كافح الناجون من الإعصار دوريان في جزر الباهاما أمس الأربعاء، وسط حطام المنازل التي دمرتها الرياح العاتية، لتزويد المولدات بالوقود ووقفوا في طوابير للحصول على الطعام بعدما دمر الإعصار، وهو أحد أقوى أعاصير منطقة الكاريبي، أجزاء من الجزر.
ونقلت صحيفة ميامي هيرالد، عن وزير الصحة دوان ساندس، قوله إن الإعصار قتل عشرين شخصا على الأقل. لكن من المؤكد أن عدد القتلى سيرتفع، إذ لا يزال حجم الدمار والكارثة الإنسانية يتكشف، حيث أظهرت لقطات مصورة من الجو فوق جزر أباكو بشمال الباهاما دمارا واسع النطاق.
وقال مارك لوكوك، نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، خلال مؤتمر عبر الهاتف مع الصحفيين، إنه يتوقع أن يرتفع عدد القتلى بصورة كبيرة.
وفي الولايات المتحدة تتأهب ولاية ساوث كارولاينا، لأمواج قياسية مصاحبة للإعصار وفيضانات عارمة، إذ من المحتمل أن يصل منسوب مياه الأمطار إلى قدم واحد في أماكن من الولاية عندما يضرب الإعصار الساحل الأمريكي اليوم الخميس أو غدا الجمعة.
ولجأ عشرات الأشخاص في جزر الباهاما لموقع فيسبوك للبحث عن مفقودين لهم فيما قدرت وكالات الإغاثة عدد من يحتاجون للطعام ومساعدات أخرى بعشرات الآلاف من بين سكان البلاد البالغ عددهم 400 ألف شخص.
وقال رئيس وزراء الباهاما، هوبرت مينيس، خلال مؤتمر صحفي "نحن في خضم إحدى أكبر الأزمات الوطنية في تاريخ بلدنا. يمكننا أن نتوقع تسجيل مزيد من القتلى. هذه مجرد معلومات أولية".
وأظهرت لقطات مصورة من الجو فوق جزيرة أباكو الكبرى أحياء غمرتها المياه ومباني مهدمة وقوارب منقلبة وحاويات شحن متناثرة مثل الدمى. واقتلعت الجدران أو الأسقف جزئيا في كثير من المباني.
وقال مصور لرويترز، تفقد الدمار في جزيرة الباهاما الكبرى إن الكثير من حظائر الطائرات والعديد من الطائرات في مطار فريبورت قد أصيبت بأضرار بالغة على ما يبدو جراء الإعصار.
وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في بيان إن نحو 14500 شخص في جزر أباكو بشمال الباهاما قد يحتاجون أغذية وإن نحو 45700 شخص في جزيرة الباهاما الكبرى قد يحتاجون أغذية.
واجتاح الإعصار دوريان منطقة الكاريبي كأحد أقوى الأعاصير المسجلة على الإطلاق، مخلفا قتيلا في بويرتوريكو قبل أن يضرب جزر الباهاما لمدة يومين مصحوبا بأمطار غزيرة ورياح عاتية تسببت في ارتفاع الأمواج إلى ما بين 12 إلى 18 قدما في بعض المناطق.
وقال المركز الوطني للأعاصير في الولايات المتحدة، ومقره مدينة ميامي، إن الإعصار دوريان يبعد حوالي 240 كيلومترا إلى الجنوب من تشارلستون مصحوبا برياح تصل سرعتها إلى 176 كيلومترا في الساعة، مما يجعله إعصارا من الفئة الثانية.
لكن لانس وود خبير الأرصاد الجوية بالمركز الوطني للأعاصير قال إن الإعصار دوريان قد يشتد مجددا ليصبح إعصارا من الفئة الرابعة خلال الساعات الأربع والعشرين القادمة "لأنه يعبر فوق مياه دافئة وهذا عامل أساسي في شدة الأعاصير".
ونشر المركز تحذيرا من ارتفاع الأمواج بسبب العاصفة شمل سواحل ولايات جورجيا وساوث كارولاينا ونورث كارولاينا بأكملها وأجزاء من فرجينيا.
وصدرت أوامر بإجلاء أكثر من 2.2 مليون شخص في فلوريدا وجورجيا ونورث كارولاينا وساوث كارولاينا.
وتجنبت ولاية فلوريدا ضربة مباشرة من الإعصار.
وقال الرئيس دونالد ترامب للصحفيين في البيت الأبيض "حالفنا الحظ في فلوريدا بالتأكيد، والآن ليته يحالفنا في جورجيا ونورث كارولاينا وساوث كارولاينا".