أنهت الكنيسة القبطية الكاثوليكية أمس الأربعاء اجتماع هيئتها العليا (سنودس الآباء المطارنة والأساقفة) وذلك بعد ثلاثة أيام شهدت نقاشات موسعة، خلصت إلى عدة قرارات ترسم للكنيسة مستقبلها، وذلك عبر محورين رئيسيين الأول هو علاقتها بالدولة والجهات الرسمية والثانى يتعلق بترتيباتها الداخلية وإصلاحها الإدارى.
اجتماعات السنودس الكاثوليكى التى بدأت بالصلاة لجميع المؤمنين خصت بالذكر الشباب منهم معتبرة إياهم مستقبل الكنيسة ومن ثم اتفق الآباء المطارنة على ضرورة رسامة أسقف للشباب إذ تحرص الكنيسة عبر ايبراشياتها الست على تنظيم أنشطة تثقيفية ورياضية وفنية للشباب على مدار السنة وبالأخص فى الإجازات الصيفية، ولكن الكنيسة الكاثوليكية فى الوقت نفسه استفادت من تجارب مثيلتها القبطية الأرثوذكسية التى عينت أسقفا للشباب قبل ما يقرب من ٤٠ عامًا من اليوم حين كلف البابا شنودة الثالث راهبًا من دير البراموس بإدارة أمور الخدمة فى قطاع الشباب ومنحه اسم الأنبا موسى ومع الوقت صارت تلك الأسقفية أحد علامات الخدمة الكنسية لدى الأرثوذكس نظرًا لما تقدمه من أنشطة واسعة رياضية وثقافية وروحية بالتوازى مع خدمة مدارس الأحد وباقى الخدمات الكنسية.
كذلك فإن الكنيسة الكاثوليكية قد تنبهت لضرورة تقسيم إيبراشياتها المتسعة بين عدة مطارنة بدلًا من الاكتفاء بمطران واحد على سبيل المثال يتولى الأنبا توماس عدلى مسئولية الخدمة فى ثلاث محافظات هى الجيزة وبنى سويف والفيوم بينما يتولى الأنبا دانيال لطفى الخدمة فى الإسماعيلية وما حولها من المدن القناة، وهو الأمر الذى رأت الكنيسة تقسيمه من أجل منح الرعية وقت وجهد أكبر وأسند آباء السينودس مسئولية إعداد ملف تفصيلى عن هذا الأمر إلى السينودس الدائم بالتنسيق مع أساقفة الإيبارشيات المعنية.
منذ سنوات طويلة تحيل الكنيسة الكاثوليكية المطارنة للتقاعد بسبب تقدم العمر وتمنح كل منهم لقب مطران شرفي، وهو الأمر الذى انطبق على البطريرك أنطونيوس نجيب البطريرك الشرفى للكنيسة إذ يعمل الأنبا إبراهيم إسحق كبطريرك فعلى كذلك الحال فى ايبراشية الجيزة التى تركها الأنبا انطونيوس عزيز وإيبراشية سوهاج التى يعمل الأنبا يوسف أبو الخير كمطران شرفى لها، ومن ثم رأت الكنيسة ضرورة الاستفادة من خدمتهم الرعوية الطويلة وتدارس السنودس الأمور اللوجستية والقانونية للأساقفة الشرفيين ما يشمل النظام المعيشى لهم وما يمكن اسناده لنيافتهم من مهام كنسية تتناسب مع أوضاعهم الحالية، وذلك للاستفادة بقدر الإمكان من خبراتهم الرعوية الطويلة.
فيما رأى السنودس الكاثوليكى ضرورة رسامة أسقفًا للتعليم وأخر للمهجر إذ يتولى أسقف التعليم مهمة تثقيف وتوعية أبناء الكنيسة وهى التجربة التى بدأتها الكنيسة الأرثوذكسية فى عهد البابا كيرلس السادس حين عين الأنبا شنودة فى منصب أسقف التعليم، قبل أن يصبح بابا للكنيسة، بينما أشار بيان السنودس إلى ضرورة رسامة أسقف للمهجر وهى أيضًا تجربة بدأها البابا كيرلس السادس فى الكنيسة القبطية فى الستينات حين لاحظ اتجاه الأقباط للهجرة لأمريكا وكندا فبدأ تأسيس كنائس خارج مصر تتولى مهمة الحفاظ على التقاليد الكنسية فى المهجر ومن ثم ظهرت الحاجة لرسامة أساقفة يشرفون على تلك الكنائس فى البلاد البعيدة
فيما انتخب آباء السينودس أعضاء السينودس الدائم تحت رئاسة البطريرك وهم: الأنبا عمانوئيل، مطران كرسى طيبة، والأنبا توماس، مطران كرسى الجيزة وبنى سويف والفيوم، والأنبا باسيليوس، مطران كرسى سوهاج، والأنبا باخوم، النائب البطريركى لشئون الإيبارشية البطريركية.
لم يغفل السنودس الكاثوليكى عن الأوضاع الاقتصادية التى تمر بها البلاد وقرر السينودس بعض الإجراءات الفورية لتحسين الأوضاع المعيشية للآباء الكهنة كما تم تقديم ورقة عمل إلى السينودس الدائم لوضع نظام متكامل يشمل الإعاشة والرعاية الصحية للإكليروس.
وعلى صعيد علاقة الكنيسة بالدولة، تدارست اللجنة القانونية للسينودس ما وصل إليه الامر فيما يخص ملف تقنين الكنائس وقانون الأوقاف للكنيسة الكاثوليكية وفى ذلك قال الانبا باخوم المتحدث الرسمى باسم الكنيسة لليوم السابع أن الكنيسة تنتظر تشكيل لجنة مشتركة مع مجلس الوزراء لإعادة النظر فى هذا الملف.