فى محاولة لتهدئة أزمة استمرت فى بلادها لأشهر، أعلنت زعيمة هونج كونج كاري لام، الأربعاء سحب مشروع قانون لتسليم المجرمين إلى الصين، بعد أن أدى هذا القانون إلى غرق المدينة فى أسوأ أزمة سياسية وتظاهرات منذ عقود، خطوة لم يتضح حتى الآن ما إذا كانت ستساهم في إنهاء الاضطرابات أم لا، لكن الأمر قد يكون منوطا برد فعل المحتجين.
تصريح لام جاء خلال اجتماع داخلي مع المشرعين المؤيدين ومندوبي هونج كونج فى المجلس الوطنى لنواب الشعب الصيني، ومن المتوقع أن تصدر لام إعلانا عاما في وقت لاحق اليوم الأربعاء.
وعاشت المستعمرة البريطانية السابقة منذ 3 أشهر أخطر أزماتها السياسية منذ عودتها إلى الصين عام 1997، حيث شهدت تحركات شبه يومية للتنديد بمشروع القانون، الذى اعتبره المحتجون تراجعا في الحريات وتدخلا متصاعدا لبكين فى شؤون هونج كونج.
لكن ترى بكين أن المظاهرات العنيفة على نحو متزايد تمثل تحديًا مباشرًا لحكمها على هونج كونج وتتهم "قوى معادية أجنبية" ، خاصة الولايات المتحدة وبريطانيا ، بإثارة الاضطرابات.
أما عن قرار زعيمة الإقليم، ظهرت سريعا آثاره على بورصة هونج كونج حيث سجلت البورصة ظهر الأربعاء ارتفاعا كبيرا عقب بث القرار فى وسائل الإعلام، وارتفع المؤشر هانج سينج أكثر من 3%.
لكن بشكل عام فإن اقتصاد هونج كونج قد يتأثر كثيرا بالأزمة التى طالت فى البلاد، وفقا لصحيفة "الجارديان" البريطانية إن اقتصاد هونج كونج على وشك الركود، حيث انخفض نشاط القطاع الخاص إلى أدنى مستوى خلال عقد في أغسطس وسط حرب تجارية متصاعدة وأسوأ أزمة سياسية تندلع منذ عقود.
وأشارت الصحيفة لاستطلاع حول الأعمال ، الذى صدر يوم الأربعاء ، إلى "التدهور الأشد في صحة القطاع الخاص منذ فبراير 2009" ، مضيفًا أن انتشار التشاؤم أدى إلى تراجع ثقة الأعمال إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق.
وكشف الاستطلاع أن مؤشر مديرى المشتريات IHS Markit Hong Kong ، هبط إلى 40.8 في أغسطس من 43.8 في الشهر السابق. وأوضحت الصحيفة ان أى رقم أقل من 50 يشير إلى الانكماش.
وفقًا للمسح ، انخفضت الأعمال الجديدة إلى أدنى معدل لها منذ عقد ، حيث انخفضت الطلبات من الصين بمعدل قياسي. أفاد ما يقرب من نصف المشاركين في الاستطلاع بأن الطلب الصيني انخفض ، مشيرين إلى النزاع التجاري الأمريكي الصيني المستمر ، والانخفاض الحاد في الرنمينبي والاحتجاجات واسعة النطاق.
ميدانيا، استقرت حالة شخصين اليوم الأربعاء بعد نقلهما للمستشفى عقب اشتباكات بين شرطة هونج كونج ومحتجين مطالبين بالديمقراطية الليلة الماضية، فى حين لم تظهر مؤشرات تذكر على انحسار التوتر الذى يحتدم منذ شهور فى المدينة الخاضعة للحكم الصينى بحسب تقرير لوكالة رويترز.
وأظهرت تغطية تلفزيونية قوات الأمن وهى تستخدم أسلحة تطلق أكياسا صغيرة من الحبوب ورذاذ الفلفل لتفريق المحتجين أمام مركز شرطة مونج كوك وفى محطة مترو برنس إدوارد حيث كان يجرى نقل رجل على محفة وعلى وجهه قناع أكسجين.
وسرعان ما انتشرت فى وسائل التواصل الاجتماعى لقطات تظهر الشرطة فى المحطة وهى تلقى القبض على الرجل، واعتبرت جماعات احتجاجية وناشطون هذا دليلا على وحشية أساليب الشرطة التى يقولون إنها واسعة الانتشار ويتعين التحقيق فيها. ولم ترد الشرطة، التى نفت مرارا اللجوء للقوة المفرطة، على طلب للتعقيب حتى الآن. ومن المنتظر أن تعقد شرطة هونج كونج مؤتمرا صحفيا فى الرابعة عصرا (0800 بتوقيت جرينتش).
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة