هنيئا لمن يعشق النقاشات والحوارات والجلسات الفلسفية ويحصل على ولو واحدة كل عام.
يحدث أن يصبح حلمك أن تجلس مع أشخاص ذوى عقول واعية ناضجة؛ تحترم أفكار أى إنسان على وجه الأرض؛ حتى وإن كانت لغواً، ويا حبذا لو كانت مع أناس قريبين منك فى أغلب توجهاتك، فيصبح الحوار هادئا؛ مفيدا ومنعشا للذهن، تخرج منه وكأنك ألقيت من على كتفك حملا ثقيلا، اسمه ألم من فوضى العالم.
هل لديك هؤلاء الذين ينقلونك من حالة معتمة إلى حالة بديعة؟
يحدث أن يصبح همك أن تترقى فى عملك أو تسافر إلى مكان ما أو تنتقل للعيش فى بلد ما، أو أن تجنى قدرا معينا من المال، أما أن يصبح همك أن تجلس جلسة مع بشر هادئين مسالمين متصالحين مع العالم، متقاربين وإن اختلفوا؛ فهذا أمر غير مبشّر يا صديقى.
ليس بالضرورة أن يكون هؤلاء من الأصدقاء أو الأقارب أو الجيران؛ يمكن أن يكون لقاؤك معهم هو الأول والأخير؛ ولكنه لقاء رد إليك روحك وأعاد إلى ذهنك انتعاشا ظننت أنه ولّى وانتهى.
جلسة يفاجئك كل بطل من أبطالها بسحر تعليقاته وعمق تحليلاته وبهاء ألفاظه وجاذبية أفكاره، وتدبره وتبصره وتحريه البراعة فى توضيح آرائه ومهارة إجادته لكل ما يتفوه به، والكل ينصت ويترك كامل الحق للمتحدث حتى ينتهى.
لست أحد هؤلاء ولكنى أنبهر بهم واستمتع بتواجدى معهم، وأخرج من هذه الجلسة مفعمة باللذة والراحة والهدوء الداخلى، والأهم من ذلك بقدرة جديدة تساعدنى على تحمل هذا العالم.
جرب وستفصلك هذه الجلسات تمام الفصل عن غلظة وغوغائية كل من حولك، فأنت تستحق واحدة على الأقل، إحرص عليها كلما واتتك الفرصة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة