ياسر برهامى يكشف مفاوضات السلفيين مع الإخوان قبل فض رابعة: طلبوا الحل السياسى وعرضناه على القيادة السياسية ورحبت.. فوجئنا بمخادعة التنظيم.. وجون ماكين خدع الجماعة ومهد الطريق لأحداث العنف

الخميس، 05 سبتمبر 2019 09:00 م
ياسر برهامى يكشف مفاوضات السلفيين مع الإخوان قبل فض رابعة: طلبوا الحل السياسى وعرضناه على القيادة السياسية ورحبت.. فوجئنا بمخادعة التنظيم.. وجون ماكين خدع الجماعة ومهد الطريق لأحداث العنف ياسر برهامى والاخوان
كتب كامل كامل – أحمد عرفة- حنان طلعت

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

واصل ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، سلسلة تصريحاته التى يفضح فيها جماعة الإخوان وأخطائها فى اعتصام رابعة العدوية، حيث كشف اليوم كيف خدعت الإخوان، التيارات الإسلامية وعلى رأسهم التيار السلفى بشأن مبادرات طرحها السلفيون لإنهاء اعتصام رابعة، إلا أن جماعة الإخوان رفضت مبادرتهم وأصرت على التصعيد والعنف.

وقال ياسر برهامى، فى سلسلة مقالاته عبر الموقع الرسمى للدعوة السلفية: "جاءتنا دعوة يوم 23 رمضان سنة 1434 هجرية لمقابلة القيادة السياسية؛ فوجدنا فيها فرصة لعرض فكرتنا فى الحل السياسي، ووازَنْتُ بين مُواصَلة الاعتكاف فى العشر الأواخر وبين الخروج لهذا اللقاء بنفسي؛ وقررتُ الخروج؛ لأن إصلاح ذات البين ومنع سفك الدماء أولى بلا شك من الاعتكاف؛ فذهبت مع المهندس جلال مُرَّة، والمهندس أشرف ثابت، والدكتور بسام الزرقا".

وأضاف نائب رئيس الدعوة السلفية فى مقاله الذى يحمل عنوان "ذكريات": "تم اللقاء واستعرضنا الوضع السياسى والمجتمعي، ونَقلَت القيادة السياسية شكوى سكان منطقة رابعة من الاعتصام وما يتعرضون له من عدم إمكانية الاستمرار فى حياتهم اليومية، وصعوبة الحركة والانتقال، وذكروا أن هذه الآلاف تمارس حياتها اليومية من الطعام والشراب وقضاء الحاجة فى الميدان، وأَكَّدَ ذلك أحد إخواننا الحاضرين أنه مَرَّ مِن هناك ووجد مَن يعترضون الناس بتشنج لمطالعة بطاقاتهم، وأنهم فى قلقٍ شديدٍ وتوترٍ واضح، كما أن الشرطة تراقِب بطاقات الناس؛ فالناس فى شِدَّةٍ فى هذه المنطقة، وقلنا: إنه لا بد من حل لهذه المشكلة، وأمامنا ثلاث سيناريوهات عرضناها بوضوح.

وتابع ياسر برهامى: السيناريو الأول كان الفَضّ باستعمال القوة الخشنة وإطلاق النار وقلنا إن هذا أسوأ الحلول؛ لما يتضمنه أولًا مِن سفك الدماء المعصومة شرعًا -وهذا الذى يُحَرِّكُنا أولًا-، وثانيًا للآثار الخطيرة على المجتمع من وجود فئةٍ كبيرة منه -لا يمكن إهمالها ولا القضاء عليها- تُعَادِى المجتمع نفسه، وتُكَرِّس المظلومية، ثم تصل إلى تكفير المجتمع والدولة، وأن مشكلتنا الآن هى وليدة ونتاج أزمة الإخوان فى الستينيات فالشخصيات القيادية الحالية فى الإخوان تتعامل مع المجتمع بخلفية الفكر المنحرف الذى تَشَرَّبوه بلا علمٍ مِن القيادات القطبية فى ذلك الوقت داخل السجن، وقلنا إننا نخشى أنه حتى بعد حل الأزمة الحالية تتفجر أزمات مماثلة بعد 40 أو 50 سنة من الآن بسبب هذه النوعيات لو دخلت السجون.

واستطرد نائب رئيس الدعوة السلفية: السيناريو الثانى هو استعمال القوة الناعمة فى إنهاء الاعتصام مِن الغازات المسيلة للدموع، والهراوات، ونحو ذلك وهذا أقل ضررًا بلا شك، ولكنه أيضًا يترتب عليه ولابد إصابات مِن قتلى وجرحى بنسبة أقل، ولكن لا بد أن تكون له آثار سيئة على المجتمع فى الجملة فكان الجواب: معكم على ذلك أيضًا، والسيناريو الثالث كان "الحل السياسي"، وقلنا: هذا أفضل الحلول وأقلها خسارة على البلاد والمجتمع فكان الجواب الفورى من القيادة السياسية: أيدينا مع أيديكم على الحل السياسي، ولكن كيف هذا الحل السياسي؟!

وقال برهامى: تكلمنا عن إمكانية هذا الحل، فردوا: اِعرِضوا هذا الحل على القوى السياسية؛ فإن اتفقتم عليه فنحن موافِقون على ما اتفقتم عليه مسبقًا وبلا شروط، فقلنا لبعضنا إذًا الباب مفتوح، وإن لم يكن على مصراعيه إلا أنه ليس مغلقًا، ويمكننا تجنيب بلادنا ومجتمعنا مشاكل لا تُحصى وانصرفنا على وعد بالتواصل، واتصلنا بالدكتور يونس مخيون، رئيس حزب النور - الذى تَعَذَّرَ حضوره هذا الاجتماع لعذر عنده - وقلنا له يتصل بالأحزاب والقوى السياسية لعقد اجتماع للنظر فى مستقبل البلاد وحل الأزمة وبالفعل تواصَل الدكتور يونس القوى السياسية واتفقوا على دعوة الأحزاب والقوى السياسية لاجتماع عاجل يوم الخميس حينها لبحث الأوضاع، وبالفعل تم الاجتماع، وحضر الدكتور يونس وعرض وجهة النظر فى أن أسوأ الحلول هو حل القوة الخشنة، وأن أفضل الحلول هو الحل السياسي، وكانت المفاجأة لنا أن نصف الحاضرين وافقوا على ذلك، ونصفهم تقريبًا أيضًا رفضوا، وقال الرافضون: "الإخوان" لن ينزلوا ولن يستجيبوا إلا بالدم! وظَلَّت المحاولات مستمرة طوال ساعات الاجتماع فى إقناع الرافضين بأن الدم أسوأ ما يكون على المجتمع والدولة، ولا يصح أن نحل أزمة وقتية ونصدر لأولادنا وأحفادنا بعد 40 أو 50 سنة أزمة أعنف منها، ولم يُسفر الاجتماع عن شيءٍ مُتَّفَقٍ عليه، ولكن فتح الباب لاجتماع آخر يوم الأحد الذى يليه؛ لمحاولة إقناع الرافضين.

وتابع ياسر برهامى: فى مساء يوم الخميس 24 رمضان كان "جون ماكين" رئيس الأغلبية الجمهورية فى مجلس النواب الأمريكي فى زيارة التقى فيها قيادات من كل الاتجاهات، وفوجئت بتصريحات مُخَيِّبَة للآمال بشكل عنيف؛ وضِقت جدًّا فى هذه الأيام وأنا فى الاعتكاف وقلت: هو يغازل الإخوان، بل قطعًا يُوَرِّطهم ويَدفعهم إلى الحائط ليصطدموا به صدمة عنيفة فظيعة -ربما مُحَطِّمة-، وهو يوهمهم أن الأمريكان معهم، ودعوتُ الله فى اعتكافى بالستر، وأن يجنب الله المسلمين والبلاد شرهم.

وقال نائب رئيس الدعوة السلفية: فى صباح يوم الجمعة أرسلت رسالة لزميلنا الدكتور الذى كان قد حضر يوم الثلاثاء وأخبرنى أن نتدخل فى الحل السياسي؛ لأنهم -أى الإخوان- اقتنعوا بأن عودة مرسى والبرلمان والدستور شبه مستحيلة، وأنهم يريدون حلًّا سياسيًّا سلميًّا، فأرسلتُ له رسالة؛ أطلب سرعة الرد على اقتراحنا بأن يُقَدِّم الدكتور مرسى استقالته مع تفويض شخصية يتفق عليها جميع الأطراف فى صلاحياته، وفى صلاة الجمعة حضر معى صديق طبيب -وهو صديق لهذا الدكتور أيضًا، زميل لنا، لكنه أقرب للسلفية ولا أظن أنه ينتمى للإخوان، أو لا أعرف انتماءه للإخوان- ومعه صديق له من بورسعيد، وطلب الجلوس معى بعد الصلاة؛ وإذا بهم يحاولون إقناعى لتغيير موقفنا لمُوَافَقَة "الإخوان" والذهاب إلى "رابعة"! وأن هذا كفيل بتغيير كافة الموازين، فتعجبت للغيبوبة فى التفكير، والسذاجة فى وزن الأمور، وتأكدتُ بنفسى أن الأمريكان والغرب قد أوهَموهم بالتأييد؛ فيحتاجون التأييد الشعبى للدعوة السلفية لحسم الأمر فى ظنهم!

واستطرد ياسر برهامى: عجبًا فَكَّرُوا، وعجبًا وثقوا فى عَدُوٍّ لدود، فبعد خمس سنوات ونصف من هذا التاريخ قرأت تصريحات لبعض قادة "الإخوان" أن "جون ماكين" خدعهم بالتأييد وألبسهم فى الحائط! وهو ما كنت استنبطتُّه من تصريحاته ليلة الجمعة يوم الخميس؛ فقلت للرسولين: أنا فى انتظار ردٍّ على مبادرة للحل السياسى مِن قِبَل "الإخوان"، وانصرفا، وبعد العصر جاءنى الرد الصادم المُحبِط من زميلنا الدكتور -بموقف عكس موقفه الثلاثاء 180 درجة- برسالة على "الواتس" نَصُّها: (الكل هنا مجمعون -على ما أسماه- عودة مرسي وعودة الدستور وعودة البرلمان؛ ونحن فى انتظارك هنا على منصة "رابعة" لتعلن تصحيح اجتهادك؛ ونحن نحملك على الأعناق!)، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة