قبل نحو نصف مليار سنة، نفق مخلوق غريب شبيه بالديدان فى المنطقة التى أصبحت اليوم الصين، تاركا خلفه آثار آخر حركة ومسافة قطعها، فيما أتاحت الآثار التى خلفها المخلوق الشبيه بالدودة قبل نفوقه للعلماء، التعرف على أحد أوائل الكائنات القادرة على التنقل قبل نحو 550 مليون سنة.
وأطلق على هذا المخلوق الشبيه بالدودة عديدات الأقدام، اسم "ييلينغيا سبيسيفورميس"، ذلك أن جسمه كان مؤلفا من عدة حلقات أو فقرات متتالية ومتشابهة، حسبما ذكرت وكالات أنباء عالمية.
ونقلت عن عالم الأحياء القديمة من "جامعة فرجينيا تيك" الأمريكية شوشاى شياو، قوله إنه "كان للحيوان جانبان متشابهان مع رأس وذيل"، مضيفا أن هذه الأحفورة توفر أول "دليل داعم مباشر" على الحركة المبكرة لحيوان مجزأ.
واعتبر شياو أن الأحفورة تشكل دليلا أيضا على أن حركية الحيوانات تطورت منذ ما يقرب من 550 مليون سنة، وقال الباحثون إن هذا الكائن، المؤلف من 50 جزءا متماثلا، كان يعيش في المياه، مشيرين إلى أن طوله حوالى 27 سنتيمترا، بينما يتراوح عرضه ما بين 5 و26 ميليمترا.
وتتضمن الأحفورة، دليلا على ما يوصف بـ"مسيرة الموت" أو "المورتشنيوم"، أي الممر الذي أنتجه الكائن قبل نفوقه مباشرة، ورغم العثور على آثار تنقلات كثيرة تعود إلى العصر الإيدياكاري، أي قبل ما بين 635 إلى 542 مليون سنة، في كل من أستراليا والولايات المتحدة وكندا وأفريقيا، فإن متحجرات الحيوانات المعروفة التي قد تكون هذه الآثار عائدة إليها تظل قليلة.
وقال باحث، ضمن فريق شياو، إنه تسنى له دراسة آثار حيوان وبقاياه المتحجرة عثر عليه في أحد وديان نهر يانغتسي جنوبي الصين، ويبدو أنه نفق أثناء تنقله، وأشار شياو إلى أنه لا يوجد حاليا حيوانات حية تشبه "ييلينغيا سبيسيفورميس"، لكن أقرب المخلوقات إليها هي "عديدات الأقدام".
وكشفت دراسة نشرت نتائجها في مجلة "نيتشر"، الأربعاء، أن مخلوق "ييلينغيا سبيسيفورميس" كان يعيش في العصر الإيدياكارى، وتحديدا قبل 550 مليون سنة أي قبل عصر الديناصورات، ويعد هذا المخلوق "من أقدم الحيوانات القادرة على التنقل".