سيارة ثانية.
وأضاف "الدراجات الكهربائية يمكن استخدامها للذهاب إلى التسوق أو اصطحاب الأطفال بها إلى الحضانة، وبالتالى هى أكثر عملية، خاصة إذا ما نظرنا إلى كونها صديقة للبيئة، وهو ما يجعلها جاذبة إلى حد كبير بالنسبة للمواطن الألمانى.
المزايا الكبيرة التى تقدمها الدراجات الكهربائية كانت السبب الرئيسى وراء توجه باحثة الأمن المائى الألمانية كارين ليبيك، والتى آثرت شراء دراجة شحن كهربائية، موضحة أنها "تسهل كل شىء، حيث يمكنك التسوق ووضع ما تشتريه فى سلتها الخلفية، كما يمكنك كذلك أن تضع أطفالك بها فى أمان".
المصنع الألمانى
وأضافت أنها تساعد على تجاوز حالة القلق المرتبطة بالسيارات، خاصة تلك المتعلقة بإيجاد مكان مناسب لوضع السيارة، كما أنها تحظى بقبول كبير لدى الأطفال الذين يستمتعون بصورة كبيرة فى رحلاتهم على متنها، موضحة أن الدراجة الكهربائية يمكنها أن تحمل 4 أطفال على سلتها الخلفية.
ولعل ثمن الدراجة الكهربائية هو أحد أكبر المزايا التى ربما أدت إلى حالة الإقبال الكبير عليها من قبل المواطنين الألمان، ربما على حساب السيارات التقليدية ذات الأسعار الباهظة.
تقول ليبيك إنها تخطط وزوجها لبيع سيارتهما ذات السبع مقاعد، والاكتفاء بدراجتهم الكهربائية، والتى لم تكلفهم أكثر من 2500 يورو، وهو ما يعد مبلغا زهيدا إذا ما قورن بثمن السيارة.
حوار بين مهندسين داخل أحد المصانع
داخل أحد المصانع
عامل بالمصنع
عدد من العاملين بالمصنع
مصنع لانتاج الدراجات الكهربائية